شراؤه











شراؤه



4620- الطبقات الکبري عن فرّوخ: رأيت عليّاً في بني ديوار وأنا غلام، فقال: أ تعرفني؟ فقلت: نعم، أنت أميرالمؤمنين. ثمّ أتي آخر فقال: أ تعرفني؟ فقال: لا،فاشتري منه قميصاً زابيّاً، فلبسه، فمدّ کمّ القميص فإذا هو مع أصابعه، فقال: له کُفّه. فلمّا کفّه قال: الحمد للَّه الذي کسا عليّ بن أبي طالب[1] .

4621- خصائص الأئمّة عليهم السلام: روي عن مولي لبني الأشتر النخعي قال: رأيت أميرالمؤمنين عليّاً عليه السلام وأنا غلام وقد أتي السوق بالکوفة، فقال لبعض باعة الثياب: أ تعرفني؟ قال: نعم، أنت أميرالمؤمنين، فتجاوزه. وسأل آخر، فأجاب بمثل ذلک، إلي أن سأل واحداً فقال: ما أعرفک، فاشتري منه قميصاً، فلبسه،ثمّ قال: الحمد للَّه الذي کسا عليّ بن أبي طالب. وإنّما ابتاع عليه السلام ممّن لا يعرفه خوفاً من المحاباة في إرخاص ما ابتاعه[2] .

[صفحه 366]

4622- فضائل الصحابة عن أبي مطر: رأيت عليّاً مؤتزراً بإزار، مرتدياً برداء، معه الدرّة، کأنّه أعرابي يدور بدويّ حتي بلغ أسواق الکرابيس، فقال: يا شيخ، أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم. فلمّا عرفه لم يشترِ منه شيئاً. ثمّ أتي آخر، فلمّا عرفه لم يشترِ منه شيئاً. فأتي غلاماً حدثاً، فاشتري منه قميصاً بثلاثة دراهم، ثمّ جاء أبوالغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهماً ثمّ جاء به، فقال: هذا الدرهم يا أميرالمؤمنين. قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: کان قميصاً ثمن درهمين. قال: باعني رضاي، وأخذ رضاه[3] .

4623- روضة الواعظين عن الاصبغ بن نباتة: أتي أميرالمؤمنين عليه السلام- ومعه قنبر- البزّازين، فساوم رجلاً بثوبين، فقال: بعني ثوبين. فقال الرجل: يا أميرالمؤمنين، عندي حاجتک. فلمّا عرفه انصرف، حتي أتي غلاماً، فقال: بعني ثوبين، فماکسه[4] الغلام، حتي اتّفقا علي سبعة دراهم؛ ثوباً بأربعة دراهم، وثوباً بثلاثة دراهم، وقال لغلامه قنبر: اختَر الثوبين. فاختار الذي بأربعة، ولبس هو الذي بثلاثة، وقال: الحمد للَّه الذي رزقني ما اُواري به عورتي، وأتجمّل به في خلقه.

ثمّ أتي المسجد فکوّم کومةً من حصي، فاستلقي عليها، فجاء أبوالغلام فقال: إنّ ابني لم يعرفک، وهذان الدرهمان ربحهما، فخذهما. فقال عليه السلام: ما کنت لأفعل، فقد ماکستُه وماکسني، واتّفقنا علي رضا[5] .

[صفحه 367]

4624- دعائم الإسلام- في الإمام علي عليه السلام-: خرج من المسجد فأتي دار فرات وبها يومئذٍ يباع الکرابيس، فرأي شيخاً يبيع، فقال: يا شيخ، بعني قميصاً بثلاثة دراهم. فقال: نعم يا أميرالمؤمنين- وقام قائماً- فلمّا علم عليه السلام أنّه قد عرفه قال: اجلس. ثمّ أتي آخر، فکان مثل ذلک، فقال: اجلس. ثمّ أتي غلاماً، فأعرض عنه ولم يلتفت إليه، فاشتري منه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه، فبلغ منه ما بين الرسغين[6] إلي الکعبين،[7] ثمّ نظر إلي کُمّيه فرآهما قد خرجا علي يديه، فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه، ثمّ قال: الحمد للَّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس، وواري سوءتي، وستر عورتي، الحمد للَّه ربّ العالمين.

فقال له رجل: يا أميرالمؤمنين، هذا قول قلته عن نفسک، أو شي ء سمعته عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

قال: کان رسول اللَّه إذا لبس ثوباً قال مثل هذا القول[8] .

4625- فضائل الصحابة عن أبي بحر عن شيخ لهم: رأيت علي عليّ إزاراً غليظاً، قال:اشتريته بخمسة دراهم، فمن أربحني فيه درهماً بعته. ورأيت معه دراهم مصرورة، فقال: هذه بقيّة نفقتنا من ينبع[9] [10] .

[صفحه 368]

4626- إرشاد القلوب: روي أنّ عليّاً عليه السلام اجتاز بقصّاب وعنده لحم سمين، فقال: أميرَ المؤمنين، هذا اللحم سمين، اشترِ منه! فقال له: ليس الثمن حاضراً. فقال: أنا أصبر يا أميرالمؤمنين. فقال له: أنا أصبر عن اللحم[11] .



صفحه 366، 367، 368.





  1. الطبقات الکبري: 28:3، التاريخ الکبير: 600:132:7 نحوه، أنساب الأشراف: 369:2، تاريخ دمشق: 484:42.
  2. خصائص الأئمّة عليهم السلام: 80، حلية الأبرار: 236:2.
  3. فضائل الصحابة لابن حنبل: 878:528:1، الزهد لابن حنبل: 162، صفة الصفوة: 134:1 عن أبي مطرف، الرياض النضرة: 220:3 عن ابن مطرف، شرح نهج البلاغة: 235:9 وراجع المناقب للخوارزمي:136:121.
  4. المماکسة في البيع: انتقاص الثمن واستحطاطه والمنابذة بين المتبايعين (النهاية: 349:4).
  5. روضة الواعظين: 121، مکارم الأخلاق: 730:246:1، بحارالأنوار: 14:309:79.
  6. الرُّسغُ: مجتَمَعُ الساقين والقدمين (لسان العرب: 428:8).
  7. کَعبُ الإنسان: ما أَشرَفَ فوق رُسغِه عند قَدَمِه، وقيل هو العظمُ الناشزُ فوق قدمِه (لسان العرب: 718:1).
  8. دعائم الإسلام: 556:156:2 وراجع مسند ابن حنبل: 1352:331:1 و ح 1354 ومسند أبي يعلي: 290:181:1 وتاريخ دمشق: 486:42 والبداية والنهاية: 4:8 والمناقب للخوارزمي: 136:121.
  9. يَنْبُع: بليدة بالقرب من المدينة، وبها عيون وحضر وحصن (تقويم البلدان: 89).
  10. فضائل الصحابة لابن حنبل: 885:532:1، الزهد لابن حنبل: 163، السنن الکبري: 10794:538:5 وليس فيه ذيله، اُسد الغابة: 3789:97:4، الرياض النضرة: 212:3 نحوه.
  11. إرشاد القلوب: 119.