احمد بن علويّة الأصبهاني











احمد بن علويّة الأصبهاني[1]



.

4015- من أئمّة المحدّثين والاُدباء في القرن الرابع، يقول:


وله يقول محمّد أقضاکمُ
هذا وأعلمکم لدي التبيانِ

[صفحه 28]

إنّي مدينة علمکم وأخي لها
باب وثيق الرکن مصراعانِ


فأْتوا بيوت العلم من أبوابها
فالبيت لايؤتي من الحيطانِ


لولا مخافة مفترٍ من اُمّتي
ما في ابن مريم يفتري النصراني


أظهرت فيک مناقباً في فضلها
قلب الأديب يظل کالحيران


ويسارع الأقوام منک لأخذ ما
وطئته منک من الثري العقبان[2] .


4016- وله أيضا:


أم من سري معه سواه عندما
مضيا بعون الله يبتدران


نحو البنية بيته العالي الذي
ما زال يعرف شامخ البنيان


حتي إذا انتهيا إليه بسدفة[3] .
وهما لما قصدا له وجلان


وتفرق الکفار عن أرکانه
وخلا المقام وهوم الحيان


أهوي ليحمله قراه وصيه
فوني سوي ألف وني هذان (کذا)


إن النبوة لم يکن ليقلها
إلا نبي أيد النهضان


فحني النبي له مطاه وقال قم
فارکب ولا تک عنه بالخشيان


فعلاه وهو له مطيع سامع
بأبي المطيع مع المطاع الحاني


ولو انه منه يروم بنانه
نجما لنال مطالع الدبران[4] .


فتناول الصنم الکبير فزجه
من فوقه ورماه بالکذان[5] .

[صفحه 29]

حتي تحطم منکباه ورأسه
ووهي القوائم[6] والتقي الطرفان


ونحا بصم جلامد أوثانهم
فأبادها بالکسر والإيهان


وغدا عليه الکافرون بحسرة
وهم بلا صنم ولا أوثان


أم من شري لله مهجة نفسه
دون النبي عليه ذو تکلان


هل جاد غير أخيه ثم بنفسه
فوق الفراش يغط کالنعسان


أم من علي المسکين جاد بقوته
وعلي اليتيم مع الأسير العاني


حتي تلا التالون فيها سورة
عنوانها هل اتي علي الإنسان


أم من طوي يومين لم يطعم ولم
تطعم حليلته ولا الحسنان


فمضي لزوجته ببعض ثيابها
ليبيعه في السوق کالعجلان


يهوي ابتياع جرادق لعياله
من بين ساغبة ومن سغبان


إذ جاء مقداد يخبر أنه
مذ لم يذق أکلا له يومان


إلي أن يقول:


أم من له في الطير قال نبيه
قولا ينير بشرحه الافقان


يا رب جئ بأحب خلقک کلهم
شخصا إليک وخير من يغشاني!


کيما يواکلني ويؤنس وحشتي
والشاهدان بقوله عدلان


فبدا علي کالهزبر ووجهه
کالبدر يلمع أيما لمعان


فتواکلا واستأنسا وتحدثا
بأبي وامي ذلک الحدثان


أم من له ضرب النبي بحبه
مثل ابن مريم إن ذاک لشان


إذ قال يهلک في هواک وفي القلي
لک يا علي جلالة جيلان


کعصابة قالوا المسيح إلهنا
فرد وليس لأمهم من ثاني

[صفحه 30]

وعصابة قالوا کذوب ساحرخشي
الوقوف به علي بهتان


فکذاک فرد ليس عيسي کالذي
جهلا عليه تخرص القولان


وکذا علي قد دعاه إلههم
قوم فاحرقهم ولم يستان


وأباه قوم آخرون قلي له
من بين منتکث وذي خذلان


أم أيهم فخر الأنام بخصلة
طالت طوال فروع کل عنان


من بعد أن بعث النبي إلي مني
ببراءة من کان بالخوان


فيها فأتبعه رسولا رده
تعدو به القصواء[7] کالسرحان[8] .


کانت لوحي منزل وافي به ال
-روح الأمين فقص عن تبيان


إذ قال لا عني يؤدي حجتي
إلا أنا أو لي نسيب داني


أم من يقول له سأعطي رايتي
من لم يفر ولم يکن بجبان


رجلا يحب الله وهو يحبه
قرما[9] ينال السبق يوم رهان


وعلي يديه الله يفتح بعدما
وافي النبي بردها الرجلان


فدعا عليا وهو أرمد لا يري
أن تستمر بمشية الرجلان


فهوي إلي عينيه يتفل فيهما
وعليهما قد أطبق الجفنان


فمضي بها مستبشرا وکأنما
من ريقه عيناه مرآتان


فأتاه بالفتح النجيح ولم يکن
يأتي بمثل فتوحه العمران


أم من أقل بخيبر الباب الذي
أعيا به نفر من الأعوان[10] .

[صفحه 31]



صفحه 28، 29، 30، 31.





  1. أبو جعفر أحمد بن علويّة الأصبهاني الکرماني، الشهير بأبي الأسود: أحد مؤلّفي الإماميّة المطّرد ذکرهم في المعاجم، ومن أئمّة الحديث وصدور حملته، وحسبه جلالة أن تکون أخباره مبثوثة في مثل الفقيه والتهذيب والکامل والأمالي للصدوق والأمالي للمفيد وأمثالها، وأمّا شاعريّته فهي في الذروة والسنام من مراقي قرض الشعر، وجاء شعره في أئمّة الدين عليهم السلام کسيف صارم لشُبَه أهل النصب. ولد سنة (212 ه) وتوفّي سنة (320 ه) ونيّف (راجع الغدير: 348:3).
  2. أعيان الشيعة: 23:3، المناقب لابن شهر آشوب: 33:2 وفيه إلي «الحيطان» و ج 264:1 وفيه من «لولا مخافة...».
  3. السُّدْفة: من الأضداد تقع علي الضياء والظلمة، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظلمة معاً کوقت ما بين طلوع الفجر والإسفار (النهاية: 354:2).
  4. الدَّبَران: خمسة کواکب من الثور، يقال إنّه سَنامه، وهو من منازل القمر (الصحاح: 653:2).
  5. الکذّان: حجارة فيها رخاوة (لسان العرب: 357:13).
  6. في المصدر: «القائم»، والصحيح ما أثبتناه.
  7. القَصْواء: الناقة التي قُطع طرف اُذنها، ولم تکن ناقة النبيّ صلي الله عليه و آله قصواء وإنّما کان هذا لقباً لها (النهاية: 75:4).
  8. السرحان: الذئب، وقيل: الأسد (النهاية: 358:2).
  9. القَرْم من الرجال: السيّد المعظّم (لسان العرب: 473:12).
  10. أعيان الشيعة: 25:3، المناقب لابن شهر آشوب: 141:2 وفيه إلي «ولا أوثان» ونسبها لابن الأسود الکاتب وراجع ص 61 و 129.