دعاء الإمام للضالّين











دعاء الإمام للضالّين



4514- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا سمع قوماً يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصفّين-:

إنّي أکره لکم أن تکونوا سبّابين، ولکنّکم لو وصفتم أعمالهم، وذکرتم حالهم، کان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مکان سبّکم إيّاهم:

اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتي يَعرف الحقَّ من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به[1] .

[صفحه 319]

4515- وقعة صفّين عن عبداللَّه بن شريک: خرج حجر بن عديّ وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل إليهما عليّ عليه السلام أن کُفّا عمّا يبلغني عنکما، فأتياه فقالا:

يا أميرالمؤمنين، أ لَسنا محقّين؟

قال: بلي.

قالا: أ وَليسوا مبطلين؟

قال: بلي.

قالا: فَلِمَ منعتنا من شتمهم؟

قال: کرهت لکم أن تکونوا لعّانين شتّامين، تشتمون وتتبرّؤون، ولکن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم کذا وکذا ومن عملهم کذا وکذا، کان أصوب في القول، وأبلغ في العذر. ولو قلتم مکان لعنکم إيّاهم وبراءتکم منهم:

«اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتي يعرف الحقّ منهم من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به» کان هذا أحبَّ إليَّ وخيراً لکم.

فقالا: يا أميرالمؤمنين، نقبل عظتک، ونتأدّب بأدبک[2] .



صفحه 319.





  1. نهج البلاغة: الخطبة 206، بحارالأنوار: 466:561:32.
  2. وقعة صفّين: 103 وراجع الأخبار الطوال: 165.