ابن الرومي











ابن الرومي[1]



.

4013- من اُدباء القرن الثالث، يقول:


يا هند لم أعشق ومثليَ لا يري
عشق النساء ديانةً وتحرُّجا


لکنّ حبّي للوصيّ مخيّمٌ
في الصدر يسرح في الفؤاد تولُّجا


فهو السراج المستنير ومَن به
سبب النجاة من العذاب لمن نجا


وإذا ترکت له المحبّة لم أجد
يوم القيامة من ذنوبي مخرجا


قل لي: أ أترک مستقيم طريقهِ
جهلاً وأتَّبع الطريق الأعوجا؟


وأراه کالتِّبر المصفّي جوهراً
وأري سواه لناقديه مبهرجا


ومحلّه من کلّ فضل بيّنٌ
عالٍ محلَّ الشمس أو بدر الدجا

[صفحه 26]

قال النبيّ له مقالاً لم يکن
يوم الغدير لسامعيه مُمَجْمِجا[2] .


من کنت مولاه فذا موليً له
مثلي وأصبح بالفخار متوّجا


وکذاک إذ منع البتولَ جماعةً
خطبوا وأکرمه بها إذ زوّجا


وله عجائب يوم سار بجيشهِ
يبغي لقصر النهروان المخرجا


رُدَّت عليه الشمس بعد غروبها
بيضاء تلمع وقدةً وتأجّجا[3] .



صفحه 26.





  1. أبوالحسن عليّ بن عبّاس بن جريح مولي عبيداللَّه بن عيسي، الشهير بابن الرومي: ولد ببغداد سنة (221 ه)، شعره الکثير الطافح برونق البلاغة قد أربي علي سبائک التبر حسناً وبهاءً، فکان فنّاناً بارعاً اُوتي ملکة التصوير ولطف التخيّل والتوليد وبراعة اللعب بالمعاني والأشکال، وکان ذا حظّ وافر في اللغة، وقصائده دالّة علي تبحّره في اللغة وإحاطته الواسعة بغريب مفرداتها وأوزان اشتقاقها وتصريفها وموقع أمثالها، وليس في شعر العربيّة مِن تبدو هذه الشواهد في کلامه بهذه الغزارة والدقّة غير المترجم والمعرّي، عاش ابن الرومي حياته في بغداد، وتوفّي في جمادي الاُولي سنة (283 ه) (راجع الغدير: 51:3).
  2. مَجْمَجَ الرجل في خبره: لم يبيّنه (لسان العرب: 363:2).
  3. الغدير: 29:3.