کلّ يوم من رجب
[صفحه 289] من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته، ووجلت القلوب من خيفته. أسألک بهذه المدحة التي لا تنبغي إلّا لک، وبما وأيت به علي نفسک لداعيک من المؤمنين، وبما ضمنت الإجابة فيه علي نفسک للداعين، يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبصرين، ويا أنظر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أحکم الحاکمين، ويا أرحم الراحمين! صلّ علي محمّد خاتم النبيّين، وعلي أهل بيته الطاهرين الأخيار، وأن تقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت، وأن تحتم لي في قضائک خير ما حتمت وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت، وأحيني ما أحييتني موفوراً، وأمتني مسروراً ومغفوراً، وتولَّ أنت نجاتي من مسألة البرزخ، وادرأ عنّي منکراً ونکيراً، وأرعيني مبشّراً وبشيراً، واجعل لي إلي رضوانک وجنانک مصيراً، وعيشاً قريراً، وملکاً کبيراً، وصلّي اللَّه علي محمّد وآله بکرةً وأصيلاً، يا أرحم الراحمين. ثمّ تقول: من غير تلک الرواية: اللهمّ إنّي أسألک بعقد عزّک علي أرکان عرشک، ومنتهي رحمتک من کتابک، واسمک الأعظم، وذکرک الأعلي الأعلي، وکلماتک التامّات کلّها أن تصلّي علي محمّد وآله، وأسألک ما کان أوفي بعهدک، وأقضي لحقّک،وأرضي لنفسک، وخيراً لي في المعاد عندک، والمعاد إليک، أن تعطيني جميع ما اُحبّ، وتصرف عنّي جميع ما أکره، إنّک علي کلّ شي ءٍ قدير، برحمتک يا أرحم الراحمين[1] . [صفحه 290]
4471- الإمام عليّ عليه السلام: اللهمّ يا ذا المنن السابغة، والآلاء الوازعة، والرحمة الواسعة، والقدرة الجامعة، والنعم الجسيمة، والمواهب العظيمة، والأيادي الجميلة، والعطايا الجزيلة، يا من لا ينعت بتمثيل، ولا يمثل بنظير،ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدّر فأحسن، وصوّر فأتقن، واحتجّ فأبلغ، وأنعم فأسبغ، وأعطي فأجزل، ومنح فأفضل، يا من سما في العزّ ففات خواطر الأبصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفکار، يا من توحّد بالملک فلا ندّ له في ملکوت سلطانه، وتفرّد بالکبرياء والآلاء، فلا ضدّ له في جبروت شأنه، يا من حارت في کبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراک عظمته خطائف أبصار الأنام، يا
صفحه 289، 290.