الاستغفار











الاستغفار



4409- الإمام عليّ عليه السلام- من کلمات کان يدعو بها-: اللهمّ اغفر لي ما أنت أعلم به منّي. فإن عُدت فعُد عليَّ بالمغفرة. اللهمّ اغفر لي ما وأيت[1] من نفسي ولم تجد له وفاء عندي. اللهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليک بلساني ثمّ خالفه قلبي. اللهمّ اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ،وشهوات الجنان، وهفوات اللسان[2] .

4410- عنه عليه السلام- کان يقول-: اللهمّ إنّ ذنوبي لا تضرّک، وإنّ رحمتک إيّاي لا تُنْقِصُک، فاغفر لي ما لا يضرّک، واعطني ما لا ينقصک[3] .

4411- عنه عليه السلام- في الحکم المنسوبة إليه-: إلهي ما قدر ذنوبٍ اُقابل بها کرمک؟! وما قدر عبادةٍ اُقابل بها نعمک؟! وإنّي لأرجو أن تستغرق ذنوبي في کرمک کما استغرقت أعمالي في نعمک![4] .

[صفحه 251]

4412- المصباح للکفعمي- في ذکر الاستغفار بالأسحار-: قُل ما کان عليّ عليه السلام يقوله في سحر کلّ ليلة وبعد رکعتي الفجر:

اللهمّ إنّي أستغفرک ممّا تبت إليک منه ثمّ عُدت فيه، وأستغفرک لما أردت به وجهک فخالطني فيه ما ليس لک، وأستغفرک للنّعم التي مننت بها عليَّ، فقويت بها علي معاصيک.

أستغفر اللَّه الذي لا إلهَ إلّا هو الحيُّ القيّوم، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، لکلّ ذنبٍ أذنبته، ولکلّ معصيةٍ ارتکبتها.

اللهمّ ارزقني عقلاً کاملاً، وعزماً ثاقباً، ولبّاً راجحاً، وقلباً ذکيّاً، وعلماً کثيراً، وأدباً بارعاً، واجعل ذلک کلّه لي ولا تجعله عليَّ، برحمتک يا أرحم الراحمين.

ثمّ قل- خمساً-: أستغفر اللَّه الذي لا إله إلّا هو الحيُّ القيّوم وأتوب إليه[5] .

4413- الإمام عليّ عليه السلام- کان إذا حزبه أمر خلا في بيتٍ وقال-: يا کهيعص يا نور يا قدّوس، يا حيُّ يا اللَّه يا رحمن- يردّدها ثلاثاً- اغفر لي الذنوب التي تحلّ النقم، واغفر لي الذنوب التي تغيّر النعم، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تهتک العصم، واغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لي الذنوب التي تعجِّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي تزيد الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تردُّ الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تُمسک غيث السماء، واغفر لي

[صفحه 252]

الذنوب التي تظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تکشف الغطاء[6] .

4414- الفرج بعد الشدّة عن أيّوب بن العبّاس بن الحسن- بإسناد کثير-: إنّ أعرابيّاً شکا إلي أميرالمؤمنين عليّ رضي الله عنه شکوي لحقته، وضيقاً في الحال، وکثرةً من العيال، فقال له:

عليک بالاستغفار! فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يقول: «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّکُمْ إِنَّهُ و کَانَ غَفَّارًا»[7] الآيات.

فمضي الرجل وعاد إليه فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي قد استغفرت اللَّه کثيراً، ولم أرَ فرجاً ممّا أنا فيه؟

فقال له: لعلّک لا تحسن الاستغفار؟

قال: علِّمني.

فقال: أخلص نيّتک، وأطع ربّک، وقل:

اللهمّ إنّي أستغفرک من کلّ ذنبٍ قوي عليه بدني بعافيتک، أو نالته قدرتي بفضل نعمتک، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقک، واتّکلت فيه عند خوفي منه علي أمانک، ووثقت فيه بحملک، وعوّلت فيه علي کريم عفوک.

اللهمّ إنّي أستغفرک من کلّ ذنب خنت فيه أمانتي، أو بخست فيه نفسي، أو قدمت فيه لذّتي، أو آثرت فيه شهوتي، أو سعيت فيه لغيري، أو استغويت إليه من

[صفحه 253]

تبعني، أو غلبت فيه بفضل حيلتي، أو أحلت فيه علي مولاي فلم يعاجلني علي فعلي، إذ کنت سبحانک کارهاً لمعصيتي غير مريدها منّي، لکن سبق علمک فيَّ باختياري، واستعمال مرادي وإيثاري، فحلمت عنّي ولم تدخلني فيه جبراً، ولم تحملني عليه قهراً، ولم تظلمني عليه شيئاً، يا أرحم الراحمين.

يا صاحبي في شدّتي، يا مؤنسي في وحدتي، يا حافظي في غربتي، يا وليي في نعمتي،يا کاشف کُربتي، يا مستمع دعوتي، يا راحم عبرتي، يا مقيل عثرتي، يا إلهي بالتحقيق، يا رکني الوثيق، يا رجاي للضيق، يا مولاي الشفيق، يا ربّ البيت العتيق، أخرجني من حلق المضيق إلي سعة الطريق، بفرجٍ من عندک قريب وثيق، واکشف عنّي کلّ شدّة وضيق، واکفني ما أطيق وما لا اُطيق.

اللهمّ فرّج عنّي کلّ همٍّ وغمّ، وأخرجني من کلّ حزن وکرب، يا فارج الهمّ، ويا کاشف الغمّ، ويا منزل القطر، ويا مجيب دعوة المضطرّ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صلّ علي محمّد خيرتک من خلقک، وعلي آله الطيّبين الطاهرين، وفرّج عنّي ما ضاق به صدري، وعِيلَ معه صبري، وقلّت فيه حيلتي، وضعفت له قوّتي، يا کاشف کلّ ضرّ وبليّة، يا عالم کُلّ سرٍّ وخفيّة، يا أرحم الراحمين، «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَي اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرُم بِالْعِبَادِ»،[8] «وَ مَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَکَّلْتُ»[9] وهو ربّ العرش العظيم.

قال الأعرابيّ: فاستغفرت بذلک مراراً، فکشف اللَّه عنّي الغمّ والضيق، ووسّع عليَّ في الرزق، وأزال المحنة[10] .

[صفحه 254]



صفحه 251، 252، 253، 254.





  1. الوَأْي: الوَعْد الذي يُوَثِّقُه الرجلُ علي نفسِه، ويَعزِم علي الوفاء به (النهاية: 144:5).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 78، المصباح للکفعمي: 402، بحارالأنوار: 3:229:94.
  3. البيان والتبيين: 274:3، کنز العمّال: 5064:683:2 نقلاً عن الدينوري عن سفيان الثوري وفيه إلي «لا تُنقصک»؛ نثر الدرّ: 274:1.
  4. شرح نهج البلاغة: 253:284:20.
  5. المصباح للکفعمي: 92.
  6. الفرج بعد الشدّة لابن أبي الدنيا: 68:47 عن الحارث العُکلي، کنز العمّال: 4999:656:2 نقلاً عن ابن النجّار.
  7. نوح: 10 تا 12.
  8. غافر: 44.
  9. هود: 88.
  10. الفرج بعد الشدّة للتنوخي: 42:1، کنز العمّال: 3966:258:2 نقلاً عن ابن النجّار.