الاستسقاء











الاستسقاء



4404- الإمام الباقر عليه السلام: إنّ عليّاً عليه السلام کان إذا استسقي يدعو بهذا الدعاء:

اللهمّ انشر علينا رحمتک بالغيث العميق،[1] والسحاب الفتيق، ومُنَّ علي عبادک ببلوغ[2] الثمرة، وأحيِ بلادک ببلوغ الزهرة، وأشهد ملائکتک الکرام

[صفحه 246]

السفرة سقياً منک نافعاً دائماً غزره،[3] واسعاً درّه،[4] وابلاً سريعاً، تحيي به ما قد مات، وتردّ به ما قد فات، وتخرج به ما هو آتٍ، وتوسّع لنا به في الأقوات، سحاباً متراکماً هنيئاً مريئاً طبقاً مجلّلاً غير مضرّ[5] وَدْقه،[6] ولا خُلّب برقه.

اللهمّ اسقنا غيثاً مريعاً ممرعاً عريضاً[7] واسعاً عزيزاً يروّيه البهم ويجبر به النهم[8] .

[اللهمّ][9] اسقنا سقياً تسيل منه الرضاب، وتملأ به الحباب،[10] وتفجِّر منه الأنهار، وتنبت به الأشجار، وتُرخِص به الأسعار في جميع الأمصار، وتنعش به البهائم والخلق، وتنبت به الزرع، وتدرّ به الضرع، وتزدنا به قوّة إلي قوّتنا[11] .

اللهمّ لا تجعل ظلّه علينا سموماً، ولا تجعل برده علينا حسوماً، ولا تجعل ضرّه علينا رجوماً، ولا ماءه علينا اُجاجاً. اللهمّ ارزقنا من برکات السماوات والأرض[12] .

[صفحه 247]

4405- الإمام عليّ عليه السلام- في الاستسقاء-: اللهمّ إنّا خرجنا إليک من تحت الأستار والأکنان، وبعد عجيج البهائم والولدان، راغبين في رحمتک، وراجين فضل نعمتک، وخائفين من عذابک ونقمتک.

اللهمّ فاسقنا غيثک، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تُهلکنا بالسنين،[13] ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا يا أرحم الراحمين.

اللهمّ إنّا خرجنا إليک نشکو إليک ما لا يخفي عليک حين ألجأتنا المضائق الوعرة، وأجاءتنا المقاحط المجدبة، وأعيتنا المطالب المتعسّرة، وتلاحمت علينا الفتن المستصعبة.

اللهمّ إنّا نسألک أن لا تردّنا خائبين ولا تقلبنا واجمين، ولا تخاطبنا بذنوبنا، ولا تقايسنا بأعمالنا.

اللهمّ انشر علينا غيثک وبرکتک، ورزقک ورحمتک. واسقنا سُقيا ناقعة، مُروِيَةً مُعشبة، تُنبت بها ما قد فات، وتُحيي بها ما قد مات. نافعة الحيا، کثيرة المُجتني، تُروي بها القيعان،[14] وتسيل البُطنان،[15] وتستورق الأشجار، وتُرخِص الأسعار، إنّک علي ما تشاء قدير[16] .

4406- عنه عليه السلام- کان يدعو به عند الاستسقاء-: يا مغيثنا ومعيننا علي ديننا

[صفحه 248]

ودنيانا، بالذي تنشر علينا من الرزق، نزل بنا نبأ عظيم، لا يقدر علي تفريجه غير مُنزله، عجّل علي العباد فرجه، فقد أشرفت الأبدان علي الهلاک، فإذا هلکت الأبدان هلک الدِّين!

يا ديّان العباد، ومُقدّر اُمورهم بمقادير أرزاقهم، لا تحلّ بيننا وبين رزقک، وهبنا ما أصبحنا فيه من کرامتک معترفين، قد اُصيب من لا ذنب له من خلقک بذنوبنا، ارحمنا بمن جعلته أهلاً باستجابة دعائه حين نسألک.

يا رحيم لا تحبس عنّا ما في السماء، وانشر علينا کنفک، وعُد علينا رحمتک، وابسط علينا کنفک،[17] وعُد علينا بقبولک، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلکنا بالسنين، ولا تؤآخذنا بما فعل المبطلون،وعافنا يا ربّ من النقمة في الدِّين، وشماتة القوم الکافرين، يا ذا النفع والنصر،[18] إنّک إن أجبتنا فبجودک وکرمک، ولإتمام ما بنا من نعمائک، وإن رددتنا فبلا ذنبٍ منک لنا، ولکن بجنايتنا علي أنفسنا، فاعف عنّا قبل أن تصرفنا، وأقلنا واقلبنا[19] بإنجاح الحاجة، يا اللَّه[20] .

4407- عنه عليه السلام- في دعاءٍ استسقي به-: اللهمّ اسقنا ذُلُلَ السحاب دون صِعابها[21] [22] .

[صفحه 249]

4408- عنه عليه السلام- في الاستسقاء-: اللهمّ قد انصاحت جبالنا، وأغبرّت أرضنا، وهامت دوابّنا، وتحيّرت في مرابضها، وعجّت عجيج الثکالي علي أولادها، وملّت التردّد في مراتعها، والحنين إلي مواردها.

اللهمّ فارحم أنين الآ نّة، وحنين الحانّة. اللهمّ فارحم حيرتها في مذاهبها، وأنينها في موالجها.

اللهمّ خرجنا إليک حين اعتکَرَت علينا حَدابير[23] السنين، وأخلَفَتْنا مخايل[24] الجود. فکنت الرجاء للمبتئس، والبلاغ للملتمس. ندعوک حين قنط الأنام، ومُنع الغمام، وهلک السوام، ألّا تؤاخذنا بأعمالنا، ولا تأخذنا بذنوبنا. وانشر علينا رحمتک بالسحاب المُنبعق،[25] والربيع المغدق، والنبات المونق، سحّاً وابلاً تحيي به ما قد مات، وترُدّ به ما قد فات.

اللهمّ سُقيا منک محيية مُرْوِية، تامّةً عامّة، طيّبة مبارکة، هنيئة مريعة. زاکياً نبتها، ثامراً فرعها، ناضراً ورقها، تُنعش بها الضعيف من عبادک، وتحيي بها الميّت من بلادک.

اللهمّ سُقيا منک تُعشب بها نجادنا،[26] وتجري بها وهادنا،[27] ويُخصب بها جنابنا، وتُقبِل بها ثمارنا، وتعيش بها مواشينا، وتندَي بها أقاصينا، وتستعين بها

[صفحه 250]

ضواحينا من برکاتک الواسعة، وعطاياک الجزيلة علي بريّتک المرملة، ووحشک المهملة. وأنزل علينا سماءً مُخضِلَة، مدراراً هاطلة. يدافع الوَدْق منها الودق، ويحفز القطر منها القطر، غير خُلّب برقُها، ولا جهام عارضها، ولا قزع ربابها، ولا شفّان ذهابها، حتي يخصب لإمراعها المجدبون، ويحيي ببرکتها المُسنتون، فإنّک تنزل الغيث من بعدما قنطوا، وتنشر رحمتک وأنت الوليّ الحميد[28] .



صفحه 246، 247، 248، 249، 250.





  1. في المصدر: «المعبوّ»، والأصحّ ما أثبتناه کما في نسخة اُخري.
  2. وفي نسخة اُخري: «بينوع» بدل «ببلوغ».
  3. الغَزِيرُ: الکثير من کلّ شي ء (لسان العرب: 22:5).
  4. الدِّرَّة في الأمطار: أن يتبع بعضها بعضاً وجمعها دِرَرٌ (لسان العرب: 280:4).
  5. في المصدر: «ملط»، وما أثبتناه من نسخة اُخري.
  6. الوَدْقُ: المطر (لسان العرب: 373:10).
  7. في المصدر: «عديماً»، وما أثبتناه من النوادر للراوندي.
  8. کذا في المصدر، وفي النوادر للراوندي: «واسعاً غزيراً تردّ به النهيض وتجبر به المريض».
  9. سقطت کلمة: «اللهمّ» من المصدر وأثبتناها من النوادر للراوندي.
  10. کذا في المصدر، وفي النوادر للراوندي: «الجباب».
  11. في المصدر: «قوّتک»، وما أثبتناه من نسخة اُخري.
  12. الجعفريّات: 49، النوادر للراوندي: 244:162 نحوه وفي صدره «قال عليّ عليه السلام: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله دعا بهذا الدعاء في الاستسقاء...»، بحارالأنوار: 4:315:91.
  13. السَّنةُ: الجدْبُ، يقال: أخذتْهم السَّنة إذا أجدبوا واُقحطُوا (النهاية: 413:2).
  14. القاع: أرض واسعةٌ سَهْلة مطمئنة مستوية حُرّة لا حُزونةَ فيها ولا ارتِفاعَ ولا انهِباط، تَنفَرِجُ عنها الجبالُ والآکامُ (لسان العرب: 304:8).
  15. بُطنان الأرض: ما تَوَطَّأ في بطون الأرض سَهلِها وحَزنها ورياضها، وهي قَرار الماء ومستَنقَعُه وهي البواطن والبُطون (لسان العرب: 55:13).
  16. نهج البلاغة: الخطبة 143، بحارالأنوار: 3:313:91.
  17. الکَنَف: الجانِب والناحِية، هذا تمثيل لجعله تحت ظِلّ رحمته يوم القيامة (النهاية: 205:4).
  18. کما في الأصل، ولعلّ الصواب: «والضرّ».
  19. وفي نسخة: «واقبلنا».
  20. الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام: 154، بحارالأنوار: 18:334:91.
  21. قال السيّد الرضي رحمه الله بعد ذکره لکلام الإمام عليه السلام: وهذا من الکلام العجيب الفصاحة، وذلک أ نّه عليه السلام شبّه السحاب ذوات الرعود والبوارق والرياح والصواعق بالإبل الصعاب، التي تقمص برحالها وتقصّ برکبانها، وشبّه السحاب خالية من تلک الروائع بالإبل الذلل، التي تحتلب طيعة وتقتعد مسمحة.
  22. نهج البلاغة: الحکمة 472، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 125، بحارالأنوار: 7:318:91.
  23. الحدابير: جمع حِدبار، وهي الناقة التي بَدَا عَظمُ ظَهرها، ونَشزَت حراقِيفُها من الهُزال، فَشبّه بها السِّنِين التي يَکثُر فيها الجَدْب والقَحط (النهاية: 350:1).
  24. المَخِيلَة: السحابة الخليقة بالمطر (النهاية: 93:2).
  25. البُعاق: المطر الکثير الغزير الواسِع (النهاية: 141:1).
  26. النَّجد: ما ارتفع من الأرض (النهاية: 19:5).
  27. الوَهدُ: المطمئنُّ من الأرض والمکان المنخفض کأ نّه حفرة (لسان العرب: 471:3).
  28. نهج البلاغة: الخطبة 115، بحارالأنوار: 7:318:91.