العبدي الكوفي











العبدي الکوفي[1]



.

4007- من الشعراء الممدوحين لدي أهل البيت عليهم السلام، يقول:


بلّغ سلاميَ قبراً بالغريّ حوي
أوفي البريّة من عُجمٍ ومن عُرُبِ

[صفحه 22]

واجعل شعارک للَّه الخشوع بهِ
ونادِ خير وصيٍّ صنوِ خير نبيّ


اسمَعْ أبا حسنٍ إنَّ الاُلي عدلوا
عن حکمک انقبلوا عن شرّ منقلبِ


ما بالهم نکبوا نهج النجاة وقد
وضّحته واقتفوا نهجاً من العطبِ؟!


ودافعوک عن الأمر الذي اعتلقت
زمامه من قريش کفّ مغتصبِ


إلي أن قال:


وکان أوّل من أوصي ببيعتهِ
لک النبيّ ولکن حال من کثبِ


حتّي إذا ثالث منهم تقمّصها
وقد تبدّل منها الجدّ باللعبِ


عادت کما بدأت شوهاء جاهلةً
تجرّ فيها ذئابٌ أکلة الغلبِ


وکان عنها لهم في «خمِّ» مزدجرٌ
لمّا رقي أحمد الهادي علي قَتَبِ[2] .


وقال والناس من دان إليه ومن
ثاوٍ لديه ومن مصغ ومرتقبِ


قم يا عليّ فإنّي قد اُمرت بأن
اُبلّغ الناسَ والتبليغ أجدرُ بي


إني نصبت علياً هادياً علماً
بعدي وإنّ عليّاً خير منتصبِ


فبايعوک وکلّ باسط يده
إليک من فوق قلب عنک منقلبِ


إلي أن قال:


لک المناقب يعيي الحاسبون بها
عدّاً ويعجز عنها کلّ مکتتبِ


کرجعة الشمس إذ رمت الصلاة وقد
راحت تَواري عن الأبصار بالحجبِ


ردّت عليک کأنّ الشهب ما اتّضحت
لناظر وکأنّ الشمس لم تغبِ


وفي براءة أنباءٌ عجائبها
لم تطوَ عن نازح يوماً ومقتربِ


وليلةَ الغار لما بتَّ ممتلا
أمناً وغيرک ملآنٌ من الرعبِ


ما أنت إلّا أخو الهادي وناصرهُ
ومظهر الحقّ والمنعوت في الکتبِ

[صفحه 23]

وزوج بضعته الزهراء يکنفها
دون الوري وأبوأبنائه النجبِ[3] .



صفحه 22، 23.





  1. أبومحمّد سفيان بن مصعب العبدي الکوفي: من شعراء أهل البيت الطاهر، المتزلّفين إليهم بولائه وشعره، المقبولين عندهم لصدق نيّته وانقطاعه إليهم، قال الإمام الصادق عليه السلام: «علّموا أولادکم شعر العبدي، فإنّه علي دين اللَّه » (رجال الکشّي: 748:704:2)، ولم نجد في غير آل اللَّه له شعراً، وإنّ الواقف علي شعره وما فيه من الجودة والجزالة والسهولة والعذوبة والمتانة ويري ثناء الحِمْيري سيّد الشعراء عليه بأنّه أشعر الناس من أهله في محلّه (راجع الغدير: 294:2 تا 297).
  2. القَتَب: رَحل صغير علي قدر السنام (لسان العرب: 198:1).
  3. الغدير: 291:2 تا 293.