الزهد في الدنيا
4394- عنه عليه السلام- في مناجاته-: إلهي کيف تفرح بصحبة الدنيا صدورُنا، وکيف تلتئم في غمراتها اُمورُنا، وکيف يخلص لنا فيها سرورُنا، وکيف يملکنا باللهو واللعب غرورُنا، وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا؟! إلهي کيف نبتهج في دار قد حفرت لنا فيها حفائر صرعتها، وفُتلت بأيدي المنايا حبائل غدرتها، وجرّعتنا مکرهين جرع مرارتها، ودلّتنا النفس[2] علي انقطاع عيشها؟! لولا ما أصغت إليه هذه النفوس من رفائع لذّتها، وافتتانها [صفحه 242] بالفانيات من فواحش زينتها. إلهي فإليک نلتجئ من مکائد خدعتها، وبک نستعين علي عبور قنطرتها، وبک نستفطم الجوارح عن أخلاف شهوتها، وبک نستکشف من جلابيب حيرتها، وبک نقوِّم من القلوب استصعاب جهالتها[3] .
4393- الإمام عليّ عليه السلام- کان يقول في دعائه-: اللهمّ إنّي أسألک سَلواً عن الدنيا ومقتاً لها، فإنّ خيرها زهيد، وشرّها عتيد، وصفوها يتکدّر، وجديدها يخلَق،وما فات فيها لم يرجع، وما نيل فيها فتنة، إلّا من أصابته منک عصمة، وشملته منک رحمة، فلا تجعلني ممّن رضي بها واطمأنّ إليها، ووثق بها، فإنّ من اطمأنّ إليها خانته، ومن وثق بها غرّته[1] .
صفحه 242.