ادعيته في الاستعانة في أمر الولاية











ادعيته في الاستعانة في أمر الولاية



4369- الإمام عليّ عليه السلام: اللهمّ إنّي عبدک ووليّک، اخترتني وارتضيتني، ورفعتني وکرّمتني بما أورثتني من مقام أصفيائک، وخلافة أوليائک، وأغنيتني وأفقرت الناس في دينهم ودنياهم، وأعززتني وأذللت العباد إليَّ، وأسکنت قلبي نورک ولم تحوجني إلي غيرک، وأنعمت عليَّ وأنعمت بي، ولم تجعل مِنّةً عليَّ لأحدٍ سواک، وأقمتني لإحياء حقّک، والشهادة علي خلقک، وأن لا أرضي ولا أسخط إلّا لرضاک وسخطک، ولا أقول إلّا حقّاً، ولا أنطق إلّا صدقاً[1] .

4370- عنه عليه السلام: علّمني رسول اللَّه صلّي اللَّه عليه وعلي أهل بيته هذا الدعاء، وأمرني أن أحتفظ به في کلّ ساعة لکلّ شدّة ورخاء، وأن اُعلّمه خليفتي من بعدي، وأمرني أن لا اُفارقه طول عمري حتي ألقي اللَّه عزّ وجلّ غداً بهذا الدعاء،

[صفحه 228]

وقال لي: قل حين تصبح وتمسي هذا الدعاء؛ فإنّه کنزٌ من کنوز العرش...:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الحمد للَّه الذي لا إله إلّا هو، الملک المبين، المدبّر بلا وزير، ولا خلق من عباده يستشير، الأوّل غير مصروف، والباقي بعد فناء الخلق، العظيم الربوبيّة، نور السماوات والأرضين، وفاطرهما ومبدعهما، بغير عمدٍ خلقهما وفتقهما فتقاً، فقامت السماوات طائعات بأمره، واستقرّت الأرضون بأوتادها فوق الماء، ثمّ علا ربّنا في السماوات العلي، «الرَّحْمَنُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوَي لَهُ و مَا فِي السَّمَوَ تِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّرَي »[2] .

فأنا أشهد بأنّک أنت اللَّه لا رافع لما وضعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، وأنت اللَّه لا إله إلّا أنت، کنت إذ لم تکن سماء مبنيّة، ولا أرض مدحيّة، ولا شمس مضيئة، ولا ليل مظلم، ولا نهار مضي ء، ولا بحر لجّيّ، ولا جبل راسٍ، ولا نجم سارٍ، ولا قمر منير، ولا ريح تهبّ، ولا سحاب يسکب، ولا برق يلمع،ولا رعد يسبّح، ولا روح تنفّس، ولا طائر يطير، ولا نار تتوقّد، ولا ماء يطّرد. کنت قبل کلّ شي ء، وکوّنت کلّ شي ء، وقدرت علي کلّ شي ء، وابتدعت کلّ شي ء، وأغنيت وأفقرت، وأمتّ وأحييت، وأضحکت وأبکيت، وعلي العرش استويت، فتبارکت يا اللَّه وتعاليت.

أنت اللَّه الذي لا إله إلّا أنت، الخلّاق المُعين، أمرک غالب، وعلمک نافذ،

[صفحه 229]

وکيدک غريب، ووعدک صادق، وقولک حقٌّ، وحکمک عدل، وکلامک هدي،

ووحيک نور، ورحمتک واسعة، وعفوک عظيم، وفضلک کثير، وعطاؤک جزيل،

وحبلک متين، وإمکانک عتيد،[3] وجارک عزيز، وبأسک شديد، ومکرک مکيد.

أنت يا ربّ موضع کلّ شکوي، حاضر کلّ ملأ، وشاهدُ کلّ نجوي، منتهي کلّ حاجة، مفرّج کلّ حزن، غني کلّ مسکين، حصن کلّ هارب، أمان کلّ خائف، حرز الضعفاء، کنز الفقراء، مفرِّج الغمّاء، مُعين الصالحين، ذلک اللَّه ربّنا لا إله إلّا هو، تکفي من عبادک من توکّل عليک، وأنت جار من لاذ بک وتضرّع إليک، عصمة من اعتصم بک، ناصر من انتصر بک، تغفر الذنوب لمن استغفرک، جبّار الجبابرة، عظيم العظماء، کبير الکبراء، سيّد السادات، مولي المَوالي، صريخ المستصرخين، منفّس عن المکروبين، مجيب دعوة المضطرّين، أسمع السامعين، أبصر الناظرين، أحکم الحاکمين، أسرع الحاسبين، أرحم الراحمين، خير الغافرين، قاضي حوائج المؤمنين، مغيث الصالحين.

أنت اللَّه لا إله إلّا أنت ربّ العالمين، أنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالک وأنا المملوک، وأنت الربّ وأنا العبد، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت المعطي وأنا السائل، وأنت الجواد وأنا البخيل، وأنت القويُّ وأنا الضعيف،وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الغنيُّ وأنا الفقير، وأنت السيّد وأنا العبد، وأنت الغافر وأنا المسي ء، وأنت العالم وأنا الجاهل، وأنت الحليم وأنا العجول، وأنت الرحمن وأنا المرحوم، وأنت المعافي وأنا المبتلي، وأنت المجيب وأنا المضطرّ.

وأنا أشهد بأنّک أنت اللَّه لا إله إلّا أنت، المعطي عبادک بلا سؤال، وأشهد بأنّک

[صفحه 230]

أنت اللَّه، الواحد الأحد، المتفرّد الصمد الفرد، وإليک المصير، وصلّي اللَّه علي محمّد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين، واغفر لي ذنوبي، واستر عليّ عيوبي، وافتح لي من لدنک رحمةً ورزقاً واسعاً يا أرحم الراحمين، والحمد للَّه ربّ العالمين، وحسبنا اللَّه ونعم الوکيل، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم[4] .



صفحه 228، 229، 230.





  1. المناقب لابن شهر آشوب: 118:2، بحارالأنوار: 5:6:41.
  2. طه: 5 و 6.
  3. شي ء عتيد: معدّ حاضر (لسان العرب: 279:3)
  4. مهج الدعوات: 156 تا 159 عن الحرث بن عمير عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام.