الكميت بن زيد الأسدي











الکميت بن زيد الأسدي[1]



.

3999- من أشهر وأشجع شعراء أهل البيت عليهم السلام، يقول:


عليٌّ أميرالمؤمنين وحقّهُ
من اللَّه مفروض علي کلّ مسلمِ


وإنّ رسول اللَّه أوصي بحقّهِ
وأشرکه في کلّ حقّ مقسّمِ


وزوّجه صدّيقةً لم يکن لها
معادلة غير البتولة مريمِ


وردّم أبواب الذين بني لهم
بيوتاً سوي أبوابه لم يردّمِ


وأوجب يوماً بالغدير ولايةً
علي کلّ برّ من فصيح وأعجمِ[2] .


4000- وله أيضاً:


نفي عن عينکَ الأرَقُ الهجوعا
وهمٌّ يمتري منها الدموعا


دخيلٌ في الفؤادِ يهيجُ سُقماً
وحزناً کان من جَذَلٍ منوعا


وتوکافُ[3] الدموع علي اکتئابٍ
أحلَّ الدهر موجَعَهُ الضلوعا

[صفحه 16]

ترقرق أسحماً دَرَراً وسکباً
يشبّه سحّها غرباً هَموعا[4] .


لفقدانِ الخضارِم من قريشٍ
وخيرِ الشافعين معاً شفيعا


لدي الرحمن يصدعُ بالمثاني
وکان له أبوحسنٍ قَريعا


حَطوطاً في مسرّته ومولي
إلي مرضاة خالقِهِ سريعا


وأصفاه النبيُّ علي اختيارٍ
بما أعيا الرفوض له المذيعا


ويوم الدوحِ دَوحِ غديرٍ خمٍّ
أبان له الولايةَ لو اُطيعا


ولکنَّ الرجالَ تبايعوها
فلم أَرَ مثلها خَطَراً مبيعا[5] .



صفحه 16.





  1. أبوالمستهل الکميت بن زيد بن خنيس: قال أبوالفرج: شاعر مقدّم عالم بلغات العرب، خبير بأيّامها، من شعراء مضر وألسنتها، وکان في أيّام بني اُميّة، ولم يدرک الدولة العبّاسيّة ومات قبلها، وکان معروفاً بالتشيّع لبني هاشم مشهوراً بذلک. وقال بعضهم: کان في الکميت عشر خصال لم تکن في شاعر: کان خطيب أسد، فقيه الشيعة، حافظ القرآن العظيم، ثبت الجنان، کاتباً حسن الخطّ، نسّابة جدلاً، وهو أوّل من ناظر في التشيّع، رامياً لم يکن في أسد أرمي منه، فارساً شجاعاً سخيّاً ديّناً، وهو شاعر أهل البيت عليهم السلام، وقد ورد عنهم عليهم السلام في حقّه مدائح قيّمة، ولادته سنة (60 هووفاته سنة (126 ه) (راجع الغدير: 195:2 و ص 211).
  2. الغدير: 195:2.
  3. وَکَفَ الدمع: سالَ (لسان العرب: 362:9).
  4. الأسْحَم: السحاب، يقال: أسحمتِ السماءُ: جسّت ماءها، والغَرْب: الدلو العظيمة، وَهَمَعَ: سال (لسان العرب: 282:12 و ج 642:1 و ج 375:8).
  5. الغدير: 180:2.