حضور قلبه في الصلاة











حضور قلبه في الصلاة



4279- المناقب لابن شهر آشوب عن ابن عبّاس: اُهدي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ناقتان

[صفحه 198]

عظيمتان سمينتان، فقال للصحابة: هل فيکم أحد يصلّي رکعتين بقيامهما ورکوعهما وسجودهما ووضوئهما وخشوعهما لا يهتمّ فيهما من أمر الدنيا بشي ء، ولا يُحدّث قلبه بفکر الدنيا، اُهدي إليه إحدي هاتين الناقتين؟ فقالها: مرّة ومرّتين وثلاثة، لم يُجبه أحد من أصحابه.

فقام أميرالمؤمنين فقال: أنا يا رسول اللَّه، اُصلّي رکعتين اُکبّر تکبيرة الاُولي وإلي أن اُسلّم منهما، لا اُحدّث نفسي بشي ء من أمر الدنيا، فقال: يا عليّ، صلّ صلّي اللَّه عليک.

فکبّر أميرالمؤمنين ودخل في الصلاة، فلمّا سلّم من الرکعتين هبط جبرئيل علي النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه يقرئک السلام ويقول لک: أعطه إحدي الناقتين، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّي شارطته أن يصلّي رکعتين لا يحدّث فيهما بشي ء من الدنيا اُعطيه إحدي الناقتين إن صلّاهما، وإنّه جلس في التشهّد فتفکّر في نفسه أيّهما يأخذ؟ فقال جبرئيل: يا محمّد، إنّ اللَّه يقرئک السلام ويقول لک:

تفکّرَ أيّهما يأخذها أسمنهما وأعظمهما فينحرها ويتصدّق بها لوجه اللَّه؟ فکان تفکّره للَّه عزّ وجلّ لا لنفسه ولا للدنيا، فبکي رسول اللَّه وأعطاه کليهما. وأنزل اللَّه فيه: «إِنَّ فِي ذَ لِکَ لَذِکْرَي» لَعِظةٌ «لِمَن کَانَ لَهُ و قَلْبٌ» عقلٌ «أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ» يعني يستمع أميرالمؤمنين باُذنيه إلي من تلاه بلسانه من کلام اللَّه «وَ هُوَ شَهِيدٌ»[1] يعني وأميرالمؤمنين شاهد القلب للَّه في صلاته، لا يتفکّر فيها بشي ء من أمر الدنيا[2] .

[صفحه 199]

4280- إرشاد القلوب- في عليّ عليه السلام-: لقد کان يُفرش له بين الصفّين والسهام تتساقط حوله، وهو لا يلتفت عن ربّه ولا يغيّر عادته، ولا يفتر عن عبادته، وکان إذا توجّه إلي اللَّه تعالي توجّه بکلّيّته، وانقطع نظره عن الدنيا وما فيها، حتي أنّه يبقي لا يدرک الألم؛ لأ نّهم کانوا إذا أرادوا إخراج الحديد والنشاب من جسده الشريف ترکوه حتي يصلّي؛ فإذا اشتغل بالصلاة وأقبل إلي اللَّه تعالي أخرجوا الحديد من جسده ولم يحسّ، فإذا فرغ من صلاته يري ذلک، فيقول لولده الحسن عليه السلام: إن هي إلّا فعلتک يا حسن[3] .

4281- المحجّة البيضاء: يُنسب إلي مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه وقع في رجله نصل فلم يمکن من إخراجه، فقالت فاطمة عليهاالسلام: أخرجوه في حال صلاته؛ فإنّه لا يحسّ بما يجري عليه حينئذٍ، فاُخرج وهو عليه السلام في صلاته[4] .



صفحه 198، 199.





  1. ق: 37.
  2. المناقب لابن شهر آشوب: 20:2، تأويل الآيات الظاهرة: 8:612:2، بحارالأنوار: 142:161:36.
  3. إرشاد القلوب: 217.
  4. المحجّة البيضاء: 397:1.