ما ينتظر أشقاها؟











ما ينتظر أشقاها؟



2897- الغارات عن ابن أبي ليلي عن الإمام عليّ عليه السلام: إنّي ميّت أو مقتول بل قتلاً، ما ينتظر أشقاها أن يخضبها من فوقها بدمٍ؟!- وضرب بيده إلي لحيته-.[1] .

2898- تاريخ بغداد عن عبد اللَّه بن سبع: سمعت عليّاً علي المنبر وهو يقول: ما ينتظر أشقاها؟ عهد إليّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لتخضبنّ هذه من هذه- وأشار ابن داود[2] إلي لحيته ورأسه- فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا من هو حتي نبتدره؟ فقال: أنشد اللَّه رجلاً قتل بي غير قاتلي.[3] .

2899- البداية والنهاية عن ثعلبة بن يزيد: قال عليّ: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لتخضبنّ هذه من هذه للحيته من رأسه فما يحبس أشقاها؟!

فقال عبد اللَّه بن سبع: واللَّه يا أميرالمؤمنين! لو أنّ رجلاً فعل ذلک لأبدنا عترته.

فقال: أنشدکم باللَّه أن يقتل غير قاتلي.[4] .

2900- تاريخ دمشق عن سعيد بن المسيّب: رأيت عليّاً علي المنبر وهو يقول:

[صفحه 206]

لتخضبنّ هذه من هذه- وأشار بيده إلي لحيته وجبينه- فما يحبس أشقاها؟ قال: فقلت: لقد ادعي عليّ علم الغيب، فلمّا قتل علمتُ أنّه قد کان عهد إليه.[5] .

2901- الإمام عليّ عليه السلام: ما يحبس أشقاها أن يجي ء فيقتلني؟! اللهمّ إنّي قد سئمتهم وسئموني فأرحني منهم وأرحهم منّي![6] .

2902- عنه عليه السلام: أ لم يأن لأشقاها؟ لتخضبنّ هذه من هذه، يعني لحيته من رأسه.[7] .

2903- الإرشاد عن الأجلح عن أشياخ کندة: سمعتهم أکثر من عشرين مرّة يقولون: سمعنا عليّاً عليه السلام علي المنبر يقول: ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم؟ ويضع يده علي لحيته عليه السلام.[8] .

2904- البداية والنهاية: کان أميرالمؤمنين رضي الله عنه قد تنغّصت عليه الاُمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونکلوا عن القيام معه، واستفحل أمر أهل الشام، وصالوا وجالوا يميناً وشمالاً، زاعمين أنّ الإمرة لمعاوية بمقتضي حکم الحکمين في خلعهما عليّاً وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو الإمرة عن أحد، وقد کان أهل الشام بعد التحکيم يسمّون معاوية الأمير،

[صفحه 207]

وکلّما ازداد أهل الشام قوّةً ضعف جأش[9] أهل العراق، هذا وأميرهم عليّ بن أبي طالب خير أهل الأرض في ذلک الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم للَّه عزّ وجلّ، ومع هذا کلّه خذلوه وتخلّوا عنه، حتي کره الحياة وتمنّي الموت، وذلک لکثرة الفتن وظهور المحن، فکان يکثر أن يقول: ما يحبس أشقاها؟ أي ما ينتظر؟ ما له لا يقتل؟ ثمّ يقول: واللَّه لتخضبنّ هذه- ويشير إلي لحيته- من هذه- ويشير إلي هامته-.[10] .



صفحه 206، 207.





  1. الغارات: 7:1 و ص 30 عن نمير العبيسي نحوه.
  2. هو عبد اللَّه بن داود، وهو ممّن وقع في سلسلة سند هذا الحديث، والسند هکذا: «عبد اللَّه بن داود عن الأعمش عن سلمة بن کهيل عن سالم بن أبي الجعد عن عبد اللَّه بن سبع».
  3. تاريخ بغداد: 6441:58:12، مسند ابن حنبل: 1078:275:1، المصنّف لابن أبي شيبة: 6:587:8، الطبقات الکبري: 34:3 کلّها نحوه.
  4. البداية والنهاية: 324:7، تاريخ دمشق: 542:42 وفيه «يخبتن» بدل «يحبس».
  5. تاريخ دمشق: 549:42.
  6. المصنّف لابن أبي شيبة: 8:587:8، الطبقات الکبري: 34:3 کلاهما عن عبيدة، أنساب الأشراف: 260:3 عن محمّد بن عبيدة.
  7. تاريخ دمشق: 537:42 عن سالم بن أبي الجعد.
  8. الإرشاد: 13:1، الأمالي للطوسي: 493:267 عن هبيرة بن يريم، إعلام الوري: 310:1، المناقب لابن شهر آشوب: 119:2 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: 8:193:142؛ الکامل في التاريخ: 434:2، الکامل للمبرّد: 1167:3 کلاهما نحوه.
  9. الجأش: نفس الإنسان. قيل: ومنه: رابط الجأش؛ أي يربط نفسه عن الفرار؛ لشجاعته (تاج العروس: 67:9).
  10. البداية والنهاية: 324:7.