التحذير من سلطة غلام ثقيف











التحذير من سلطة غلام ثقيف



2760- الإمام عليّ عليه السلام- من کلام له ينصح فيه أصحابه-: لو تعلمون ما أعلم ممّا طُوِي عنکم غيبُه، إذاً لخرجتم إلي الصُّعُدات، تبکون علي أعمالکم، وتلتدمون علي أنفسکم، ولترکتم أموالکم لا حارس لها ولا خالف عليها، ولهمّتْ کلَّ امرئ منکم نفسُه، لا يلتفت إلي غيرها، ولکنّکم نسيتم ما ذُکِّرتم، وأمِنتم ما حُذّرتم، فتاه عنکم رأيکم، وتشتّت عليکم أمرکم. ولوددت أنّ اللَّه فرّق بيني وبينکم،

[صفحه 23]

وألحقني بمن هو أحقّ بي منکم.

قومٌ واللَّه ميامين الرأي، مراجيح الحِلْم، مقاويل بالحقّ، متاريک للبغي، مضَوا قُدُماً علي الطريقة، وأوجفوا علي المحجّة، فظفروا بالعقبي الدائمّة، والکرامة الباردة.

أما واللَّه، ليُسلَّطَنّ عليکم غلامُ ثقيف الذيّال الميّال، يأکل خَضِرتکم، ويُذيب شحمتکم، إيهٍ أبا وذَحة![1] [2] .

[صفحه 25]



صفحه 23، 25.





  1. إليک موجز ما ذکره ابن أبي الحديد في شرح الخطبة: الصُّعُدات: جمع الصعيد؛ وهو التراب. الالتدام: ضرْبُ النساء صدورهنّ في النياحة. أوجَفوا: أسرعوا. غلام ثقيف: الحجّاج بن يوسف. الذيّال: التائه من ذال؛ أي تبختر وجرّ ذيله علي الأرض. الميّال: الظالم. يأکل خضرتکم: يستأصل أموالکم. إيهٍ: کلمة يُستزاد بها من الفعل. الوَذحة: الخنفساء (شرح نهج البلاغة: 278:7).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 116، شرح المائة کلمة: 240.