الشهادة من ورائک
فقال: يا عليّ، إنّ اُمّتي سيُفتنون من بعدي. فقلت: يا رسول اللَّه، أَ وَليس قد قلتَ لي يوم اُحدٍ حيث استُشهِدَ من استُشهد من المسلمين، وحِيزَتْ عنّي الشهادة، فشقّ ذلک عليَّ، فقلتَ لي: أبشِر، فإنّ الشهادة من ورائک؟ فقال لي: إنّ ذلک لکذلک، فکيف صبرک إذن؟ [صفحه 196] فقلتُ: يا رسول اللَّه، ليس هذا من مواطن الصبر، ولکن من مواطن البُشري والشکر.[2] . 2879- اُسد الغابة عن ابن عبّاس: قال عليّ- يعني للنبيّ صلي الله عليه و آله-: إنّک قلت لي يوم اُحد، حين اُخّرتْ عنّي الشهادة، واستُشهد من استُشهد: إنّ الشهادة من ورائک، فکيف صبرک إذا خُضِبت هذه من هذه بدم، وأهوي بيده إلي لحيته ورأسه؟ فقال عليّ: يا رسول اللَّه، إمّا أن تثبت لي ما أثبتّ، فليس ذلک من مواطن الصبر، ولکن من مواطن البشري والکرامة.[3] .
2878- الإمام عليّ عليه السلام: إنّه لمّا أنزل اللَّه سبحانه قوله: «الم × أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَکُواْ أَن يَقُولُواْء َامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ»[1] علمتُ أنّ الفتنةلا تنزل بنا ورسولُ اللَّه صلي الله عليه و آله بين أظهُرنا، فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة التي أخبرک اللَّه تعالي بها؟
صفحه 196.