الشهادة من ورائك











الشهادة من ورائک



2878- الإمام عليّ عليه السلام: إنّه لمّا أنزل اللَّه سبحانه قوله: «الم × أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَکُواْ أَن يَقُولُواْء َامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ»[1] علمتُ أنّ الفتنةلا تنزل بنا ورسولُ اللَّه صلي الله عليه و آله بين أظهُرنا، فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة التي أخبرک اللَّه تعالي بها؟

فقال: يا عليّ، إنّ اُمّتي سيُفتنون من بعدي.

فقلت: يا رسول اللَّه، أَ وَليس قد قلتَ لي يوم اُحدٍ حيث استُشهِدَ من استُشهد من المسلمين، وحِيزَتْ عنّي الشهادة، فشقّ ذلک عليَّ، فقلتَ لي: أبشِر، فإنّ الشهادة من ورائک؟

فقال لي: إنّ ذلک لکذلک، فکيف صبرک إذن؟

[صفحه 196]

فقلتُ: يا رسول اللَّه، ليس هذا من مواطن الصبر، ولکن من مواطن البُشري والشکر.[2] .

2879- اُسد الغابة عن ابن عبّاس: قال عليّ- يعني للنبيّ صلي الله عليه و آله-: إنّک قلت لي يوم اُحد، حين اُخّرتْ عنّي الشهادة، واستُشهد من استُشهد: إنّ الشهادة من ورائک، فکيف صبرک إذا خُضِبت هذه من هذه بدم، وأهوي بيده إلي لحيته ورأسه؟

فقال عليّ: يا رسول اللَّه، إمّا أن تثبت لي ما أثبتّ، فليس ذلک من مواطن الصبر، ولکن من مواطن البشري والکرامة.[3] .



صفحه 196.





  1. العنکبوت: 1 و2.
  2. نهج البلاغة: الخطبة 156، نهج السعادة: 381:1 نحوه، بحارالأنوار: 8:7:41؛ کنز العمّال: 44216:193:16 نقلاً عن وکيع وزاد في آخره «فقال لي: أجل».
  3. اُسد الغابة: 3789:110:4، المعجم الکبير: 12043:295:11 وفيه «فقال عليّ: أما بيّنت ما بيّنت» بدل «يا رسول اللَّه، إمّا أن تثبت لي ما أثبتّ».