اتمام الحجّة علي الخواصّ والعوامّ











اتمام الحجّة علي الخواصّ والعوامّ



إنّ ما ذکره الإمام مجملاً إلي کميل بن زياد- في الصحراء- من خطر خيانة الخواصّ وتبعيّة العوام، وما کان قد أشار إليه بهذا الشأن في مجلس خاصّ جمع فيه عدّة من المقرّبين والأتباع المخلصين، عادلاستعراضه تفصيلاً أمام جمهور الناس في خطبة طويلة ألقاها في الأشهر الأخيرة من حکمه، حيث أتمّ بذلک الحجّة علي الخواصّ والعوامّ معاً.

لقد استعرض الإمام في کلامه هذا- الذي حمل عنوان «الخطبة القاصعة»[1] والتي أدلي بها بعد معرکة النهروان کما يتّضح من متنها- نقاطاً أساسيّة علي غاية قصوي من الأهميّة ترتبط بمعرفة المجتمع المعاصر له، وعلل انکسار النهضات

[صفحه 168]

الدينيّة قبل الإسلام، ثم ما يتصل بالتنبؤ بمستقبل المسلمين ومآل الإسلام.



صفحه 168.





  1. قال ابن أبي الحديد: يجوز أن تسمّي هذه الخطبة «القاصعة» من قولهم: قصعت الناقة بجرّتها، وهو أن تردّها إلي جوفها، أو تخرجها من جوفها فتملأ فاها، فلما کانت الزواجر والمواعظ في هذه الخطبة مردّدة من أوّلها إلي آخرها، شبّهها بالناقة التي تقصع الجرّة. ويجوز أن تسمّي «القاصعة» لأنها کالقاتلة لإبليس وأتباعه من أهل العصبية، من قولهم: قصعت القملة، إذا هشمتها وقتلتها. ويجوز أن تسمّي «القاصعة» لأن المستمع لها المعتبر بها يذهب کبره ونخوته، فيکون من قولهم: قصع الماء عطشه، أي أذهبه وسکّنه (شرح نهج البلاغة، 128: 13).