انّ أحبّ ما أنا لاقٍ إليّ الموت











انّ أحبّ ما أنا لاقٍ إليّ الموت



2869- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له عليه السلام في ذمّ العاصين من أصحابه-: أحمد اللَّه علي ما قضي من أمر، وقدّر من فعل، وعلي ابتلائي بکم أيّتها الفرقة التي إذا أمرتُ لم تُطِع، وإذا دعوتُ لم تُجِب. إن اُمهلتم خضتم، وإن حوربتم خرتم، وإن اجتمع الناس علي إمام طعنتم، وإن اُجئتم إلي مُشاقّة نکصتم.

لا أبا لغيرکم! ما تنتظرون بنصرکم والجهاد علي حقّکم؟ الموت أو الذلّ لکم؟ فواللَّه لئن جاء يومي- وليأتينّي- ليفرّقنّ بيني وبينکم وأنا لصحبتکم قالٍ، وبکم غير کثير.

للَّه أنتم! أ ما دين يجمعکم! ولا حميّة تشحذکم! أوَ ليس عجباً أنّ معاوية يدعو الجفاة الطَّغام فيتّبعونه علي غير معونة ولا عطاء، وأنا أدعوکم- وأنتم

[صفحه 146]

تريکة الإسلام، وبقيّة الناس- إلي المعونة أو طائفة من العطاء، فتَفَرّقون عنّي وتختلفون عليَّ؟!

إنّه لا يخرج إليکم من أمري رضيً فترضونه، ولا سخط فتجتمعون عليه، وإنّ أحبّ ما أنالاقٍ إليّ الموت! قد دارستکم الکتاب، وفاتحتکم الحجاج، وعرّفتکم ما أنکرتم، وسوَّغتکم ما مججتم، لو کان الأعمي يلحظ، أو النائم يستيقظ! وأقرِب بقوم- من الجهل باللَّه- قائدهم معاوية! ومؤدّبهم ابن النابغة![1] .



صفحه 146.





  1. نهج البلاغة: الخطبة 180؛ تاريخ الطبري: 107:5، الکامل في التاريخ: 413:2 کلاهما نحوه إلي «تختلفون عليَّ».