غارة عبد الرحمن بن قباث











غارة عبد الرحمن بن قباث



2859- الکامل في التاريخ- في أحداث سنة تسع وثلاثين-: وفيها سيّر معاوية عبد الرحمن بن قباث بن أشيم إلي بلاد الجزيرة وفيها شبيب بن عامر- جدّ الکرماني الذي کان بخراسان- وکان شبيب بنصيبين،[1] فکتب إلي کميل بن زياد، وهو بهيتٍ، يُعلمه خبرَهم.

فسار کميل إليه نجدة له في ستّمائة فارس، فأدرکوا عبد الرحمن ومعه معن

[صفحه 132]

بن يزيد السلمي، فقاتلهما کميل وهزمهما، فغلب علي عسکرهما، وأکثر القتل في أهل الشام، وأمر أنْ لا يُتبع مدبر ولا يُجهز علي جريح، وقُتل من أصحاب کميل رجلان.

وکتب إلي عليّ بالفتح فجزاه خيراً، وأجابه جواباً حسناً ورضي عنه، وکان ساخطاً عليه....

وأقبل شبيب بن عامر من نصيبين فرأي کميلاً قد أوقع بالقوم فهنّأه بالظفر، وأتبع الشاميّين فلم يلحقهم، فعبر الفرات، وبثّ خيله، فأغارت علي أهل الشام حتي بلغ بعلبکّ.[2] .

فوجّه معاوية إليه حبيب بن مسلمة فلم يدرکه، ورجع شبيب فأغار علي نواحي الرقّة؛[3] فلم يدعْ للعثمانيّة بها ماشية إلّا استاقها، ولا خيلاً ولا سلاحاً إلّا أخذه، وعاد إلي نصيبين وکتب إلي عليّ.

فکتب إليه عليّ ينهاه عن أخذ أموال الناس إلّا الخيل والسلاح الذي يقاتلون به، وقال: رحم اللَّه شبيباً، لقد أبعد الغارة وعجّل الانتصار.[4] .



صفحه 132.





  1. نَصِيبِين: مدينة عامرة علي جادّة القوافل من الموصل إلي الشام علي تسعة فراسخ من سنجار. وقد بنيت هذه المدينة علي أيدي الروم، وافتتحها أنوشيروان (راجع معجم البلدان: 288:5).
  2. بَعْلَبَک: مدينة قديمة من مدن لبنان، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام (معجم البلدان: 453:1).
  3. الرَّقّة: مدينة مشهورة علي الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (معجم البلدان: 59:3).
  4. الکامل في التاريخ: 428:2، أنساب الأشراف: 231:3، الفتوح: 227:4 و 228 کلاهما نحوه.