غارة النعمان بن بشير











غارة النعمان بن بشير



2840- تاريخ اليعقوبي: وجّه معاوية النعمان بن بشير، فأغار علي مالک بن کعب الأرحبي، وکان عامل عليّ علي مسلحة عين التمر.

فندب عليّ فقال: يا أهل الکوفة! انتدبوا إلي أخيکم مالک بن کعب، فإنّ النعمان ابن بشير قد نزل به في جمع ليس بکثير لعلّ اللَّه أن يقطع من الظالمين طرفاً. فأبطؤوا، ولم يخرجوا.[1] .

2841- الکامل في التاريخ: في هذه السنة ]39 ه] فرّق معاوية جيوشه في العراق في أطراف عليّ، فوجّه النعمان بن بشير في ألف رجل إلي عين التمر، وفيها: مالک ابن کعب مسلحة لعليّ في ألف رجل، وکان مالک قد أذن لأصحابه

[صفحه 115]

فأتوا الکوفة ولم يبقَ معه إلّا مائة رجل، فلمّا سمع بالنعمان کتب إلي أميرالمؤمنين يخبره ويستمدّه.

فخطب عليّ الناس، وأمرهم بالخروج إليه، فتثاقلوا.

وواقع مالک النعمانَ وجعل جدار القرية في ظهور أصحابه، وکتب مالک إلي مخنف بن سليم يستعينه، وهو قريب منه، واقتتل مالک والنعمان أشدّ قتال، فوجّه مخنف ابنه عبد الرحمن في خمسين رجلاً، فانتهوا إلي مالک وقد کسروا جفون سيوفهم واستقتلوا، فلمّا رآهم أهل الشام انهزموا عند المساء، وظنّوا أنّ لهم مدداً، وتبعهم مالک فقتل منهم ثلاثة نفر.

ولمّا تثاقل أهل الکوفة عن الخروج إلي مالک، صعد عليّ المنبر فخطبهم، ثمّ قال:

يا أهل الکوفة! کلّما سمعتم بجمع من أهل الشام أظلّکم انجحر کلّ امرئ منکم في بيته، وأغلق عليه بابه انجحار الضبّ في جحره، والضبع في وجارها، المغرور من غررتموه، ومن فاز بکم فاز بالسهم الأخيب،لا أحرار عند النداء، ولا إخوان عند النجاء! إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! ماذا مُنيتُ به منکم؟ عُميٌ لا يبصرون، وبُکمٌ لا ينطقون، وصُمّ لا يسمعون! إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.[2] .

2842- الإمام عليّ عليه السلام- في استنفار أهل الکوفة بعد غارة النعمان بن بشير-: يا أهل الکوفة! المنسر[3] من مناسر أهل الشام، إذا أظلّ عليکم أغلقتم أبوابکم،

[صفحه 116]

وانجحرتم في بيوتکم انجحار الضبّة في جحرها، والضبع في وجارها، الذليل واللَّه من نصرتموه، ومن رمي بکم رمي بأفوق ناصل، اُفٍّ لکم! لقد لقيت منکم ترحاً، ويحکم! يوماً اُناجيکم ويوماً اُناديکم، فلا اُجاب عند النداء، ولا إخوان صدق عند اللقاء، أنا واللَّه مُنيت بکم، صُمّ لا تسمعون، بُکمٌ لا تنطقون، عُميٌ لا تبصرون، فالحمد للَّه ربّ العالمين! ويحکم! اخرجوا إلي أخيکم مالک بن کعب، فإنّ النعمان بن بشير قد نزل به في جمع من أهل الشام ليس بالکثير، فانهضوا إلي إخوانکم لعلّ اللَّه يقطع بکم من الظالمين طرفاً! ثمّ نزل.

فلم يخرجوا، فأرسل إلي وجوههم وکبرائهم، فأمرهم أن ينهضوا ويحثّوا الناس علي المسير، فلم يصنعوا شيئاً.[4] .



صفحه 115، 116.





  1. تاريخ اليعقوبي: 195:2، الغارات: 449:2؛ شرح نهج البلاغة: 303:2 کلاهما نحوه.
  2. الکامل في التاريخ: 425:2، تاريخ الطبري: 133:5، البداية والنهاية: 320:7؛ الغارات: 447:2 تا 457 کلّها نحوه وراجع أنساب الأشراف: 205:3 تا 207 ونهج البلاغة: الخطبة 69.
  3. المَنْسِر: القطعة من الجَيش، تَمرُّ قدّامَ الجيش الکبير (النهاية: 47:5).
  4. الغارات: 451:2 وراجع نهج البلاغة: الخطبة 69.