رسالة الإمام المفتوحة إلي اُمّة الإسلام بعد احتلال مصر











رسالة الإمام المفتوحة إلي اُمّة الإسلام بعد احتلال مصر



2837- الغارات عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه: دخل عمرو بن الحمق وحجر بن عديّ وحبّة العرني والحارث الأعور وعبد اللَّه بن سبأ علي أميرالمؤمنين عليه السلام بعدما افتتحت مصر وهو مغموم حزين فقالوا له: بيّن لنا ما قولک في أبي بکر وعمر؟

فقال لهم عليّ عليه السلام: وهل فرغتم لهذا؟! وهذه مصر قد افتتحت وشيعتي بها قد قتلت، أنا مخرج إليکم کتاباً اُخبرکم فيه عمّا سألتم وأسألکم أن تحفظوا من حقّي ما ضيّعتم، فاقرؤوه علي شيعتي وکونوا علي الحقّ أعواناً.

وهذه نسخة الکتاب:

من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي من قرأ کتابي هذا من المؤمنين والمسلمين، السلام عليکم، فإنّي أحمد إليکم اللَّه الذي لا إله إلّا هو.

أمّا بعد، فإنّ اللَّه بعث محمّداً صلي الله عليه و آله نذيراً للعالمين، وأميناً علي التنزيل، وشهيداً علي هذه الاُمّة، وأنتم معاشر العرب يومئذٍ علي شرّ دين وفي شرّ دار، منيخون علي حجارة خشن، وحيّات صم،[1] وشوک مبثوث في البلاد، تشربون الماء الخبيث، وتأکلون الطعام الجشيب،[2] وتسفکون دماءکم، وتقتلون أولادکم، وتقطعون أرحامکم، وتأکلون أموالکم بينکم بالباطل، سبلکم خائفة، والاصنام فيکم منصوبة، والآثام بکم معصوبة، ولا يؤمن أکثرهم باللَّه إلّا وهم مشرکون،

[صفحه 99]

فمنّ اللَّه عزّ وجلّ عليکم بمحمّد صلي الله عليه و آله فبعثه إليکم رسولاً من أنفسکم، وقال فيما أنزل من کتابه: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْء َايَتِهِ ي وَ يُزَکِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْکِتَبَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِن کَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَلٍ مُّبِينٍ»[3] وقال: «لَقَدْ جَآءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْکُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»[4] وقال: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ»[5] وقال: «ذَ لِکَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ».[6] .

فکان الرسول إليکم من أنفسکم بلسانکم، وکنتم أول المؤمنين تعرفون وجهه وشيعته وعمارته، فعلّمکم الکتاب والحکمة والفرائض والسنّة، وأمرکم بصلة أرحامکم وحقن دمائکم وصلاح ذات البين، وأن تؤدّوا الأمانات إلي أهلها وأن توفوا بالعهد ولاتنقضوا الإيمان بعد توکيدها، وأمرکم أن تعاطفوا وتبارّوا وتباذلوا وتراحموا، ونهاکم عن التناهب والتظالم والتحاسد والتقاذف والتباغي، وعن شرب الخمر وبخس المکيال ونقص الميزان، وتقدّم إليکم فيما اُنزل عليکم: ألّا تزنوا ولا تربوا ولا تأکلوا أموال اليتامي ظلماً، وأن تؤدّوا الأمانات إلي أهلها ولاتعثوا في الأرض مفسدين، ولاتعتدوا إنّ اللَّه لايحبّ المعتدين. وکلّ خير يدني إلي الجنّة ويباعد من النار أمرکم به، وکل شرّ يباعد من الجنّة ويدني من النار نهاکم عنه.

فلمّا استکمل مدّته من الدنيا توفّاه اللَّه إليه سعيداً حميداً، فيا لها مصيبة خصّت

[صفحه 100]

الأقربين وعمّت جميع المسلمين، ما اُصيبوا بمثلها قبلها ولن يعاينوا بعد اُختها.

فلمّا مضي لسبيله صلي الله عليه و آله تنازع المسلمون الأمر بعده، فواللَّه ما کان يلقي في روعي ولا يخطر علي بالي أنّ العرب تعدل هذا الأمر بعد محمّد صلي الله عليه و آله عن أهل بيته، ولا أنّهم منحوه عنّي من بعده.

فما راعني إلّا انثيال الناس علي أبي بکر وإجفالهم إليه ليبايعوه، فأمسکت يدي ورأيت أنّي أحقّ بمقام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في الناس ممّن تولي الأمر من بعده. فلبثت بذلک ماشاء اللَّه حتي رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام يدعون إلي محق دين اللَّه وملّة محمّد صلي الله عليه و آله وإبراهيم عليه السلام فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أري فيه ثلماً وهدماً يکون مصيبته أعظم عليّ من فوات ولاية اُمورکم، التي إنّما هي متاع أيام قلائل ثمّ يزول ما کان منها کما يزول السراب وکما ينقشع السحاب، فمشيت عند ذلک إلي أبي بکر فبايعته، ونهضت في تلک الأحداث حتي زاغ الباطل وزهق، وکانت کلمة اللَّه هي العليا ولو کره الکافرون.

فتولّي أبو بکر تلک الاُمور فيسّر وشدّد وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع اللَّه فيه جاهداً، وما طمعت أن لوحدث به حدث وأنا حيّ أن يرد إليّ الأمر الذي نازعته فيه طمع مستيقن ولايئست منه يأس من لايرجوه، ولولا خاصة ما کان بينه وبين عمر لظننت أنّه لايدفعها عنّي.

فلما احتضر بعث إلي عمر فولّاه فسمعنا وأطعنا وناصحنا، وتولّي عمر الأمر فکان مرضيّ السيرة ميمون النقيبة، حتي إذا احتضر قلت في نفسي: لن يعدلها عنّي فجعلني سادس ستّة، فما کانوا لولاية أحد أشدّ کراهية منهم لولايتي عليهم، فکانوا يسمعوني عند وفاة الرسول صلي الله عليه و آله أحاجّ أبا بکر وأقول: يا معشر

[صفحه 101]

قريش إنّا أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منکم، ما کان فينا من يقرأ القرآن ويعرف السنّة ويدين دين الحقّ. فخشي القوم إن أنا وليت عليهم أن لايکون لهم في الأمر نصيب مابقوا، فأجمعوا إجماعاً واحداً، فصرفوا الولاية إلي عثمان وأخرجوني منها رجاء أن ينالوها ويتداولوها إذ يئسوا أن ينالوا من قبلي، ثمّ قالوا: هلمّ فبايع وإلّا جاهدناک. فبايعت مستکرهاً وصبرت محتسباً، فقال قائلهم: يابن أبي طالب إنّک علي هذا الأمر لحريص، فقلت: أنتم أحرص منّي وأبعد، أأنا أحرص إذا طلبت تراثي وحقّي الذي جعلني اللَّه ورسوله أولي به، أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه؟! فبهتوا واللَّه لايهدي القوم الظالمين.

اللهمّ إني أستعديک علي قريش فإنّهم قطعوا رحمي، وأصغوا[7] إنائي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا علي منازعتي حقّاً کنت أولي به منهم فسلبونيه، ثمّ قالوا: ألا إنّ في الحقّ أن تأخذه وفي الحقّ أن تمنعه فاصبر کمداً متوخماً أومت متأسّفاً وحنقاً. فنظرت فإذا ليس معي رافد ولاذاب ولامساعد إلّا أهل بيتي، فضننت بهم عن الهلاک، فأغضيت علي القذي، وتجرّعت ريقي علي الشجي، وصبرت من کظم الغيظ علي أمرّ من العلقم وآلم للقلب من حزّ الشفار.

حتي إذا نقمتم علي عثمان أتيتموه فقتلتموه ثمّ جئتموني لتبايعوني، فأبيت عليکم وأمسکت يدي فنازعتموني ودافعتموني، وبسطتم يدي فکففتها، ومددتم يدي فقبضتها، وازدحمتم عليَّ حتي ظننت أنّ بعضکم قاتل بعضٍ أو أنّکم قاتلي، فقلتم: بايعنا لا نجد غيرک ولا نرضي إلّا بک، فبايعنا لا نفترق ولا

[صفحه 102]

تختلف کلمتنا. فبايعتکم ودعوت الناس إلي بيعتي، فمن بايع طائعاً قبلته منه، ومن أبي لم اُکرهه وترکته.

فبايعني فيمن بايعني طلحة والزبير ولو أبيا ما أکرهتهما کما لم اُکره غيرهما، فما لبثنا إلّا يسيراً حتي بلغني أن خرجا من مکّة متوجّهين إلي البصرة في جيش ما منهم رجل إلّا بايعني وأعطاني الطاعة، فقدما علي عاملي وخزّان بيت مالي وعلي أهل مصر کلّهم علي بيعتي وفي طاعتي فشتّتوا کلمتهم وأفسدوا جماعتهم، ثمّ وثبوا علي شيعتي من المسلمين فقتلوا طائفة منهم غدراً، وطائفةً صبراً، وطائفة عصّبوا بأسيافهم فضاربوا بها حتي لقوا اللَّه صادقين، فواللَّه، لو لم يصيبوا منهم إلّا رجلاً واحداً متعمّدين لقتله بلا جرمٍ جرّه لحلّ لي به قتل ذلک الجيش کلّه، فدع ما إنّهم قد قتلوا من المسلمين أکثر من العدّة التي دخلوا بها عليهم، وقد أدال[8] اللَّه منهم فبعداً للقوم الظالمين.

ثمّ إنّي نظرت في أهل الشام فإذا أعراب أحزاب، وأهل طمعٍ جفاة طغام[9] يجتمعون من کلّ أوب، ومن کان ينبغي أن يؤدّب ويدرّب أو يولّي عليه ويؤخذ علي يديه، ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار، ولا التابعين بإحسان، فسرت إليهم فدعوتهم إلي الطاعة والجماعة، فأبوا إلّا شقاقاً ونفاقاً ونهوضاً في وجوه المسلمين، ينضحونهم[10] بالنبل ويشجرونهم[11] بالرماح.

[صفحه 103]

فهناک نهدت[12] إليهم بالمسلمين فقاتلتهم، فلمّا عضّهم السلاح ووجدوا ألم الجراح رفعوا المصاحف يدعونکم إلي ما فيها، فأنبأتکم أنّهم ليسوا بأصحاب دينٍ ولا قرآنٍ، وأنّهم رفعوها غدراً ومکيدة وخديعةً ووهناً وضعفاً؛ فامضوا علي حقّکم وقتالکم، فأبيتم عليَّ وقلتم: اقبل منهم، فإن أجابوا إلي ما في الکتاب جامعونا علي ما نحن عليه من الحقّ، وإن أبوا کان أعظم لحجّتنا عليهم، فقبلت منکم، وکففت عنهم إذ أبيتم وونيتم، وکان الصلح بينکم وبينهم علي رجلين يحييان ما أحيا القرآن، ويميتان ما أمات القرآن، فاختلف رأيهما وتفرّق حکمهما، ونبذا ما في القرآن وخالفا ما في الکتاب، فجنّبهما اللَّه السداد ودلّاهما في الضلال، فنبذا حکمهما وکانا أهله.

فانخزلت[13] فرقة منّا فترکناهم ما ترکونا حتي إذا عثوا في الأرض يقتلون ويفسدون أتيناهم فقلنا: ادفعوا إلينا قتلة إخواننا، ثمّ کتاب اللَّه بيننا وبينکم، قالوا: کلّنا قتلهم، وکلّنا استحلّ دماءهم ودماءکم، وشدّت علينا خيلهم ورجالهم، فصرعهم اللَّه مصرع الظالمين.

فلمّا کان ذلک من شأنهم أمرتکم أن تمضوا من فورکم ذلک إلي عدوّکم فقلتم: کلّت سيوفنا، ونفدت نبالنا، ونصلت[14] أسنّة رماحنا، وعاد أکثرها قصداً[15] فارجع بنا إلي مصرنا لنستعد بأحسن عدّتنا، وإذا رجعت زدت في مقاتلتنا عدّة

[صفحه 104]

من هلک منّا وفارقنا، فإنّ ذلک أقوي لنا علي عدوّنا.

فأقبلت بکم حتي إذا أطللتم علي الکوفة أمرتکم أن تنزلوا بالنُّخَيلة،[16] وأن تلزموا معسکرکم، وأن تضمّوا قواضبکم،[17] وأن توطّنوا علي الجهاد أنفسکم، ولا تکثروا زيارة أبنائکم ونسائکم. فإنّ أصحاب الحرب المصابروها، وأهل التشمير فيها الذين لا ينوحون من سهر ليلهم ولا ظمأ نهارهم ولا خمص بطونهم ولا نصب أبدانهم، فنزلت طائفة منکم معي معذّرة، ودخلت طائفة منکم المصر عاصية، فلامن بقي منکم ثبت وصبر، ولا من دخل المصر عاد إليّ ورجع، فنظرت إلي معسکري وليس فيه خمسون رجلاً، فلمّا رأيت ما أتيتم دخلت إليکم فما قدرت علي أن تخرجوا معي إلي يومنا هذا.

فما تنتظرون؟ أ ما ترون إلي أطرافکم قد انتقصت، وإلي أمصارکم قد افتتحت، وإلي شيعتي بها بعد قد قتلت، وإلي مسالحکم[18] تعري، وإلي بلادکم تغزي، وأنتم ذوو عدد کثيرٍ، وشوکة وبأسٍ شديد، فما بالکم؟ للَّه أنتم! من أين تؤتون؟ وما لکم أنّي تؤفکون؟! وأنّي تسحرون؟! ولو أنّکم عزمتم وأجمعتم لم تراموا، ألا إنّ القوم قد اجتمعوا وتناشبوا وتناصحوا وأنتم قد ونيتم وتغاششتم وافترقتم، ما أنتم إن أتممتم عندي علي ذي سعداء، فأنبهوا نائمکم واجتمعوا

[صفحه 105]

علي حقّکم، وتجرّدوا لحرب عدوّکم، قد بدت الرغوة عن الصريح[19] وقد بيّن الصبح لذي عينين.

إنّما تقاتلون الطلقاء وأبناء الطلقاء، واُولي الجفاء ومن أسلم کرهاً، وکان لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنف الإسلام کلّه حرباً، أعداء اللَّه والسنّة والقرآن وأهل البدع والأحداث، ومن کانت بوائقه تتّقي، وکان علي الإسلام وأهله مخوفاً، وأکلة الرشا وعبدة الدنيا.

لقد اُنهي إليّ أنّ ابن النابغة[20] لم يبايع حتي أعطاه ثمناً وشرط أن يؤتيه أتيّة هي أعظم ممّا في يده من سلطانه، ألا صفرت يد هذا البائع دينه بالدنيا! وخزيت أمانة هذا المشتري نصرة فاسق غادر بأموال المسلمين! وإنّ فيهم لمن قد شرب فيکم الخمر وجلد الحدّ في الإسلام، يعرف بالفساد في الدِّين والفعل السيِّي، وإنّ فيهم لمن لم يسلم حتي رضخ له علي الإسلام رضيخة.[21] .

فهؤلاء قادة القوم، ومن ترکت ذکر مساويه من قادتهم مثل من ذکرت منهم بل هو شرّ منهم، وهؤلاء الذين ذکرت لو ولّوا عليکم لأظهروا فيکم الفساد والکبر والفجور والتسلّط بالجبريّة والفساد في الأرض، واتّبعوا الهوي وحکموا بغير الحقّ، ولأنتم علي ما کان فيکم من تواکل وتخاذل خيرٌ منهم وأهدي سبيلاً؛ فيکم العلماء والفقهاء والنجباء والحکماء، وحملة الکتاب، والمتهجّدون بالأسحار، وعمّار المساجد بتلاوة القرآن، أفلا تسخطون وتهتمّون أن ينازعکم

[صفحه 106]

الولاية عليکم سفهاؤکم، والأشرار الأراذل منکم؟!

فاسمعوا قولي- هداکم اللَّه- إذا قلت، وأطيعوا أمري إذا أمرت! فواللَّه لئن أطعتموني لا تغوون، وإن عصيتموني لا ترشدون، خذوا للحرب اُهبتها، وأعدّوا لها عدّتها، وأجمعوا إليها فقد شبّت وأوقدت نارها وعلا شنارها[22] وتجرّد لکم فيها الفاسقون کي يعذّبوا عباد اللَّه، ويُطفِئوا نور اللَّه.

ألا إنّه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء والکبر بأولي بالجدّ في غيّهم وضلالهم وباطلهم من أولياء اللَّه، من أهل البرّ والزهادة والإخبات في حقّهم وطاعة ربّهم ومناصحة إمامهم.

إنّي واللَّه، لو لقيتهم فرداً وهم مل ء الأرض ما باليت ولا استوحشت، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها والهدي الذي نحن عليه لعلي ثقةٍ وبيّنة ويقين وصبر، وإنّي إلي لقاء ربّي لمشتاق، ولحسن ثواب ربّي لمنتظر، ولکنّ أسفاً يعتريني، وحزناً يخامرني من أن يلي أمر هذه الاُمّة سفهاؤها وفجّارها فيتّخذوا مال اللَّه دولاً، وعباد اللَّه خَوَلاً[23] والصالحين حرباً والفاسقين حزباً، وايم اللَّه، لولا ذلک ما أکثرت تأنيبکم وتأليبکم وتحريضکم، ولترکتکم إذ ونيتم وأبيتم حتي ألقاهم بنفسي متي حمّ[24] لي لقاؤهم!

فواللَّه، إنّي لعلي الحقّ، وإنّي للشهادة لمحبّ، ف «انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَهِدواْ بِأَمْوَ لِکُمْ وَأَنفُسِکُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِکُمْ خَيْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ»[25] ولا تثاقلوا إلي

[صفحه 107]

الأرض فتقرّوا بالخسف وتبوؤوا بالذلّ، ويکن نصيبکم الأخسر، إنّ أخا الحرب اليقظان الأرق، ومن نام لم ينم عنه، ومن ضعف أودي، ومن ترک الجهاد في اللَّه کان کالمغبون المهين.

اللهمّ اجمعنا وإيّاهم علي الهدي، وزهّدنا وإيّاهم في الدنيا، واجعل الآخرة خيراً لنا ولهم من الاُولي، والسلام.[26] .

[صفحه 109]



صفحه 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 107، 109.





  1. ما لا يَقْبَلُ آلرُّقْيَةَ؛ کأنّه قد صمّ عن سماعها (لسان العرب: 344:12).
  2. هو الغليظُ الخشِنُ من الطعام. وقيل غير المأدوم، وکلّ بشع الطعم جَشبٌ (النهاية: 272:1).
  3. الجمعة: 2.
  4. التوبة: 128.
  5. آل عمران: 164.
  6. الجمعة: 4.
  7. أصغي فُلان إناءَ فُلانٍ إذا أماله ونقَصَه من حظِّه (لسان العرب: 461:14).
  8. الإدالة: النُّصرة والغَلَبة (مجمع البحرين: 620:1).
  9. طَغَام: أي من لا عقل ولا معرفة له، وقيل: هم أوغاد الناس وأراذلهم (النهاية: 128:3).
  10. نَضَحُوهم: رموهم (النهاية: 70:5).
  11. شَجَرْناهم: طعنّاهم (النهاية: 446:2).
  12. نَهَدَ: نهض، نهد القوم لعدوّهم: إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله (النهاية: 134:5).
  13. خَزَل: أي انفرد (النهاية: 29:2).
  14. الإنصال بمضي النَّزْع والإخراج (لسان العرب: 663:11).
  15. أي قِطَعاً (النهاية: 68:4).
  16. النُّخَيلَة - تصغير نخلة -: موضع قرب الکوفة علي سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج إليه الإمام علي عليه السلام (معجم البلدان: 278:5).
  17. القضِيب: السيف اللطيف الدقيق، والجمع قواضب (لسان العرب: 679:1).
  18. المَسْلَحَة: وهي کالثغر والمرقب فيه أقوام يرقبون العدوّ لئلّا يطرقهم علي غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهّبوا له، والجمع مسالح (النهاية: 388:2).
  19. الصريح: الخالص من کلّ شي ء (النهاية: 20:3).
  20. أي عمرو بن العاص، ينسب إلي اُمّه النابغة بنت حرملة (اُسد الغابة: 3971:232:4).
  21. الرَّضيخَة: العطيّة (النهاية: 228:2).
  22. الشَّنار: العيب والعار (النهاية: 504:2).
  23. الخَوَل: العبيدمجمع البحرين: 562:1).
  24. حَمَّ لقاؤه: أي قُدِّرَ (مجمع البحرين: 461:1).
  25. التوبة: 41.
  26. الغارات: 302:1 عن جندب، المسترشد: 408 تا 141:427 عن شريح بن هاني نحوه وفيه إلي «فصرعهم اللَّه مصرع الظالمين»، بحارالأنوار: 722:567:33؛ شرح نهج البلاغة: 94:6 عن جندب وراجع نهج البلاغة: الکتاب 62 و الإمامة والسياسة: 174:1. أقول: روي السيد ابن طاووس عن «کتاب الرسائل» للشيخ الکليني هذا الکتاب بالتفصيل (راجع کشف المحجّة: 235 تا 269).