خطبة الإمام بعد قتل محمّد بن أبي بكر











خطبة الإمام بعد قتل محمّد بن أبي بکر



2836- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبته بعد قتل محمّد بن أبي بکر-: ألا إنّ مصر قد افتتحها الفجرة اُولو الجور والظلم الذين صدّوا عن سبيل اللَّه، وبغوا الإسلام عوجاً. ألا وإنّ محمّد بن أبي بکر قد استشهد، فعند اللَّه نحتسبه.

أما واللَّه إن کان ما علمت لممّن ينتظر القضاء، ويعمل للجزاء، ويبغض شکل الفاجر، ويحبّ هدي المؤمن، إنّي واللَّه ما ألوم نفسي علي التقصير، وإنّي لمقاساة الحرب لجدّ خبير، وإنّي لأقدم علي الأمر وأعرف وجه الحزم، وأقوم فيکم بالرأي المصيب، فأستصرخکم معلناً، واُناديکم نداء المستغيث معرباً، فلا تسمعون لي قولاً، ولا تطيعون لي أمراً، حتي تصير بي الاُمور إلي عواقب المساءة، فأنتم القوم لا يدرک بکم الثأر، ولا تنقض بکم الأوتار، دعوتکم إلي غياث إخوانکم منذ بضع وخمسين ليلة فتجرجرتم جرجرة الجمل الأشدق، وتثاقلتم إلي الأرض تثاقل من ليس له نيّة في جهاد العدوّ، ولا اکتساب الأجر، ثمّ خرج إليّ منکم جنيدٌ متذانب «کَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَي الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ»[1] فاُفٍّ لکم![2] .

[صفحه 98]



صفحه 98.





  1. الأنفال: 6.
  2. تاريخ الطبري: 108:5، الأخبار الموفّقيّات: 202:348، الکامل في التاريخ: 414:2؛ الغارات: 295:1 تا 298 وراجع أنساب الأشراف: 172:3.