كتاب الإمام إلي محمّد بن أبي بكر











کتاب الإمام إلي محمّد بن أبي بکر



2822- الغارات عن ابن أبي سيف عن أصحابه: إنّ محمّد بن أبي بکر لمّا بلغه أنّ عليّاً عليه السلام قد وجّه الأشتر إلي مصر شقّ عليه، فکتب عليّ عليه السلام عند مهلک الأشتر إلي محمّد بن أبي بکر- وذلک حين بلغه موجدة[1] محمّد بن أبي بکر لقدوم الأشتر عليه-:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم. من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي محمّد بن أبي بکر ، سلام عليک. أمّا بعد، فقد بلغني موجدتک من تسريحي الأشتر إلي عملک، ولم أفعل ذلک استبطاءً لک في الجهاد، ولا استزادة لک منّي في الجدّ، ولو نزعت ما حوت يداک من سلطانک لولّيتک ما هو أيسر مؤونة عليک، وأعجب

[صفحه 83]

ولاية إليک، إلّا أنّ الرجل الذي کنت ولّيته مصر کان رجلاً لنا مناصحاً، وعلي عدوّنا شديداً، فرحمة اللَّه عليه، وقد استکمل أيّامه، ولاقي حِمامه، ونحن عنه راضون، فرضي اللَّه عنه، وضاعف له الثواب، وأحسن له المآب، فأصحِر لعدوّک، وشمّر للحرب، وادعُ إلي سبيل ربّک بالحکمة والموعظة الحسنة، وأکثِر ذکر اللَّه والاستعانة به والخوف منه يکفِک ما أهمّک، ويُعِنک علي ما ولّاک، أعاننا اللَّه وإيّاک علي ما لاينال إلّا برحمته. والسلام.[2] .



صفحه 83.





  1. وَجَدَ عليه يَجِدُ موجدَة: غضبَ (لسان العرب: 446:3).
  2. الغارات: 267:1، نهج البلاغة: الکتاب 34 نحوه، بحارالأنوار: 722:556:33 و ص 739:593؛ تاريخ الطبري: 96:5 عن أبي مخنف، الکامل في التاريخ: 410:2 کلاهما نحوه، شرح نهج البلاغة: 78:6 وج 142:16.