مكر معاوية في قتل الأشتر











مکر معاوية في قتل الأشتر



2804- تاريخ اليعقوبي: لمّا بلغ معاوية أنّ عليّاً قد وجّه الأشتر عظم عليه، وعلم أنّ أهل اليمن أسرع إلي الأشتر منهم إلي کلّ أحد، فدسّ له سمّاً، فلمّا صار إلي القلزم- من الفسطاط علي مرحلتين- نزل منزل رجل من أهل المدينة يقال له...[1] فخدمه، وقام بحوائجه، ثمّ أتاه بقَعب[2] فيه عسل قد صيّر فيه السمّ، فسقاه إيّاه، فمات الأشتر بالقلزم، وبها قبره، وکان قتله وقتل محمّد بن أبي بکر في سنة (38)[3] .

2805- مروج الذهب: ولّي عليٌ عليه السلام الأشترَ مصر، وأنفذه إليها في جيش، فلمّا بلغ ذلک معاوية دسّ إلي دهقان کان بالعريش، فأرغبه، وقال: أترک خراجک عشرين سنة واحتَل للأشتر بالسمّ في طعامه.

فلمّا نزل الأشتر العريش، سأل الدهقانُ: أيّ الطعام والشراب أحبّ إليه؟ قيل له: العسل، فأهدي له عسلاً، وقال: إنّ من أمره وشأنه کذا وکذا، ووصفه للأشتر، وکان الأشتر صائماً، فتناول منه شربة، فما استقرّت في جوفه حتي تلف، وأتي من کان معه علي الدهقان ومن کان معه. وقيل: کان ذلک بالقلزم،

[صفحه 77]

والأوّل أثبت.

فبلغ ذلک عليّاً عليه السلام، فقال: لليدين والفم. وبلغ ذلک معاوية، فقال: إنّ للَّه جنداً من العسل.[4] .

2806- تاريخ الطبري عن يزيد بن ظبيان الهمداني: بعث معاوية إلي الجايستار- رجل من أهل الخراج- فقال له: إنّ الأشتر قد ولّي مصر، فإن أنت کفيتنيه لم آخذ منک خراجاً ما بقيت، فاحتَل له بما قدرت عليه.

فخرج الجايستار حتي أتي القلزم وأقام به، وخرج الأشتر من العراق إلي مصر، فلمّا انتهي إلي القلزم استقبله الجايستار، فقال: هذا منزل وهذا طعام وعلف، وأنا رجل من أهل الخراج، فنزل به الأشتر، فأتاه الدهقان بعلف وطعام، حتي إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سمّاً فسقاه إيّاه، فلمّا شربها مات.

وأقبل معاوية يقول لأهل الشام: إنّ عليّاً وجّه الأشتر إلي مصر، فادعوا اللَّه أن يکفيکموه. قال: فکانوا کلّ يوم يدعون اللَّه علي الأشتر، وأقبل الذي سقاه إلي معاوية فأخبره بمهلک الأشتر، فقام معاوية في الناس خطيباً، فحمد اللَّه وأثني عليه، وقال: أمّا بعد، فإنّه کانت لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان قُطعت إحداهما يوم صفّين- يعني عمّار بن ياسر- وقُطعت الاُخري اليوم- يعني الأشتر-.[5] .

2807- الغارات عن مغيرة الضبّي: إنّ معاوية دسّ للأشتر موليً لآل عمر، فلم

[صفحه 78]

يزَل المولي يذکر للأشتر فضل عليٍّ وبني هاشم حتي اطمأنّ إليه الأشتر، واستأنس به، فقدّم الأشتر يوماً ثقله أو تقدّم ثقله فاستسقي ماء، فقال له مولي عمر: هل لک- أصلحک اللَّه- في شربة سويق؟ فسقاه شربة سويق فيها سمّ، فمات.

قال: وقد کان معاوية قال لأهل الشام لمّا دسّ إليه مولي عمر: ادعوا علي الأشتر، فدعوا عليه، فلمّا بلغه موته، قال: أ لا ترون کيف استُجيب لکم![6] .

2808- الاختصاص عن عبد اللَّه بن جعفر: کان لمعاوية بمصر عين يقال له: مسعود بن جرجة، فکتب إلي معاوية بهلاک الأشتر، فقام معاوية خطيباً في أصحابه فقال: إنّ عليّاً کانت له يمينان، قُطعت إحداهما بصفّين- يعني عمّاراً- واُخري اليوم؛ إنّ الأشتر مرّ بأيلة متوجّهاً إلي مصر، فصحبه نافع مولي عثمان، فخدمه وألطفه حتي أعجبه، واطمأنّ إليه، فلمّا نزل القلزم أحضر[7] له شربة من عسل بسمّ فسقاه[8] فمات، ألا وإنّ للَّه جنوداً من عسل.[9] .



صفحه 77، 78.





  1. بياض في الأصل.
  2. القَعب: القدح الضخم الغليظ الجافي (لسان العرب: 683:1).
  3. تاريخ اليعقوبي: 194:2.
  4. مروج الذهب: 420:2، عيون الأخبار لابن قتيبة: 201:1 عن عوانة بن الحکم نحوه.
  5. تاريخ الطبري: 95:5، الکامل في التاريخ: 410:2 نحوه وفيه «الحابسات» بدل «الجايستار» وراجع الأمالي للمفيد: 4:82 والغارات: 264 -259:1.
  6. الغارات: 263:1، بحارالأنوار: 722:555:33؛ شرح نهج البلاغة: 76:6.
  7. في المصدر: «حاضر»، والصحيح ما أثبتناه کما في معجم رجال الحديث نقلاً عن المصدر.
  8. في المصدر: «فسقاها»، والصحيح ما أثبتناه.
  9. الاختصاص: 81معجم رجال الحديث: 9796:163:14، بحارالأنوار: 734:591:33.