ما بالكم؟ ما دواؤ كم؟











ما بالکم؟ ما دواؤ کم؟



2771- أنساب الأشراف: لمّا استنفر عليّ أهل الکوفة فتثاقلوا وتباطؤوا، عاتبهم ووبّخهم، فلمّا تبيّن منهم العجز، وخشي منهم التمام علي الخذلان، جمع أشراف أهل الکوفة ودعا شيعته الذين يثق بمناصحتهم وطاعتهم فقال:

الحمد للَّه، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أمّا بعد؛ أيّها

[صفحه 32]

الناس! فإنّکم دعوتموني إلي هذه البيعة فلم أردّکم عنها، ثمّ بايعتموني علي الإمارة ولم أسألکم إيّاها، فتوثّب عليَّ متوثّبون، کفي اللَّه مؤونتهم، وصرعهم لخدودهم، وأتعس جدودهم، وجعل دائرة السوء عليهم.

وبقيت طائفة تُحدِث في الإسلام أحداثاً؛ تعمل بالهوي، وتحکم بغير الحقّ، ليست بأهلٍ لما ادّعت، وهم إذا قيل لهم: تقدّموا قدماً، تقدّموا، وإذا قيل لهم: أقبِلوا أقبَلوا، لا يعرفون الحقّ کمعرفتهم الباطل، ولا يُبطلون کإبطالهم الحقّ.

أما إنّي قد سئمت من عتابکم وخطابکم، فبيّنوا لي ما أنتم فاعلون؛ فإن کنتم شاخصين معي إلي عدوّي فهو ما أطلب وأحبّ، وإن کنتم غير فاعلين فاکشفوا لي عن أمرکم أري رأيي. فواللَّه لئن لم تخرجوا معي بأجمعکم إلي عدوّکم فتقاتلوهم حتي يحکم اللَّه بيننا وبينهم وهو خير الحاکمين لأدعونّ اللَّه عليکم، ثمّ لأسيرنّ إلي عدوّکم ولو لم يکن معي إلّا عشرة.

أ أجلافُ أهل الشام وأعرابها أصبر علي نصرة الضلال، وأشدّ اجتماعاً علي الباطل منکم علي هداکم وحقّکم؟ ما بالکم؟ ما دواؤکم؟ إنّ القوم أمثالکم لا يُنشَرون إن قتلوا إلي يوم القيامة.[1] .



صفحه 32.





  1. أنساب الأشراف: 235:3.