كرامة له في رجل فاقد البصر











کرامة له في رجل فاقد البصر



3052- فرحة الغري عن الشيخ حسين بن عبد الکريم الغروي: کان قد وفد إلي المشهد الشريف الغروي- علي ساکنه السلام- رجلٌ أعمي من أهل تکريت،[1] وکان قد عمي علي کبر، وکانت عيناه ناتئتين علي خدّه وکان کثيراً ما يقعد عند المسألة ويخاطب الجناب الأقدس بخطاب خشن، وکنت تارة أهمّ بالإنکار عليه وتارة يراجعني الفکر في الصفح عنه، فمضي علي ذلک مدّة، فإذا أنا في

[صفحه 325]

بعض الايام قد فتحت الخزانة إذ سمعت ضجّة عظيمة، فظننت أنّه قد جاء للعلويين برّ من بغداد أو قد قتل في المشهد قتيل، فخرجت ألتمس الخبر، فقيل لي: هاهُنا أعمي قد رُدّ بصره، فرجوت أن يکون ذلک الأعمي، فلمّا وصلت إلي الحضرة الشريفة وجدته ذلک الأعمي بعينه، وعيناه کأحسن ما تکون، فشکرت اللَّه تعالي علي ذلک. وزاد والدي علي هذه الرواية أنّه کان يقول له من جملة کلامه کخطاب الأحياء: وکيف يليق أن أجي ء وأمشي فيشتفي من لا يحب.[2] .



صفحه 325.





  1. تِکْرِيْت: آخر مدن الجزيرة ممّا يلي العراق، وهي علي غربي دجلة في برّ الموصل، وبينهما ستّة أيّام (تقويم البلدان: 288).
  2. فرحة الغري: 144، بحارالأنوار: 4:317:42.