ظهور قبر الإمام











ظهور قبر الإمام



3028- من لا يحضره الفقيه عن صفوان عن الإمام الصادق عليه السلام: سار وأنا معه في القادسيّة[1] حتي أشرف علي النجف... ثمّ قال عليه السلام: اعدل بنا، قال: فعدلت به فلم يزل سائراً حتي أتي الغريّ، فوقف علي القبر فساق السلام من آدم علي نبيّ

[صفحه 293]

نبيّ عليهم السلام وأنا أسوق السلام معه حتي وصل السلام إلي النبيّ صلي الله عليه و آله، ثمّ خرّ علي القبر فسلّم عليه وعلا نحيبه، ثمّ قام فصلّي أربع رکعات- وفي خبر آخر: ستّ رکعات وصلّيت معه، وقلت له: يابن رسول اللَّه ما هذا القبر؟ قال: هذا القبر قبر جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[2] .

3029- فرحة الغري عن صفوان الجمّال: خرجت مع الصادق عليه السلام من المدينة اُريد الکوفة، فلمّا جزنا باب الحيرة[3] قال: يا صفوان. قلت: لبّيک يابن رسول اللَّه. قال: تُخرج المطايا إلي القائم وجُدَّ الطريق إلي الغريّ.

قال صفوان: فلمّا صرنا إلي قائم الغريّ أخرج رِشاءً[4] معه دقيقاً قد عُمل من الکِنبار،[5] ثمّ تبعّد من القائم مغرباً خطيً کثيرةً، ثمّ مدّ ذلک الرِّشاء حتي انتهي إلي آخره فوقف، ثمّ ضرب بيده إلي الأرض فأخرج منها کفّاً من تراب فشمّه مليّاً، ثمّ أقبل يمشي حتي وقف علي موضع القبر الآن، ثمّ ضرب بيده المبارکة إلي التربة، فقبض منها قبضةً، ثمّ شهق شهقة حتي ظننت أنّه فارق الدنيا، فلمّا أفاق قال: هاهنا واللَّه مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ خطّ تخطيطاً، فقلت: يابن رسول اللَّه، ما منع الأبرار من أهل بيته من إظهار مشهده؟ قال: حذراً من بني مروان والخوارج أن تحتال في أذاه.[6] .

[صفحه 294]

3030- الکافي عن صفوان الجمّال: کنت أنا وعامر وعبد اللَّه بن جذاعة الأزدي عند أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: فقال له عامر: جعلت فداک إنّ الناس يزعمون أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام دُفِن بالرحبة؟[7] قال: لا، قال: فأين دفن؟ قال: إنّه لمّا مات احتمله الحسن عليه السلام فأتي به ظهر الکوفة قريباً من النجف يسرة عن الغريّ يمنة عن الحيرة، فدفنه بين ذَکَوات[8] بيض.

فلمّا کان بعد ذهبت إلي الموضع فتوهّمت موضعاً منه، ثمّ أتيته فأخبرته فقال لي: أصبت رحمک اللَّه- ثلاث مرّات-.[9] .

3031- الکافي عن عبد اللَّه بن سنان: أتاني عمر بن يزيد فقال لي: ارکب، فرکبتُ معه، فمضينا حتي أتينا منزل حفص الکناسي، فاستخرجته فرکب معنا، ثمّ مضينا حتي أتينا الغريّ فانتهينا إلي قبر، فقال: انزلوا هذا قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، فقلنا من أين علمت؟ فقال: أتيته مع أبي عبد اللَّه عليه السلام حيث کان بالحيرة غير مرّة، وخبّرني أنّه قبره.[10] .

3032- الإرشاد: تولّي غسله وتکفينه ابناه الحسن والحسين عليهماالسلام بأمره، وحملاه

[صفحه 295]

إلي الغريّ من نجف الکوفة، فدفناه هناک وعفيا موضع قبره بوصيّة کانت منه إليهما في ذلک؛ لما کان يعلمه عليه السلام من دولة بني اُميّة من بعده، واعتقادهم في عداوته، وما ينتهون إليه بسوء النيّات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمکّنوا من ذلک، فلم يزل قبره عليه السلام مخفيً حتي دلّ عليه الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام في الدولة العبّاسيّة، وزاره عند وروده إلي أبي جعفر [المنصور]- وهو بالحيرة- فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاک زيارته عليه السلام وعلي ذرّيّته الطاهرين، وکان سنّه عليه السلام يوم وفاته ثلاثاً وستّين سنة.[11] .

3033- الإرشاد عن عبد اللَّه بن خازم: خرجنا يوماً مع الرشيد من الکوفة نتصيّد، فصرنا إلي ناحية الغريّين والثويّة،[12] فرأينا ظِباءً فأرسلنا عليها الصقورة والکلاب، فجاولتها ساعةً ثمّ لجأت الظِباء إلي أکَمَةٍ[13] فسقطت عليها فسقطت الصقورة ناحيةً ورجعت الکلاب، فعجب الرشيد من ذلک، ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأکمة فهطبت الصقورة والکلاب، فرجعت الظباء إلي الأکمة فتراجعت عنها الکلاب والصقورة، ففعلت ذلک ثلاثاً، فقال الرشيد: ارکضوا؛ فمن لقيتموه فأتوني به، فأتيناه بشيخ من بني أسد، فقال له هارون: أخبرني ما هذه الأکَمة؟ قال: إن جعلت لي الأمان أخبرتک. قال: لک عهد اللَّه وميثاقه أن لا أهيجک ولا اُؤذيک.

قال: حدّثني أبي عن آبائي أنّهم کانوا يقولون: إنّ في هذه الأکَمة قبر عليّ بن

[صفحه 296]

أبي طالب عليه السلام، جعله اللَّه حرماً لا يأوي إليه شي ء إلّا أمن. فنزل هارون فدعا بماء وتوضّأ وصلّي عند الأکَمة وتمرّغ عليها وجعل يبکي، ثمّ انصرفنا.[14] .

[صفحه 297]



صفحه 293، 294، 295، 296، 297.





  1. القَادِسيَّة: مدينة بينها وبين الکوفة خمسة عشر فرسخاً، وبينها وبين العذيب أربعة أميال، وقعت عندها الحرب المعروفة بين المسلمين والفرس (راجع معجم البلدان: 291:4).
  2. من لا يحضره الفقيه: 3195:586:2، کامل الزيارات: 83:84، فرحة الغري: 99.
  3. الحِيْرَة: مدينة جاهليّة کثيرة الأنهار، وهي عن الکوفة علي نحو فرسخ، وکانت منازل آل النعمان بن المنذر (تقويم البلدان: 299).
  4. الرِّشاء: الحبل (لسان العرب: 322:14).
  5. الکِنبار: حَبْلُ النارَجِيلِ، وهو نخيل الهند تُتّخذ من ليفه حبال للسفن (لسان العرب: 153:5).
  6. فرحة الغري: 92، بحارالأنوار: 1:235:100.
  7. الرُّحْبَة: قرية بحذاء القادسية علي مرحلة من الکوفة (معجم البلدان: 33:3).
  8. في المصدر: «زکوات»، والصحيح ما أثبتناه کما في نسخة مرآة العقول. قال المجلسي: کذا في أکثر نسخ الحديث، ولعلّه أراد التلال الصغيرة التي کانت محيطة بقبره صلوات اللَّه عليه، شبّهها- لضيائها وتوقّدها عند شروق الشمس عليها، لاشتمالها علي الوصيات البيض والدراري- بالجمرة الملتهبة، إذ الذکوة هي الجمرة الملتهبة کما ذکره اللغويوّن (مراة العقول: 305:5).
  9. الکافي: 5:456:1، کامل الزيارات: 77:81، فرحة الغري: 62 وفيه «خزاعة» بدل «جذاعة».
  10. الکافي: 6:456:1، کامل الزيارات: 79:82، فرحة الغري: 63.
  11. الإرشاد: 10:1، إعلام الوري: 312:1 نحوه إلي «بالحيرة».
  12. الثَّوِيّة: موضع قريب من الکوفة، وقيل بالکوفة (معجم البلدان: 87:2).
  13. الأکَمة: الرابِيَة؛ وهي ما ارتفع من الأرض (النهاية: 59:1 وج 192:2).
  14. الإرشاد: 26:1، إرشاد القلوب: 435، فرحة الغري: 119 کلاهما عن عبد اللَّه بن حازم، الخرائج والجرائح: 78:234:1 کلّها نحوه، بحارالأنوار: 33:224:42.