لا غناء في کثرة عددکم
فقال قوم منهم: يا أميرالمؤمنين، إن سرت سرنا معک. فقال عليه السلام: ما بالُکم! لا سُدّدتم لرشد، ولا هُديتم لقصد! أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟! وإنّما يخرج في مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانکم وذوي بأسکم، ولا ينبغي لي أن أدع الجند، والمصر، وبيت المال، وجباية الأرض، والقضاء بين المسلمين، والنظر في حقوق المطالبين، ثمّ أخرج في کتيبة أتبع اُخري، أتقلقل تقلقل القِدْح في الجفير[1] الفارغ، وإنّما أنا قطب الرَّحا؛ تدور عليَّ وأنا بمکاني، فإذا فارقتُه استحار مدارُها، واضطرب ثِفالها.[2] هذا لعمر اللَّه الرأي السوء. واللَّه لولا رجائي الشهادة عند لقائي العدو- ولو قد حُمّ[3] لي لقاؤه- لقرّبت رکابي ثمّ شخصت عنکم، فلا أطلبکم ما اختلف جنوب وشمال، طعّانين عيّابين [صفحه 29] حيّادين روّاغين. إنّه لا غَناء في کثرة عددکم مع قلّة اجتماع قلوبکم، لقد حملتُکم علي الطريق الواضح التي لا يهلک عليها إلّا هالک؛ من استقام فإلي الجنّة، ومن زلّ فإلي النار![4] .
2766- نهج البلاغة: من کلام له عليه السلام وقد جمع الناس وحضّهم علي الجهاد فسکتوا مليّاً، فقال: ما بالکم أمخرَسون أنتم؟
صفحه 29.