التجهيز والدفن











التجهيز والدفن



2988- فرحة الغري عن اُمّ کلثوم بنت عليّ عليه السلام: آخر عهد أبي إلي أخويّ عليهماالسلام أن قال: يا بَنيّ إن أنا متّ فغسّلاني، ثمّ نشّفاني بالبردة التي نشّفتم بها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وفاطمة عليهاالسلام، ثمّ حنّطاني وسجّياني علي سريري، ثمّ انتظِرا حتي إذا ارتفع لکما مقدّم السرير فاحملا مؤخرّه، قالت: فخرجت اُشيِّع جنازة أبي، حتي إذا کنّا بظهر الغريّ رَکَز[1] المقدّمُ فوضعنا المؤخر، ثمّ برز الحسن بالبردة التي نشّف بها رسول اللَّه وفاطمة فنشّف بها أميرالمؤمنين عليه السلام ثمّ أخذ المعول فضرب ضربة فانشق القبر عن ضريح، فإذا هو بساجة مکتوب عليها: بسم اللَّه الرحمن الرحيم هذا قبر ادّخره نوح النبيّ لعليّ وصيّ محمّد قبل الطوفان بسبعمائة عام.

[صفحه 276]

قالت اُمّ کلثوم: فانشقّ القبر، فلا أدري أغار سيّدي في الأرض أم اُسري به إلي السماء؟ إذ سمعت ناطقاً لنا بالتعزية: أحسن اللَّه لکم العزاء في سيّدکم وحجّة اللَّه علي خلقه.[2] .

2989- الإمام الصادق عليه السلام: لمّا اُصيب أميرالمؤمنين عليه السلام قال للحسن والحسين صلوات اللَّه عليهما: غسّلاني وکفّناني وحنّطاني واحملاني علي سريري، واحملا مؤخّره تُکفيان مقدّمه، فإنّکما تنتهيان إلي قبرٍ محفور، ولحدٍ ملحود، ولِبْنٍ موضوع، فالحداني وأشرجا اللِّبن عليَّ، وارفعا لِبنَةً ممّا يلي رأسي فانظرا ما تسمعان. فأخذا اللِّبنَة من عند الرأس بعدما أشرجا عليه اللِّبْن، فإذا ليس في القبر شي ء وإذا هاتف يهتف: أميرالمؤمنين عليه السلام کان عبداً صالحاً فألحقه اللَّه بنبيّه، وکذلک يفعل بالأوصياء بعد الأنبياء، حتي لو أنّ نبيّاً مات في المشرق ومات وصيّه في المغرب لألحق اللَّه الوصيّ بالنبيّ.[3] .

2990- فضائل الصحابة عن هارون بن سعد: کان عند عليّ مسک فوصّي أن يحنّط به، وقال: فضل من حنوط رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[4] .

2991- الإمام الصادق عليه السلام: لمّا غسّل أميرالمؤمنين عليه السلام نودوا من جانب البيت: إن أخذتم مقدّم السرير کُفيتم مؤخّره، وإن أخذتم مؤخّره کفيتم مقدّمه.[5] .

[صفحه 277]

2992- العدد القويّة: ولمّا توفّي عليه السلام غسّله ابناه الحسن والحسين وعبد اللَّه بن جعفر، وقيل: محمّد ابن الحنفية، وقيل: إنّه لم يُغسّل لأنّه سيّد الشهداء.

قيل: کُفّن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، وکان عنده من بقايا حنوط رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فحنّطوه بها، وصلّي عليه ولده الحسن عليه السلام، وکبّر عليه خمساً، وقيل: ستّاً، وقيل: سبعاً.[6] .

2993- الإرشاد عن حبّان بن عليّ العنزي عن موليً لعليّ عليه السلام: لمّا حضرَت أميرالمؤمنين عليه السلام الوفاة قال للحسن والحسين عليهماالسلام: إذا أنا مُتّ فاحملاني علي سريري، ثمّ أخرجاني واحملا مؤخّر السرير؛ فإنّکما تُکْفيان مقدّمه، ثمّ ائتيا بي الغريّين؛[7] فإنّکما ستَريان صخرةً بيضاء تلمع نوراً، فاحتفِرا فيها؛ فإنّکما تجدان فيها ساجةً، فادفناني فيها.

قال: فلمّا مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخّر السرير ونُکفي مقدّمه، وجعلنا نسمع دويّاً وحفيفاً حتي أتينا الغريّين، فإذا صخرةٌ بيضاء تلمع نوراً، فاحتفرنا فإذا ساجةٌ مکتوب عليها: «ممّا أدخر نوحٌ لعليّ بن أبي طالب». فدفنّاه فيها، وانصرفنا ونحن مسرورون بإکرام اللَّه لأميرالمؤمنين عليه السلام، فلحَقَنا قومٌ من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرناهم بما جري وبإکرام اللَّه أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا: نحبّ أن نعاين من أمره ما عاينتم. فقلنا لهم: إنّ الموضع قد عُفّي أثره بوصيةٍ منه عليه السلام، فمضوا وعادوا إلينا فقالوا: إنّهم احتفروا فلم يجدوا شيئاً.[8] .

[صفحه 278]



صفحه 276، 277، 278.





  1. رَکزَ: ثبت بالأرض (انظر مجمع البحرين: 728:2).
  2. فرحة الغري: 34، بحارالأنوار: 17:216:42 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 348:2.
  3. تهذيب الأحکام: 187:106:6، فرحة الغري: 30 کلاهما عن سعد الإسکاف.
  4. فضائل الصحابة لابن حنبل: 943:559:2، المستدرک علي الصحيحين: 1337:515:1 عن أبي وائل، تاريخ دمشق: 563:42، اُسد الغابة: 3789:115:4 نحوه، الرياض النضرة: 237:3 عن هارون بن سعيد.
  5. الکافي: 9:457:1، فرحة الغري: 31 کلاهما عن عليّ بن محمّد رفعه، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 64.
  6. العدد القويّة: 21:242، بحارالأنوار: 56:254:42 وراجع جواهر المطالب: 109:2.
  7. الغريّان: طِربالان وهما بناءان کالصومعتين بظاهر الکوفة، قرب قبر عليّ بن أبي طالب (معجم البلدان: 196:4).
  8. الإرشاد: 23:1، إعلام الوري: 393:1، فرحة الغري: 36 عن حسّان بن عليّ القسري عن مولي لعليّ عليه السلام، روضة الواعظين: 152 وراجع الخرائج والجرائح: 78:234:1.