عيادة الإمام











عيادة الإمام



2970- اُسد الغابة عن عمرو ذي مرّ: لمّا اُصيب عليّ بالضربة دخلتُ عليه وقد عصب رأسه. قال: قلت: يا أميرالمؤمنين، أرِني ضربتک، قال: فحلّها، فقلت: خدشٌ وليس بشي ء، قال: إنّي مفارقکم، فبکت اُمّ کلثوم من وراء الحجاب، فقال لها: اسکتي! فلو ترَين ما أري لما بکيت، قال: فقلت: يا أميرالمؤمنين، ماذا تري؟ قال: هذه الملائکة وفود والنبيّون، وهذا محمّد صلي الله عليه و آله يقول: يا عليّ، أبشِر، فما تصير إليه خير ممّا أنت فيه.[1] .

2971- الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة: لمّا ضرب ابن ملجم أميرالمؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السلام غدونا عليه نفر من أصحابنا، أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا، فقعدنا علي الباب فسمعنا البکاء فبکينا، فخرج إلينا الحسن بن عليّ عليهماالسلام فقال: يقول لکم أميرالمؤمنين: انصرفوا إلي منازلکم.

[صفحه 264]

فانصرف القوم غيري، واشتدّ البکاء من منزله فبکيتُ فخرج الحسن عليه السلام فقال: أ لم أقل لکم انصرفوا. فقلت: لا واللَّه يابن رسول اللَّه، ما تُتابعني نفسي، ولا تحملني رجلي أن أنصرف حتي أري أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه. قال: فتلبّث، فدخل، ولم يلبث أن خرج فقال لي: ادخل، فدخلتُ علي أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند، معصوب الرأس بعمامة صفراء، قد نزف وأصفرّ وجهه، ما أدري وجهه أصفر أم العمامة، فأکببت عليه فقبّلته وبکيت، فقال لي: لا تبکِ يا أصبغ؛ فإنّها واللَّه الجنّة، فقلت له: جُعلت فداک، إنّي أعلم واللَّه أنّک تصير إلي الجنّة، وإنّما أبکي لفقداني إيّاک يا أميرالمؤمنين.[2] .

2972- بحارالأنوار عن محمّد ابن الحنفيّة: بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي وقد نزل السمّ إلي قدميه، وکان يُصلّي تلک الليلة من جلوس، ولم يزَل يوصينا بوصاياه ويُعزّينا عن نفسه ويخبرنا بأمره وتبيانه إلي حين طلوع الفجر، فلّما أصبح استأذن الناس عليه، فأذن لهم بالدخول، فدخلوا عليه وأقبلوا يسلّمون عليه، وهو يرد عليهم السلام، ثمّ قال: أيّها الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، وخفّفوا سؤالکم لمصيبة إمامکم، قال: فبکي الناس عند ذلک بکاء شديداً، وأشفقوا أن يسألوه تخفيفاً عنه، فقام إليه حجر بن عديّ الطائي وقال:


فيا أسفي علي المولي التقيِّ
أبو[3] الأطهار حيدرة الزکيّ


قتله کافر حنث زنيم
لعين فاسق نغل شقيّ


فيلعن ربّنا من حاد عنکم
ويبرأ منکُم لعناً وَبِيّ

[صفحه 265]

لأنّکُم بيوم الحشر ذخري
وأنتم عترة الهادي النبيّ


فلمّا بصر به وسمع شعره قال له: کيف لي بک إذا دُعيت إلي البراءة منّي، فما عساک أن تقول؟ فقال: واللَّه يا أميرالمؤمنين، لو قُطّعت بالسيف إرباً إرباً، واُضرم لي النار واُلقيت فيها لآثرت ذلک علي البراءة منک، فقال: وُفّقت لکلّ خير يا حجر، جزاک اللَّه خيراً عن أهل بيت نبيّک.[4] .



صفحه 264، 265.





  1. اُسد الغابة: 3789:114:4؛ شرح الأخبار: 789:434:2 عن عمر بن زمر وراجع الخرائج والجرائح: 11:178:1 وعيون المعجزات: 49 وبحارالأنوار: 32:223:42.
  2. الأمالي للمفيد: 3:351، الأمالي للطوسي: 191:123.
  3. کذا، والصحيح: «أبي»، وأيضاً البيت الثاني سقيم الوزن، مع الأقواء الذي يوجد فيه وما بعده بشکل واضح.
  4. بحارالأنوار: 290:42.