منيت بشرار خلق اللَّه
لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء،[2] إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. ماذا مُنِيت به منکم! عُميٌ لا تبصرون، وبُکمٌ لا تنطقون، وصُمٌّ لا تستمعون، إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.[3] . 2764- عنه عليه السلام: أمّا بعدُ يا أهل الکوفة! أکلّما أقبل مَنْسِر من مَناسر أهل الشام أغلق کلّ امرئ بابه، وانجحر في بيته انجحار الضبّ، والضبع الذليل في وجاره؟ اُفٍّ لکم! لقد لقيت منکم، يوماً اُناجيکم، ويوماً اُناديکم؛ فلا إخوان عند النجاء، ولا أحرار عند النداء.[4] . 2765- عنه عليه السلام- لمّا بلغه إغارة أصحاب معاوية علي الأنبار، فخرج بنفسه ماشياً حتي أتي النُّخَيلة فأدرکه الناس، وقالوا: يا أميرالمؤمنين، نحن نکفيکهم فقال-: ما تکفونني أنفسکم، فکيف تکفونني غيرکم؟ إن کانت الرعايا قبلي [صفحه 28] لتشکو حيف رُعاتها، وإنّني اليوم لأشکو حيف رعيّتي، کأنّني المقود وهم القادة، أو الموزوع وهم الوَزَعة[5] [6] .
2763- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا تثاقل الناس عن المسير إلي جيش معاوية-: يا أهل الکوفة! کلّما سمعتم بمَنْسِر[1] من مَناسر أهل الشام أظلّکم وأغلق بابه انجحر کلّ امرئ منکم في بيته انجحار الضبّ في جُحْره، والضبع في وجارها! المغرور من غررتموه، ولَمَن فاز بکم فاز بالسهم الأخيب.
صفحه 28.