عدم العلم أثناء وقوع التقدير الإلهي











عدم العلم أثناء وقوع التقدير الإلهي



ويفيد هذا المعني أنّ الأئمّة عليهم السلام کانوا علي علم تفصيلي بخبر شهادتهم، ولکن هذا العلم يُسلَب منهم وقت استشهادهم وفقاً للتقدير الإلهي القطعي.

جاءت رواية عن الإمام الرضا عليه السلام يمکن أن تؤيّد في أحد احتمالاتها صحّة هذا الجواب، قال الحسن بن الجهم:

قُلتُ للإمام الرضا عليه السلام: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله والليلة التي يُقتل فيها والموضع الذي يُقتل فيه، وقوله لمّا سمع صياح الإوزّ في الدار: صوائح تتبعها نوائح، وقول اُمّ کلثوم: لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرک يصلّي بالناس! فأبي عليها، وکثر دخوله وخروجه تلک الليلة بلا سلاح، وقد عرف عليه السلام أنّ ابن ملجم لعنه اللَّه قاتله بالسيف، کان هذا ممّا لم يجز تعرّضه! فقال: «ذلک کان، ولکنه خيّر في تلک الليلة لتمضي مقادير اللَّه عزّوجلّ».[1] .

لقد جاء في بعض نسخ المصدر کلمة «حيّر» بدل «خيّر»، وعلي هذا فإنّ قول الإمام يدلّ بکل وضوح بأنّه طرأت عليه في تلک اللحظة حالة لم يبقَ معها عليه تکليف بدفع القتل عن نفسه، لکي يجري التقدير الإلهي.







  1. الکافي: 4:259:1، بحارالأنوار: 47:246:42.