منيت بمن لا يطيع
دعوتکم إلي نصر إخوانکم فجرجرتم جرجرة الجمل الأسَرّ، وتثاقلتم تثاقل النِّضْوِ الأدبَر، ثمّ خرج إليّ منکم جُنيدٌ متذائب ضعيف،[1] «کَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَي [صفحه 26] الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ».[2] [3] . 2762- عنه عليه السلام- في ذمّ العاصين من أصحابه-: أحمد اللَّه علي ما قضي من أمر، وقدّر من فعل، وعلي ابتلائي بکم أيّتها الفرقة التي إذا أمرتُ لم تُطِع، وإذا دعوتُ لم تُجِب. إن اُمهلتم خضتم، وإن حوربتم خُرتم. وإن اجتمع الناس علي إمام طعنتم. وإن اُجئتم إلي مشاقّة نکصتم. لا أبا لغيرکم! ما تنتظرون بنصرکم والجهادِ علي حقّکم؟ الموتَ أو الذلَّ لکم؟ فواللَّه لئن جاء يومي- وليَأتَينّي- ليُفرِّقنّ بيني وبينکم وأنا لِصحبتکم قالٍ، وبکم غير کثيرٍ. للَّه أنتم! أ ما دين يجمعکم؟ ولا حميّة تشحذکم؟[4] أ وليس عجباً أنّ معاوية يدعو الجفاة الطَّغام[5] فيتبعونه علي غير معونة ولا عطاء. وأنا أدعوکم- وأنتم تريکة الإسلام وبقيّة الناس- إلي المعونة أو طائفة من العطاء فتَفَرَّقون عنّي، وتختلفون عليّ؟! إنّه لا يخرج إليکم من أمري رضيً فترضَونه، ولا سخط فتجتمعون عليه، وإنّ أحبَّ ما أنا لاقٍ إليّ الموت. قد دارستکم الکتاب، وفاتحتکم الحِجاج، وعرّفتکم ما أنکرتم، وسوَّغتکم ما مجَجتم، لو کان الأعمي يلحظ، أو النائم يستيقظ. وأقرِب بقوم من الجهل باللَّه قائدهم معاوية، ومؤدّبهم ابن النابغة![6] . [صفحه 27]
2761- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير لعين التمر-: مُنِيت بمن لا يُطيع إذا أمرت، ولا يُجيب إذا دعوت، لا أبالکم! ما تنتظرون بنصرکم ربّکم؟ أ ما دينٌ يجمعکم، ولا حميّةَ تُحمِشُکم! أقوم فيکم مستصرخاً، واُناديکم متغوّثاً، فلا تسمعون لي قولاً، ولا تُطيعون لي أمراً، حتي تَکشَّفُ الاُمورُ عن عواقب المساءة؛ فما يُدرَک بکم ثار، ولا يُبلَغ بکم مرام.
صفحه 26، 27.