سوره آل عمران











سوره آل عمران



(وفيها إحدي وثلاثون آية)

سورة آل عمران:

1- وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ / 7.

2- قُلْ أَ أُنَبِّئُکُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِکُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار / 15-16.

3- يَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً / 30.

4- إِنَّ اللهَ اصْطَفي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ / 33.

5- قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ / 37.

6- إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّکُمْ فَاعْبُدُوهُ / 51.

7- وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ / 57.

8- فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ / 61.

9- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً / 100.

10- وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ / 101.

11- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ / 102.

12- وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ / 103.

13- وَلْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ / 104.

14- يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ کَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِکُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما کُنْتُمْ تَکْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمةِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ / 106-107.

15- کُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ / 110.

16- ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا / 112.

17- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِکُمْ / 118.

18- أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِکُمْ / 144.

19- وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً / 144.

20- وَما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ کِتاباً مُؤَجَّلاً / 145.

21- وَکَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ کَثِيرٌ / 146.

22- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْکُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً / 154.

23- الَّذِينَ اسْتَجابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ / 172.

24- الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاس (إلي) وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ / 173-174.

25- فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّار وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ / 185.

26- وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْکِتابَ / 186.

27- ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ / 195.

28- لکِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ / 198.

29- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا / 200.

«وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّکَّرُ إِلاَّ أُولُوا الأَلْبابِ».

آل عمران/ 7.

روي القاضي شهاب الدين بن حجر العسقلاني (الشافعي) في إصابته بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر، عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال: (أنا أقاتل علي تنزيل القرآن، وعلي يقاتل علي تأويله)[1] .

(أقول) لازمُ هذا أنْ يکون علي هو العالم بالتأويل، حتي يقاتل عليه.

وأخرج علي المتّقي الهندي (الحنفي) في الکنز، عن أبي ذر قال: کنت مع رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) وهو ببقيع الغرقد فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): (والذي نفسي بيده إنَّ فيکم رجلاً يقاتل النّاس من بعدي علي تأويل القرآن، کما قاتلت المشرکين علي تنزيله وهم يشهدون أنَّ لا إله إلا الله فيکبر قتلهم علي النّاس، حتي يطعنوا علياً ولي الله، ويسخطوا عمله، کما سخط موسي أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، وکان خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لله رضي.

ثم أخرج في الکنز نفسه، عن أبي سعيد الخدري: أنّه قيل لرسول الله (صلي الله عليه وسلّم): أبو بکر وعمر؟

قال (صلي الله عليه وآله): لا، ولکنّه خاصف النعل، يعني علياً[2] .

وأخرج الحافظ القندوزي سليمان (الحنفي) في ينابيعه، عن علي بن أبي طالب أنّه قال:

أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا کذباً وبغياً علينا، أنْ رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم[3] .

وأخرج الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال:

قال النبي (صلي الله عليه وسلّم).

(علي يعلِّم النّاس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون).

وفي نسخة أُخري:

(علي يخبر النّاس من تأويل القرآن ما لا يعلمون)[4] .

وأخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) أيضاً في ينابيعه قال:

أيضاً عن يحيي ابن أم الطويل قال: سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول ـ في حديث: إذا کنت غائباً عن نزول الآية کان يحفظ علي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم)، ما کان ينزل عليه من القرآن، وإذا قدمت عليه أقرأنيه ويقول: يا علي أُنزل الله عليّ بعدک کذا وکذا، وتأويله کذا وکذا، ويعلّمني تأويله وتنزيله[5] .

وفي تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي (بسنده المذکور) عن سُليم بن قيس أنّه نقل خطبة لعلي (عليه السلام) وجاء فيها:

(وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم).

أليس بواحد، رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) منهم، علّمه الله سبحانه إياه فعلّمنيه رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) ثم لا يزال في عقبنا إلي يوم القيامة[6] .

وأخرج ابن شاذان في المناقب المائة، من طرق العامّة، بسنده عن أنس بن مالک، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) في حديث لعلي بن أبي طالب:

(تعلّم النّاس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون تخبرهم بذلک)[7] .

وجاء في حديث المناشدة يوم الشوري، الذي تضمن العديد من مناقب علي (عليه السلام) المروي بأسانيد عديدة منها ما ينتهي إلي عامر بن وائلة، وفيه قوله للخمسة الذين کانوا في الشوري:

(فأنشدکم بالله هل فيکم أحد قال له رسول الله (صلي الله عليه وسلّم): (إنّي قاتلت علي تنزيل القرآن وتقاتل أنت علي تأويل) القرآن غيري؟

قالوا: اللّهم لا.

نقله باختلاف في بعض الفقرات واتفاق في أصل المعني الکثير من المؤرخين، والمفسّرين، والحفّاظ، والمحدِّثين.

(منهم) الحافظ أبو الحسن بن المغازلي (الشافعي) في مناقبه[8] .

(ومنهم) أخطب الخطباء، الموفّق بن أحمد الخوارزمي (الحنفي) في مناقبه[9] .

(ومنهم) علاّمة الشوافع الحمويني في فرائده[10] .

(ومنهم) ابن حجر في صواعقه[11] .

(ومنهم) الحافظ الذهبي في ميزانه[12] .

(ومنهم) ابن عبد البَّر في استيعابه[13] .

(ومنهم) الحافظ الکنجي في کفايته[14] .

(ومنهم) النسائي في خصائصه[15] .

وآخرون کثيرون...

وأخرج العلاّمة الکنجي الشافعي في کفايته، عن الکاشغري (بسنده المذکور) عن عبد الله بن سلمة، قال: رأيت عمّاراً يوم صفين شيخاً آدم طوَّالاً، والحربة في يده، ويده ترعد فقال: قد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) ثلاث مرات، وهذه الرابعة ـ يعني: راية علي (کرّم الله وجهه) فلو ضربونا حتي يبلغوا بنا سعفات هَجَر، لعرفت أنّا علي الحق، وأنّهم علي الضلالة[16] .

وأخرج هذا الحديث بعض الاختلاف اليسير في بعض الألفاظ، واتفاق في المعني جمهرة کبيرة من الأثبات والمحدِّثين.

(منهم) الحاکم في مستدرکه[17] .

(ومنهم) أحمد بن حنبل في مسنده[18] .

(ومنهم) أبو داود في مسنده[19] .

(ومنهم) ابن حجر في الإصابة[20] .

(ومنهم) ابن قتيبة في الإمامة والسياسة[21] .

(ومنهم) عمر رضا کحالة، في أعلام النساء[22] .

ونقل محمد بن محمد بن عبد الکريم الشيباني الجزري، المعروف بـ (ابن الأثير) في النهاية بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني من هو خير مني: إنّ رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) قال لعمار ـ حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول ـ:

(عمّار ابن سمية، تقتلک الفئة الباغية)[23] .

وهذا يدُّل: علي أنَّ قتال علي (عليه السلام) لمعاوية کان بالحق، ومن تأويل القرآن، الذي لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم، مثل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).

وقد نقل مثل هذا الحديث آخرون أيضاً (مثل) مسلم بن الحجّاج القشيري، في جامعه الصحيح[24] والکنجي الشافعي في کفايته[25] .

وأخرج إسماعيل بن يوسف الطالقاني، في کتاب الأربعين المنتقي (بسنده المذکور)، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) يقول: إنْ منکم من يقاتل علي تأويل القرآن، کما قاتلت علي تنزيله. قال أبو بکر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولکن خاصف النعل، قال: وکان أعطي علياً نعله يخصفها[26] .

«قُلْ أَ أُنَبِّئُکُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِکُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ* الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار».

آل عمران/ 15-16.

نقل الشيخ المحمودي في تعليقه علي (شواهد التنزيل)، عن الجري في تفسيره، وفرات في تفسيره، بإسناد مذکور فيهما، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال (في قوله تعالي):

«قُلْ أ أُنَبِّئُکُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِکُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار».

(إنّها نزلت) في علي وحمزة وعبيدة بن الحرث)[27] .

«يَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً».

آل عمران/ 30.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا علي بن أحمد (بالإسناد المذکور) عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي قال:

(نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله، فمن نصرنا فرسول الله نصر، ومن خذلنا فرسول الله خذل، ونحن وأعداؤنا نجتمع «يَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً»[28] .

(أقول) يعني: أنّنا نکون من الأنفس التي عملت الخير فتجده محضراً، وأعداؤنا يکونون من الأنفس التي عملت السوء، وتود لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً.

وهذا ـ کما کررنا ذکره ـ من باب المصداق الأتمّ للنفس، التي عملت الخير، والفرد الأکبر للنفس التي عملت السوء.

«إِنَّ اللهَ اصْطَفي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ».

آل عمران/ 33.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بکر بن أبي الحسن الحافظ (بإسناده المذکور) عن الأعمش، عن شقيق قال:

قرأت في مصحف عبد الله ـ وهو ابن مسعود ـ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرانَ (وآل محمد) عَلَي الْعالَمِينَ».

(قال الحسکاني):

قلت: إنْ لم تثبت هذه القراءة فلا شکّ في دخولهم في الآية، لأنهم آل إبراهيم[29] .

(أقول) ليس معني ثبوت کلمة (آل محمد) في مصحف ابن مسعود أنّها من القرآن، وقد حذف عنه، بل حيث إنّ أصحاب النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) کانوا يثبتون في مصاحفهم کلما يقوله الرسول (صلي الله عليه وآله وسلّم) حال نزول الوحي، وبعد نزول الوحي من التفسير والتأويل، فإنّ کلمة (آل محمد) إنّما هي من التفسير أو التأويل، لا من أصل القرآن کما حقّقه المحققون من علماء التفسير والحديث، والفقه.

«قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ».

آل عمران/ 37.

روي (القاضي) البيضاوي الشافعي في تفسيره، عند قوله تعالي «إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ» قال:

روي أنّ فاطمة (رضي الله تعالي عنها) أهدت لرسول الله (صلي الله عليه وسلّم) رغيفين وبضعة لحم، فرجع بها إليها، فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): هلمي يا بُنيّة، فکشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزاً ولحماً، فقال لها: أنّي لکِ هذا؟

فقالت: «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ».

فقال (صلي الله عليه وآله وسلّم): الحمد لله الذي جعلک مثل مريم، سيّدة نساء بني إسرائيل.

ثم جمع علياً والحسن والحسين، وجمع أهل بيته عليه حتي شبعوا، وبقي الطعام کما هو، فأوسعت علي جيرانها[30] .

وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع، محبِّ الدين الطبري في ذخائره، بتفصيل أکثر وفي آخر الحديث أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال ـ لعلي وفاطمة ـ: (الحمد لله الذي هو بدأکما، لن يخرجکما من الدنيا حتي يجريک ـ الخطاب لعلي (عليه السلام) ـ في المجري الذي أجري زکريا، ويجريک يا فاطمة في المجري الذي جرت فيه مريم.

ثم تلا (صلي الله عليه وآله وسلّم) قوله تعالي:

«کُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَکَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً»[31] .

وهکذا أخرجه بتفصيل الکنجي القرشي الشافعي، في کفاية الطالب[32] .

وآخرون کذلک...

«إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّکُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ».

آل عمران/ 51.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسن المعادني (بالإسناد المذکور) عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) لعلي بن أبي طالب:

(أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين)[33] .

(أقول) لا مانع من أنْ يکون المؤشر عليه بکلمة (هذا) أنْ تعبدوا الله ظاهراً، وتتبعوا علياً باطناً، فذاک من التنزيل، وهذا من التأويل، وکلاهما متلازمان، فمن اتبع علياً، لابدّ وأنْ يعبد الله، ومن يعبد الله، لابدّ وأن يتبع علياً، لأنّه من أمر الله.

«وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ».

آل عمران/ 57.

روي العلاّمة البحراني، عن ابن شهر آشوب ـ من طريق العامّة ـ عن أبي بکر الهذلي، عن الشعبي: أن رجلاً أتي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم). فقال يا رسول الله (صلي الله عليه وآله) علّمني شيئاً ينفعني الله به؟

قال (صلي الله عليه وآله): (عليک بالمعروف، فإنه ينفعک في عاجل دنياک، وآخرتک) إذ أقبل علي فقال يا رسول الله فاطمة تدعوک.

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم): نعم.

فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟

قال (صلي الله عليه وآله وسلّم):

(هذا من الذين أنزل الله فيهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات)[34] .

«فَمَنْ حَاجَّکَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَکُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَکُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَي الْکاذِبِينَ».

آل عمران/ 61.

الأحاديث في ذلک کثيرة وکثيرة جداً في معظم التفاسير، ونحن نذکر هنا عدداً من التفاسير التي ذکرت ذلک، اهتماماً بالأمر والله الموفّق.

أخرج الشيخ المفسّر شهاب الدين السيويسي، ثم الاياتلوغي في تفسيره المخطوط المزجي قال:

«فقل تعالوا» أي: هلّموا «ندع ابناءنا» أي: حسناً وحسيناً «ونساءنا» أي: فاطمة «وأنفسنا» أي: النبي (عليه السلام) وعلياً زوج فاطمة رضي الله عنهما) «وأنفسکم» يعني: لنجتمع نحن وأنتم في موضع[35] .

وذکر المفسّر الهندي، فيض الله بن المبارک الفيضي، المکنّي بأبي الفضل في تفسيره، المخطوط عند تفسير هذه الآية الشريفة تفسيراً مزجياً مهملاً، بلا نقطة علي کلماته:

«ندع أبناءنا» أراد أولاد أسد الله الکرّار، «وأبناءکم» أولادکم، «ونساءنا» أراد ولده الودود عرس أسد الله وأهله، «ونساءکم» أعراسکم «وأنفسنا» أراد ولد عمّه أسد الله...

الخ[36] .

وأخرج الشيخ إسماعيل الحقّي في تفسيره المخطوط:

(فأتوا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) وقد خرج محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها (رض) وهو يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا)[37] .

وقال في تفسير (الجلالين) في تفسير هذه الآية:

(وقد دعا ـ يعني: رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) ـ وفد نجران لذلک لما حاجّوه فيه، فقالوا: حتي ننظر في أمرنا ثم نأتيک، ثم قال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوّته، وأنّه ما باهل قوم نبياً، إلاّ هلکوا، فودّعوا الرجل وانصرفوا.

فأتوه وقد خرج (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي، وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم) لهم:

إذا دعوتُ فأمّنوا.

فأبوا (النصاري) أنْ يلاعنوا، وصالحوه علي الجزية[38] .

وروي أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، في تفسيره قال:

حدثني محمد بن سنان، (بالإسناد المذکور) عن غلباء بن أحمر اليشکري، قال: لمّا نزلت هذه الآية:

«فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَکُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَکُمْ» الآية:

أرسل رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) إلي علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، ودعا اليهود ليلاعنهم، فقال شاب من اليهود: ويلکم، أليس عهدکم بالأمس إخوانکم الذين مُسخوا قردة وخنازير، لا تلاعنوا فانتهوا[39] .

وروي (المفسّر الشافعي) نظام الدين، الحسن بن محمد بن الحسين النيسابوري في تفسيره، قال: وروي أنّه (صلي الله عليه وسلّم) لما نزلت هذه الآية، خرج وعليه (صلي الله عليه وآله وسلّم) مرط من شعر أسود، وکان (صلي الله عليه وآله) قد احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه (صلي الله عليه وسلّم) وعلي (عليه السلام) خلفها وهو يقول (لهم): إذا دعوتُ فأمّنوا.

فقال أسقف نجران: يا معشر النصاري إنّي لأري وجوهاً، لو دعت الله أنْ يزيل جبلاً من مکانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلکوا، ولا يبقي علي وجه الأرض نصراني إلي يوم القيامة[40] .

وأخرج النسقي في تفسيره ذلک قال (وقد غدا (صلي الله عليه وآله وسلّم) محتضناً للحسين آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها، وهو يقول (صلي الله عليه وآله وسلّم) (إذا دعوت فأمنّوا)[41] .

وقد ذکر ذلک معظم المفسّرين.

(منهم) الشيخ أحمد مصطفي المراغي في تفسيره الکبير، قال:

(وروي أنّ النبي (صلي الله عليه وسلّم) اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما (عليهم الرضوان) وخرج بهم، وقال (صلي الله عليه وسلّم) إنْ أنا دعوت فأمّنوا أنتم)[42] .

(ومنهم) محمد محمود حجازي (من علماء الأزهر) في تفسيره الکبير المسمّي بـ (التفسير الواضح) قال:

وروي: أنّ النبي (صلي الله عليه وسلّم) لمّا حاجُّوه بعد هذا، طلب منهم المباهلة وخرج هو، والحسن والحسين وفاطمة وعلي، فلمّا طلب منهم المباهلة قالوا أنظرنا....).

ثم قال: (إنّ الکل قد أجمع علي أنّهم طولبوا بالمباهلة فأبوا، وقد خرج محمد (صلي الله عليه وسلّم) وآل بيته الکرام لمباهلتهم)[43] .

(ومنهم) الشيخ سليمان العجيلي (الشافعي) في تفسيره، المتکفل لبيان الدقائق الخفيّة، في تفسير الجلالين، قال ـ بعد ذکر الواقعة ـ:

(وقال (صلي الله عليه وسلّم): والذي نفسي بيده إنّ الهلاک قد تدلّي علي أهل نجران، ولو لاعنوا لمُسخوا قردةً وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله...)[44] .

(ومنهم) ابن الجوزي، جمال الدين بن علي بن محمد البغدادي في تفسيره، قال في تفسير سورة آل عمران:

(لمّا نزلت هذه الآية «تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَکُمْ» دعا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) علياً، وفاطمة، وحسناً وحسيناً فقال، اللّهم هؤلاء أهلي...)[45] .

(ومنهم) العلاّمة الحنفي، الشيخ علي المهايمي في تفسيره، قال: (فأتوا رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد غدا محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن، وفاطمة خلفه، وعلي خلفها، وهو (صلي الله عليه وسلّم) يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا....)[46] .

(ومنهم) صاحب تاج التفاسير، قال في تفسير سورة آل عمران عند آية المباهلة:

(فخرج النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وهو يقول: إذا دعوتُ فأمّنوا)[47] .

(ومنهم) الحافظ الشوکاني، محمد بن علي بن محمد اليماني الصنعائي، صاحب (نيل الأوطار) في تفسير المسمّي بـ (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) قال عند آية المباهلة:

(قال جابر: «أنفسنا وأنفسکم» رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وعلي، «وأبناءنا» الحسن والحسين «ونساءنا» فاطمة).

ثم قال: وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاکم والبيهقي، عن سعد بن أبي وقّاص قال: لمّا نزلت هذه الآية «قل تعالوا» دعا رسول الله (صلي الله عليه وآله) علياً، وفاطمة، وحسناً وحسيناً فقال، اللّهم هؤلاء أهلي)[48] .

(ومنهم) الحافظ الکلبي، محمد بن أحمد بن جزي، في تفسيره المسمّي بـ (التسهيل لعلوم التنزيل) في تفسير آية المباهلة قال:

(ولمّا نزلت الآية أرسل رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) إلي علي وفاطمة والحسن والحسين، ودعا نصاري نجران إلي الملاعنة أنْ يهلهکم الله، أو يمسخهم الله قردة وخنازير، فأبوا من الملاعنة وأعطوا الجزية)[49] .

(ومنهم) قاضي القضاة، أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، في تفسيره الموسوم بـ (إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الکريم) عند تفسير آية المباهلة من سورة آل عمران قال:

(فأتوا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) وقد غدا محتضناً الحسين، أخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها (رضي الله عنهم أجمعين) وهو (صلي الله عليه وآله وسلّم) يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا...)[50] .

(ومنهم) الشيخ النووي الجاوي، الملّقب بسيّد علماء الحجاز، في تفسيره الموسوم بـ (مراح لبيد) قال في تفسير آية المباهلة:

(فأتوا رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) وقد خرج من بيته إلي المسجد، وعليه مرط من شعر أسود، محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها (رضي الله عنهم أجمعين) وهو يقول لهؤلاء الأربعة: إذا دعوتُ فأمّنوا...)[51] .

وقد ذکر نحو هذا الحديث بنفس التعبيرات والألفاظ کلٌّ من:

أبي الحسن الواحدي في تفسيره المسمّي بـ (تفسير القرآن العزيز) المطبوع بهامش تفسير النووي المسمّي بـ (مراح لبيد) الآنف ذکره[52] .

وجلال الدين السّيوطي، في کتاب (معترک الأقران في إعجاز القرآن)[53] .

والحافظ البغوي، ابن محمد الحسين القرّاء في تفسيره (معالم التنزيل)[54] .

والشيخ نعمة الله (الحنفي) النخجواني في تفسيره، فإنّه قال بعد نقل قصّة المباهلة: (وهذه الرواية کالمتَفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث[55] .

وکذا الشيخ محمد عبده (المصري) في تفسيره قال:

(والروايات متفقة علي أنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما)[56] .

وذکر المناشدة التي تحتوي علي ذلک أيضاً، المحدِّث الشهير في تاريخه الکبير (تاريخ دمشق) قسم ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام)[57] .

وأورد أحاديث اختصاص المباهلة بالخمسة أصحاب الکساء، علاّمة الشوافع، عبد الرحمن بن أبي بکر السّيوطي في تفسيره[58] ولبابه[59] .

وفي الباب حديث سعد بن أبي وقّاص في ذلک، أخرجه مسلم في صحيحه[60] .

والترمذي في الجامع الصحيح له[61] .

وأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ في مسنده[62] .

والبيهقي في سننه[63] .

والحاکم في مستدرکه وصحيحه[64] .

وقال أبو البقاء الرازي في تفسيره (البيان في إعراب القرآن):

(... فأتوه (صلي الله عليه وآله وسلّم) وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال (صلي الله عليه وآله وسلّم) لهم: إذا دعوت فأمنوا، فأبوا أنْ يلاعنوا وصالحوه علي الجزية...)[65] .

وفي (کتاب الأربعين المنتقي من مناقب المرتضي) لأبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني (بسنده المذکور)، عن سعد بن أبي وقّاص ـ في حديث قال: ـ

(... ولمّا نزلت هذه الآية ـ ندع أبناءنا وأبناءکم ـ دعا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)[66] .

وأخرجه أيضاً مع تفاوت في بعض الجمل، واتفاق في أصل المعني کلٌّ من:

علاّمة الشوافع، ابن حجر العسقلاني في الإصابة[67] .

والحافظ أبو نعيم الإصبهاني، في دلائل النبوّة، ذکر ذلک من حديث ابن عباس[68] .

والحاکم النيسابوري، في کتابه معرفة علوم الحديث[69] .

(وممّن) نقل ذلک أيضاً أبو حيّان الأندلسي في تفسيره الکبير قال:

(وفسّر علي هذا الوجه الأبناء بالحسن والحسين، وبنسائه فاطمة، والأنفس بعلي... لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)[70] .

ونقله بنصّه في تفسيره المختصر (النهر الماد من البحر)[71] .

ولعلّک لا تجد تفسيراً للقرآن الحکيم، أو کتاباً في الحديث النبوي، أو تاريخاًـ إلاّ النادر النادر ـ لا يحتوي علي ذکر هذه القصّة، واختصاصها بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليه وعليهم الصلاة والسلام).

«إِنَّ أَوْلَي النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ».

آل عمران/ 68.

أخرج أبو العباس القلقشندي (الشافعي) في موسوعته الکبيرة (صبح الأعشي) رسالة لأمير المؤمنين (عليه السلام) جواباً إلي معاوية بن أبي سفيان، يذکر فيها بعض فضائله وفضائل أهل البيت (عليهم السلام) ومقابلها من رذائل معاوية ورذائل بني أُمية. وهي رسالة مطولة وقد جاء فيها:

(وکتاب الله يجمع لنا ما شذَّ عنا، وهو قوله سبحانه تعالي:

«وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي کِتابِ اللهِ».

وقوله تعالي:

«إِنَّ أَوْلَي النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ».

فنحن مرة أولي بالقرابة، وتارة أولي بالطاعة)[72] .

(أقول) أورد هذه الرسالة الشريف الرضي ـ رضوان الله عليه ـ في (نهج البلاغة) ولکن حيث التزمنا في هذا الکتاب النقل عن مصادر غير الشيعة نقلناها عن صبح الأعشي.

ونقلها أيضاً عبد الحميد، بن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج[73] .

وممن نقل هذه الرسالة أيضا،ً شهاب الدين النويري في نهاية الأدب[74] .

(ونقلها) قبل هؤلاء جميعاً، أبو محمد أحمد بن أعثم الکوفي، في کتاب الفتوح[75] .

ولا يخفي أنَّ هذه الکتب نقلت الرسالة ببعض اختلاف في الألفاظ، أو في بعض الجمل، أو بزيادة أو نقصان.

وأخرج نور الدين، علي بن إبراهيم الحلبي (الشافعي) في سيرته المسمّاة بـ (إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون) عن ابن عباس عن رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) أنّه قال:

(عليٌّ منّي مثل رأسي من بدني)[76] .

(أقول) الظاهر أنّ هذا بمعني عدم المفارقة بينهما، کما أنّه لا يفارق الرأس البدن، وإلاّ زالت الحياة، وهذا کما ورد في الحديث الشريف من أنّ (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) بمعني أنّ الإيمان بلا صبر، والصبر بلا إيمان لا يستقيم، لا أنّ معناه أنّ أهم جزء في الإيمان هو الصبر.

وهذا هو في المعني نظير الحديث الذي رواه (العالم الشافعي) الکنجي، عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) يقول:

کنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله، مطيعاً يسبح الله ذلک النّور ويقدّسه، قبل أنْ يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم رکز ذلک النّور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتي افترقا في صلب عبد المطلب، فجزءٌ أنا وجزءٌ علي[77] .









  1. الإصابة في تمييز الصحابة/ ج1/ ص22.
  2. کنز العمال/ ج6/ ص390-391.
  3. ينابيع الموّدة/ ص521.
  4. شواهد التنزيل/ ج1/ ص29.
  5. ينابيع الموّدة/ ص73.
  6. تفسير فرات الحديث/ 30/ ص9/ طبع النجف الأشرف.
  7. المناقب المائة/ المنقبة الواحدة والثلاثون/ ص20-21.
  8. المناقب لابن المغازلي/ ص112.
  9. المناقب للخوارزمي/ ص246.
  10. فرائد السمطين/ الباب 58.
  11. الصواعق المحرقة/ ص75و93.
  12. ميزان الاعتدال للذهبي/ ج1/ ص205.
  13. الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج3/ ص35.
  14. کفاية الطالب/ ص242.
  15. خصائص أمير المؤمنين للنسائي/ ص40.
  16. کفاية الطالب/ ص175.
  17. المستدرک علي الصحيحين/ ج2/ ص148.
  18. مسند ابن حنبل/ ج6/ ص289.
  19. مسند أبي داود/ ج3/ ص90.
  20. الإصابة/ ج1/ القسم الرابع/ ص125.
  21. الإمامة والسياسة/ ج2/ ص106.
  22. أعلام النساء/ ج2/ ص261.
  23. النهاية في غريب الحديث/ ج1/ ص89.
  24. صحيح مسلم/ ج4/ ص2235.
  25. کفاية الطالب/ ص174.
  26. کتاب الأربعين المنتقي (المخطوط) الحديث (49).
  27. شواهد التنزيل/ ج1/ ص117.
  28. شواهد التنزيل/ ج1/ ص433-434.
  29. شواهد التنزيل/ ج1/ ص118-119.
  30. تفسير البيضاوي/ سورة آل عمران/ الآية (37).
  31. ذخائر العقبي/ ص45.
  32. کفاية الطالب/ ص367-369.
  33. شواهد التنزيل/ ج1/ ص58.
  34. غاية المرام/ ص326.
  35. عيون التفاسير المعروف بـ(تفسير الشيخ). الصفحة الثانية/ الورقة 67.
  36. سواطع الإلهام المخطوط/ لا أرقام لصفحاته.
  37. روح البيان/ ص1/ الورقة 117.
  38. تفسير الجلالين / ج1/ ص283 ـ بهامش الفتوحات الإلهية.
  39. جامع البيان في تفسير القرآن/ ج3/ ص213.
  40. تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان (بهامش تفسير الطبري) / ج3/ ص213.
  41. مدارک التنزيل وحقائق التأويل/ ج1/ ص221.
  42. تفسير المراغي/ ج3/ ص171.
  43. التفسير الواضح/ ج3/ ص58.
  44. الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية/ 1/ ص283.
  45. زاد المسير في علم التفسير/ ص399.
  46. بتعبير الرحمان، وتيسير المنان/ ج1/ ص114.
  47. تاج التفاسير/ ج1/ ص61.
  48. فتح القدير/ ج1/ ص316.
  49. التسهيل لعلوم التنزيل/ ج1/ ص109.
  50. تفسير أبي السعود/ ج1/ ص244.
  51. تفسير مراح لبيد/ ج1/ 102.
  52. تفسير القرآن العزيز/ ج1/ ص102.
  53. معترک الأقران/ ص562.
  54. معالم التنزيل/ ص63.
  55. تفسير الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية/ ج1/ ص112.
  56. تفسير القرآن الحکيم/ ج3/ ص322.
  57. تاريخ دمشق/ ج38/ ص39 الحديث 1131.
  58. الدّر المنثور/ ج4/ ص38.
  59. لباب النقول/ ص75.
  60. صحيح مسلم/ ج7/ ص120.
  61. صحيح الترمذي/ ج4/ ص293.
  62. أحمد بن حنبل/ ج1/ ص185.
  63. سنن البيهقي/ ج7/ ص63.
  64. المستدرک علي الصحيحين/ ج3/ ص150.
  65. تفسير التبيان في إعراب القرآن، لأبي البقاء/ عند تفسير سورة آل عمران.
  66. کتاب الأربعين المنتقي مخطوط/ الحديث (54).
  67. الإصابة في تمييز الصحابة/ ج2/ ص503.
  68. دلائل النبوة/ ص298.
  69. معرفة علوم الحديث/ ص50.
  70. تفسير البحر المحيط/ ج2/ ص497.
  71. تفسير النهر الماد من البحر ـ هامش البحر المحيط ـ / ص497.
  72. صبح الأعشي/ ج1/ ص229.
  73. شرح نهج البلاغة/ طبع بيروت في أربعة مجلدات/ ج3/ ص447.
  74. نهاية الأدب/ ج7/ ص233.
  75. کتاب الفتوح/ ج2/ ص961.
  76. السير الحلبية/ ج1/ ص34.
  77. کفاية الطالب/ ص176.