سوره فاتحه











سوره فاتحه



(وفيها ثلاث آيات)

1ـ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» الآية 1.

2ـ «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» الآية 6.

3ـ «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» الآية 7.

«بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ»

سورة الفاتحة، الآية 1.

روي الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي (الحنفي) المتوفي (1294هـ) في کتابه ينابيع الموّدة، قال:

وفي الدّر المنظم (لابن طلحة الحلبي الشافعي):

(اعلم أنّ جميع أسرار الکتب السّماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء).

ثم قال: قال الإمام علي کرّم الله وجهه:

(أنا النّقطة التي تحت الباء)[1] .

(أقول) لعلّ المقصود بذلک هو أنّ الباء بلا نقطة يکون حرفاً مهملاً لا دلالة له علي شيء، فـ (بسم الله الرحمن الرحيم) بلا نقطة الباء لا تعني شيئاً، ولا تدلُّ علي شيء، وهکذا منزلة علي بن أبي طالب بالنسبة للقرآن، فعلي هو القرآن الناطق[2] الذي بدونه لا يتمُّ الإيمان بالقرآن، وبجهاده استقام الإسلام ـ کما في الحديث النبوي الشريف ـ وبولايته أکمل الله الدين، وأتمَّ الله علي عباده النعمة، ورضي بها لهم الإسلام ديناً، في قوله تعالي:

«الْيَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِينَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَکُمُ الإِسْلامَ دِيناً»[3] .

فالدين بدون ولاية علي بن أبي طالب ناقص.

والنعمة بدون ولاية علي بن أبي طالب نعمة ناقصة.

والإسلام بدون ولاية علي بن أبي طالب ليس إسلاماً.

(ولا يخفي) أنَّ مقتضي هذا الحديث الذي أخرجه هذا العالم الحنفي هو أنْ نذکر کل البسملات الواردات في القرآن الحکيم، نذکرها في شأن علي بن أبي طالب، وهي مائة وأربع عشرة بسملة، إلاّ أنّنا نکتفي بذکر أول بسملة ونوکل علم ذلک إلي ما نبّهنا عليه لمن أراد أنْ يتذکر.

وأخرج الحافظ القندوزي هذا، عن الحکيم الترمذي محمد بن علي، في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين، قال ابن عباس (رضي الله عنه): يشرح لنا علي (رضي الله عنه) نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلةً، فانفلق عمودُ الصّبح وهو بعدُ لم يفرغ الخ[4] .

«اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ»

سورة الفاتحة، الآية 6.

أخرج إبراهيم بن محمد الحمويني (الشافعي) في کتابه (فرائد السمطين) روي بإسناده عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (يعني محمد بن علي الباقر) قال سمعته يقول:

(نحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح، والصراط المستقيم إلي الله)[5] .

وروي (الثعلبي)[6] في تفسيره (کشف البيان في تفسير القرآن)، في تفسير قوله تعالي: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» قال مسلم بن حيّان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله.[7] .

وأخرج (وکيع بن الجراح) في تفسيره، بإسناده عن عبد الله بن عباس في قوله: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلي حبّ محمد وأهل بيته.[8] .

وأخرج هذا المعني عديد من المفسّرين والمحدِّثين.

منهم السيّد أبو بکر الشافعي في (رشفة الصّادي)[9] .

ومنهم الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع الموّدة، أورد أحاديث عديدةً في ذلک[10] وآخرون غيرهما.

«صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ»

سورة الفاتحة، الآية 7.

أخرج (الحافظ) الحاکم الحسکاني (الحنفي) في شواهد التنزيل، بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالي: «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» قال: النبيُّ ومن معه، وعلي بن أبي طالب وشيعته.[11] .









  1. ينابيع الموّدة، ص69.
  2. أورد القندوزي هذا قال: قال الإمام علي (رضي الله عنه): (أنا القرآن الناطق). ينابيع الموّدة، ص69.
  3. سورة المائدة، الآية 3.
  4. ينابيع الموّدة، ص70.
  5. غاية المرام، ص246.
  6. هو أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري، صاحب التفسير الکبير المعروف المتوفي عام (427 أو 437) وقد ترجم له الکثير، منهم عبد الله أسعد اليمني المعروف بـ(اليافعي) في کتابه (مرآة الجنان) ج3، ص46.

    ومنهم الشافعي السّيوطي في (طبقات المفسّرين)، ص5.

    و(منهم) أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، في کتابه (أبناء الرّواة)، ج1، ص119.

    و(منهم) ياقوت الحموي في (معجم الأدباء)، ج5، ص35.

    وآخرون....

  7. غاية المرام، ص246.
  8. غاية المرام، ص246.
  9. رشفة الصّادي، ص25.
  10. ينابيع الموّدة، ص114.
  11. شواهد التنزيل، ج1، ص66.