سوره حجر











سوره حجر



(وفيها سبع آيات)

1- رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ کَفَرُوا لَوْ کانُوا مُسْلِمِينَ / 2.

2- قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ / 41.

3- إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ / 45.

4- وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً / 47.

5- إِنَّ فِي ذلِکَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ / 75.

6- فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ / 92.

7- فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِينَ / 94.

«رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ کَفَرُوا لَوْ کانُوا مُسْلِمِينَ».

الحجر/ 2.

الخوارج علي علي هم الذين کفروا.

روي السّيوطي (الشافعي) في (الدّر المنثور) عن تفسير قوله تعالي:

«رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ کَفَرُوا لَوْ کانُوا مُسْلِمِينَ».

بإسناده عن زکريا بن يحيي قال: سألت أبا غالب عن هذه الآية فقال: حدثني أبو أمامة عن رسول الله (صلي الله عليه وسلّم):

إنها نزلت في الخوارج حين رأوا (يعني يوم القيامة) تجاوز الله عن المسلمين، وعن الأمّة والجماعة قالوا: (يا ليتنا کنا مسلمين)[1] .

(أقول): الخوارج هم الذين حاربوا علياً بعد قصة (الحکمين) من بعد حرب معاوية في (صفين).

وهذه الآية تدلُّ علي أنّ محاربي علي يحشرون کفاراً، ويتمنون يوم القيامة لو لم يحاربوا علياً في الدنيا.

وهذا لا شک أنّه من أفضل المدح لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث إن محاربيه يعتبرهم الله تعالي کفّاراً.

«قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ).

الحجر/ 41.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني أبو بکر النجار (بإسناده المذکور) عن سلام بن المستنير الجعفي، قال: دخلت علي أبي جعفر ـ يعني الباقر ـ فقلت جعلني الله فداک إني أکره أنْ أشق عليک فإن أذنت لي أنْ أسألک؟

فقال: سلني عمّا شئت.

فقلت: أسألک عن القرآن؟

قال: نعم.

قلت: قول الله في کتابه: «قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ».

قال: صراط علي بن أبي طالب.

فقلت: صراط علي بن أبي طالب؟

فقال: صراط علي بن أبي طالب[2] .

وروي هو أيضاً قال: حدّثنا الحسين (بإسناده المذکور) عن عبد الله بن أبي جعفر، قال: حدثني أخي يعني: جعفر الصادق، حفيد رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) عن قوله (تعالي):

«هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ».

قال: هو أمير المؤمنين[3] .

(أقول): معني الروايتين هو: إنّ المقصود من قول الله ـ في جواب إبليس ـ: هذا صراط علي مستقيم هو صراط علي بن أبي طالب، وطريقة علي بن أبي طالب، لأن علياً هو الذي قال فيه النبي (صلي الله عليه وسلّم) في أحاديث عديدة:

(علي مع القرآن، والقرآن مع علي).

(علي مع الحق، والحق مع علي).

فصراط علي، هو صراط القرآن، وصراط القرآن، هو صراط علي.

وصراط علي، هو صراط الحق، وصراط الحق، هو صراط علي.

فأحدهما يدعو إلي الآخر، لا تفارق بينهما.

وأخرج نحواً من حديث سلام بن المستنير، أبو الحسن الفقيه، محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طرق العامّة، بسنده عن عمر بن الخطاب عن رسول الله (صلي الله عليه وسلّم)[4] .

«إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».

الحجر/ 45.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا منصور بن الحسين (بإسناده المذکور) عن أنس بن مالک عن النبي (صلي الله عليه وسلّم) قال:

(آلُ محمد کل تقي)[5] .

(أقول) سبق منّا عدة مرات: أنّ علي بن أبي طالب من آل محمد، بل هو سيّد آل محمد، کما دلَّ عليه متواتر الروايات.

«وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ».

الحجر/ 47.

روي العلاّمة الهندي (عبيد الله بسمل أمرتسري) في کتابه الکبير في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أحمد بن حنبل، بإسناده عن يزيد بن أبي أوفي قال:

- إنّ النبي (صلي الله عليه وآله وسلّم) قال لعلي (عليه السلام):

(أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله (صلي الله عليه وسلّم):

«إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ».[6] .

وروي هو أيضاً، عن مناقب أحمد بن موسي بن مردويه، عن أبي هريرة قال: قال علي:

يا رسول الله أيّما أحب إليک أنا أم فاطمة؟

قال (صلي الله عليه وسلّم): فاطمة أحبُّ إلي منک وأنت أعزُّ عليّ منها، وکأنّي أراک علي الحوض تذودُ عنه النّاس، وإنّ عليه الأباريق بعدد نجوم السماء، وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة.

ثم قرأ (صلي الله عليه وسلّم):

«إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ»[7] .

وروي صدر هذا الحديث (العالم الشافعي) الحافظ عز الدين، أبو الحسن الجزري المعروف بـ (ابن الأثير)[8] .

وأخرجه أيضاً ابن صبان الشافعي في (إسعاف الراغبين) بهامش نور الأبصار[9] .

وأخرجه أيضاً فقيه الشافعية، ابن حجر الهيثمي في صواعقه[10] .

وأخرجه أيضاً عالم الحنفية، علي المتقي الهندي في کنزه[11] .

وأخرجه آخرون غيرهم کثيرون.

وأخرج السّيوطي في تاريخ الخلفاء، عن ابن عمر في حديث المؤاخاة:

فقال علي: يا نبي الله ما لک لم تؤاخ بيني وبين أحد؟

فقال (صلي الله عليه وسلّم): (أنت أخي في الدنيا والآخرة)[12] .

«إِنَّ فِي ذلِکَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ».

الحجر/ 75.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا علي بن محمد بن عمر (بإسناده المذکور) عن عبد الله بن بنان، قال: سألت جعفر بن محمد عن قوله (تعالي):

«إِنَّ فِي ذلِکَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ».

قال: رسول الله أولهم، ثم أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم الله أعلم.

قلت: يا ابن رسول الله فما بالک أنت؟

قال: إنّ الرجل ربما کنّي عن نفسه[13] .

وأخرج ابن شاذان في مناقبه المائة، من طرق العامّة، بسنده عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ـ (صلي الله عليه وسلّم) ـ لعلي بن أبي طالب: (أنا نذير أمتي وأنت هاديها، والحسن قائدها والحسين سائقها، وعلي بن الحسين جامعها ومحمد بن علي عارفها وجعفر بن محمد کاتبها، وموسي بن جعفر محصيها، وعلي بن موسي الرضا معبرها ومنجيها وطارد مبغضيها ومدني مؤمنيها، ومحمد بن علي قائمها وسائقها، وعلي بن محمد سايرها وعالمها والحسن بن علي ناديها ومعطيها والقائم الخلف سايقها ومناشدها...

ثم قرأ (صلي الله عليه وسلّم): «إِنَّ فِي ذلِکَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ»[14] .

«فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ».

الحجر/ 92.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن وکيع، وعن سفيان[15] ، عن السّدي (في قوله تعالي):

«فَوَ رَبِّکَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ».

(قال): عن ولاية علي[16] .

«فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِينَ».

الحجر/ 94.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن السّدي في قوله تعالي:

«فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِينَ».

قال: قال السّدي، قال أبو صالح، قال ابن عباس:

أمره الله أنْ يظهر القرآن، وأنْ يُظهر فضائل أهل بيته کما أظهر القرآن[17] .









  1. غاية المرام/ ص242.
  2. شواهد التنزيل/ ج1/ ص60.
  3. شواهد التنزيل/ ج1/ ص61.
  4. المناقب المائة/ المنقبة الخامسة والثمانون/ ص50.
  5. شواهد التنزيل/ ج1/ ص216-217.
  6. أرجح المطالب/ ص73.
  7. أرجح المطالب/ ص73.
  8. أسد الغابة في معرفة الصحابة/ ج5/ ص523.
  9. إسعاف الراغبين/ ص158.
  10. الصواعق المحرقة/ ص117.
  11. کنز العمال/ ج6/ ص219.
  12. تاريخ الخلفاء/ ص114.
  13. شواهد التنزيل/ ج1/ ص322.
  14. المناقب المائة/ المنقبة السادسة/ ص4.
  15. هو: أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الکوفي، هو من تابعي التابعين، أدرک العديد منهم، وأخذ الکثير عنهم، وصنف في التفسير والحديث، روي له الحديث أصحاب الصحاح الستة في صحاحهم، وغيرهم أيضاً من المحدثين والمفسّرين في کتبهم، عدّ في أصحاب الصادق (عليه السلام) أيضاً وروي عنه، ونقل بعضاً من أحاديث فضل علي أمير المؤمنين وأهل البيت ـ عليهم السلام ـ مات عام (161) للهجرة علي الأرجح.

    ذکره وترجم له الکثير من المصنفين في الرجال والتاريخ، نذکر جملة منهم ـ من العامّة ـ للمراجعة:

    محمّد بن إسماعيل البخاري ـ صاحب الصحيح ـ في (التاريخ الکبير) ج2/ ق2/ ص93 (وله) بعض الخطأ في إسناد سفيان الثوري، نبّه علي ذلک الرازي في بيان أخطاء البخاري/ ص40.

    والبخاري نفسه أيضاً في (التاريخ الصغير) ص186.

    ومحمّد بن سعد کاتب الواقدي في (الطبقات الکبري) ج6/ ص260.

    وعبد الحي بن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1/ ص350.

    وخير الدين الزرکلي في الأعلام ج3/ ص158.

    وعبد الوهاب بن أحمد الشعراني في (لواقح الأنوار) ج1/ ص54.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص145.

    وعبد الرحمن بن أبي بکر السّيوطي في (تلخيص الطبقات) ص45.

    ومحمود بن أحمد العيني في (عمدة القاري) ج1/ ص340.

    وأحمد بن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج4/ ص111.

    وفي (تقريب التهذيب) ص151.

    ومحمّد بن محمّد الجزري في (غاية النهاية) ج1/ ص308.

    وأبو العبّاس القلقشندي في (نهاية الإرب) ج1/ ص30.

    وعبد القادر القرشي في (الجواهر المضيئة) ج1/ ص350.

    وآخرون أيضاً.

  16. شواهد التنزيل/ ج1/ ص325.
  17. شواهد التنزيل/ ج1/ ص325.