سوره يونس











سوره يونس



(وفيه تسع آيات)

1- وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ / 2.

2- إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ / 4.

3- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ / 9.

4- وَاللهُ يَدْعُوا إِلي دارِ السَّلامِ / 25.

5- أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي / 35.

6- وَيَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ / 53.

7- قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِکَ فَلْيَفْرَحُوا / 58.

8- أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ / 62.

9- وَأَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُيُوتاً / 87.

«وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ».

يونس/ 2.

روي الحافظ القندوزي (الحنفي) عن الحافظ أبي بکر بن مردويه في کتابه (المناقب) أنّه:

روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالي:

«وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ».

قال: نزلت في ولاية علي بن أبي طالب[1] .

«... إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ...».

يونس/ 4.

أخرج الحافظ الحسکاني (الحنفي) قال: حدثني علي بن موسي بن إسحاق (بسنده المذکور) عن ابن عباس قال:

ما في القرآن آية «الذين آمنوا وعملوا الصالحات» إلاّ وعليٌّ أميرها وشريفها[2] .

«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ».

يونس/ 9.

أخرج العلاّمة البحراني، عن الموفّق بن أحمد (الحنفي) بسنده المذکور عن علي (کرّم الله وجهه) عن رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) قال:

أي علي، ألم تسمع قول الله تعالي: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ»؟

أنت وشيعتک[3] .

«وَاللهُ يَدْعُوا إِلي دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

يونس/ 25.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني کتابة (بإسناده المذکور) عن عبد الله بن عباس في تفسير قول الله تعالي:

«وَاللهُ يَدْعُوا إِلي دارِ السَّلامِ».

يعني به: الجنّة.

«وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

يعني به: إلي ولاية علي بن أبي طالب[4] .

«أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدي فَما لَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ».

يونس/ 35.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: في العتيق، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد (بإسناده المذکور) عن ابن عباس قال:

اختصم قوم إلي النبي (صلي الله عليه وسلّم) فأمر بعض أصحابه أنْ يحکم بينهم، فلم يرضوا به، فأمر علياً، فحکم بينهم، فرضوا به.

فقال لهم بعض المنافقين: حکم عليکم فلان فلم ترضوا به، وحکم عليکم علي فرضيتم به، بئس القوم أنتم. فأنزل الله في علي.

«أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ» إلي آخر الآية.

وذلک أنَّ علياً کان يوفق لحقيقة القضاء)[5] .

«وَيَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ».

يونس/ 53.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرني أبو بکر المعمري (بإسناده المذکور) عن يحيي بن سعيد[6] عن جعفر الصادق، عن أبيه في قول الله تعالي:

«وَيَسْتَنْبِئُونَکَ أَ حَقٌّ هُوَ».

قال: يستنبؤنک يا محمد أهل مکة عن علي بن أبي طالب أ إمام؟

«قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ»[7] .

«قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِکَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ ممّا يَجْمَعُونَ».

يونس/ 58.

روي الخطيب البغدادي (بإسناده المذکور) عن ابن عباس في قوله تعالي:

«قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ» الآية.

قال (يعني: ابن عباس):

بفضل الله: النبي (صلي الله عليه وسلّم)

وبرحمته: علي (کرّم الله وجهه)[8] .

وأخرجه أيضاً مفسّر الشافعية، جلال الدين بن أبي بکر السّيوطي في تفسيره[9] .

والعلاّمة الکنجي الشافعي في کفايته[10] .

وآخرون أيضاً.

«أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ».

يونس/ 62.

روي الحافظ الحاکم الحسکاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل (بإسناده المذکور) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلّم):

(إنّ من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء، تحابوا بروح الله علي غير مال ولا عرض من الدنيا، وجوههم نور، لا يخافون إذا خاف النّاس، ولا يحزنون إذا حزنوا، أتدرون من هم؟

قلنا: لا يا رسول الله (صلي الله عليه وآله).

قال: (هم) علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر، وعقيل.

ثم قرأ رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) (قوله تعالي):

«أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»[11] .

وأخرج علاّمة الأحناف، أخطب الخطباء، الموفّق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه قال: وأنبأني الإمام الحفاظ صدر الحافظ أبو العلاء، الحسن بن أحمد العطار الهمداني (بإسناده المذکور) عن ثابت، عن أنس، عن النبي (صلي الله عليه وسلّم) ـ في حديث ـ قال:

(إنّ علياً وذريته ومحبيهم السابقون الأولون إلي الجنّة.

وهم جيران الله وأولياء الله...)[12] .

(أقول) ثبت في علوم الأدب: أنَّ هکذا جملة تفيد الحصر، نظير «هو الله أحد»[13] فلاحظ.

«وَأَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَکُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ».

يونس/ 87.

وري الفقيه الشافعي (ابن المغازلي) عن محمد بن أحمد بن عثمان (بإسناده المذکور) عن حذيفة بن أسيّد الغفاري قال: لمّا قدم أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلّم) لم يکن لهم بيوت يبيتون فيها، فيحتلمون، ثم إنَّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلي المسجد، وإنّ النبي (صلي الله عليه وسلّم) بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادي أبا بکر فقال (صلي الله عليه وآله): إنّ الله أمرک أنْ تخرج من المسجد، فقال: سمعاً وطاعة، فسدّ بابه طاعة وخرج من المسجد.

ثم أرسل (صلي الله عليه وآله) إلي عمر، فقال: إنّ رسول الله (صلي الله عليه وسلّم) يأمرک أن تسد بابک في المسجد وتخرج منه فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، غير أني أرغب إلي الله في خوخة إلي المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثم أرسل (صلي الله عليه وسلّم) إلي عثمان، وعنده رقية فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله فسدّ بابه وخرج من المسجد.

ثم أرسل (صلي الله عليه وسلّم) إلي حمزة فسدّ بابه وقال: سمعاً وطاعة.

وعلي علي ذلک يتردد، لا ندري ما هو؟ فيمن يقيم؟ أو فيمن يخرج؟

وکان النبي (صلي الله عليه وسلّم) قد بني له بيتاً في المسجد بين أبياته.

فقال له النبي (صلي الله عليه وآله): اسکن طاهراً مطهراً، فبلغ حمزة قول النبي (صلي الله عليه وآله) لعلي، فقال: يا محمد تخرجنا وتمسک علي بن أبي طالب؟

فقال النبي (صلي الله عليه وسلّم): لو کان الأمر لي ما جعلتک من دونهم من أحد، والله ما أعطاه إيّاه إلاّ الله، وإنّک لعلي خير من الله ورسوله أبشر، فبشّره النبي (صلي الله عليه وسلّم) فقتل يوم أُحد شهيداً.

ومعه من ذلک رجال علي علي فوجدوا في أنفسهم، وتبيّن فضله عليهم، وعلي غيرهم من أصحاب النبي (صلي الله عليه وسلّم) فبلغ ذلک النبي (صلي الله عليه وسلّم) فقام خطيباً فقال:

(إنّ رجالاً لا يجدون في أنفسهم في أنْ أُسکن علياً في المسجد، والله ما أخرجتهم ولا أسکنته، إنّ الله عزّ وجلّ أوحي إلي موسي وأخيه «أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَکُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ»..

وأمر موسي (عليه السلام): أنْ لا يسکن مسجده ولا ينکح فيه، ولا يدخله إلاّ هارون وذريته، وإنّ علياً بمنزلة هارون من موسي، وهو أخي دون أهلي، ولا يحل مسجدي لأحد ينکح فيه النساء إلاّ علي وذريته، فمن شاء فهاهنا ـ وأومأ نحو الشام ـ[14] .

(أقول) في هذا الحديث موارد تحتاج إلي توضيح.

(الأول) قول عمر: (إنّي أرغب في خوخة) هذا مرويّ عن عمر، وعن أبي بکر، ولا مانع في أنْ يکون کلّ واحد منهما طلب الخوخة، ولکن الرسول (صلي الله عليه وآله) أبي عليهما.

(الثاني) قوله (وعلي علي ذلک يتردد) يعني: الأمر يتردد فيما بيننا لا أنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) يتردد، لأنّه لا تردّد عنده (صلي الله عليه وآله).

(الثالث) المقصود بذرية علي هم الأئمة المعصومون، الذين ثبت بالنصوص جواز الجنابة لهم في المسجد،لا کلّ ذرية علي وأولاده إلي يوم القيامة.

(الرابع) (فمن شاء فهاهنا) لعل المراد به: من شاء أن يجنب في المسجد فليخرج من الإسلام لأنَّ الشام کان أهلها کفاراً، ولأنّ الخروج عن طاعة النبي (صلي الله عليه وآله) کفر.









  1. ينابيع الموّدة/ ص161.
  2. شواهد التنزيل/ ج1/ ص21.
  3. غاية المرام/ ص327.
  4. شواهد التنزيل/ ج1/ ص263.
  5. شواهد التنزيل/ ج1/ ص265.
  6. هو: أبو نصر (أو أبو سعيد) يحيي بن سعيد بن قيس الأنصاري، من بني مالک بن النجار کان قاضياً بالمدينة، ثم تولي القضاء بالهاشمية (في العراق) وتوفي بها، من کبار التابعين، روي عن عدد من الصحابة وجمع من التابعين، وروي عنه الکثير من التابعين وتابعيهم، أخرج أصحاب الصحاح الستة في صحاحهم، وغيرهم أيضاً في مجاميعهم أحاديثه، نقل بعض فضائل أهل البيت وفضائل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) وري عن الإمام الصادق (عليه السلام) بعض الأحاديث، وعُدَّ في أصحابه أيضاً، مات عام (143) للهجرة وقيل غير ذلک ذکره وترجم له الکثير من المؤرخين، وأصحاب الرجال والسير، نذکر عدداً منهم ـ من العامّة ـ للمراجعة وهم: ـ

    عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في (المعارف) ص253.

    وأحمد بن عمر رسته في (الأعلاق النفسية) ص223.

    ومحمّد بن أحمد الدولابي في (الکُني والأسماء) ج1/ ص88.

    ومحمّد بن إسماعيل البخاري ـ صاحب الصحيح ـ في (التاريخ الصغير) ص168.

    وفي (التاريخ الکبير) ج4/ ق2/ ص275.

    ومسلم بن الحجاج النيسابوي ـ صاحب الصحيح ـ في (المنفردات) ص11.

    ومحمّد بن جرير الطبري في (الذيل المذيل) ص122.

    وفيه ذکره بکنية (أبو يزيد).

    والحاکم النيسابوري في (معرفة علوم الحديث) ص64.

    وابن أبي حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) ج4/ ق2/ ص147.

    والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج14/ ص101.

    ومحمّد بن طاهر القيراني في (الجمع بين رجال الصحيحين) 561.

    وعلي بن محمّد بن الأثير الجزري في (الکامل في التاريخ) ج5/ ص206.

    وأبو المؤيّد الخوارزمي في (جامع المسانيد) ج2/ ص571.

    وخير الدين الزرکلي في (الأعلام) ج9/ ص181.

    وعبد الحي بن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) ج 1/ص212.

    وأحمد بن عبد الله الخزرجي في (خلاصة تهذيب التهذيب) ص324.

    ويوسف بن تفري بردي في (النجوم الزاهرة) ج1/ ص351.

    وجلال الدين السّيوطي في (تلخيص الطبقات) ص26.

    ومحمود بن أحمد العيني في (عمدة القارئ) ج1/ ص22.

    وابن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب) ج11/ ص221.

    وفي (تقريب التهذيب) ص391.

    وأبو زکريا النواوي في (تهذيب الأسماء) ص424.

    والعلاّمة الذهبي في (تذکرة الحفّاظ) ج1/ ص129.

    وعبد الله بن أسعد اليافعي في (مرآة الجنان) ج1/ ص294.

    وابن کثير الدمشقي في (البداية والنهاية) ج10/ ص80.

    وآخرون أيضاً...

  7. شواهد التنزيل/ ج1/ ص267.
  8. تاريخ بغداد/ ج5/ ص15.
  9. الدّر المنثور/ ج3/ ص308.
  10. کفاية الطالب/ ص237.
  11. شواهد التنزيل/ ج1/ ص270.
  12. المناقب للخوارزمي/ ص32.
  13. سورة التوحيد/ آية1.
  14. المناقب لابن المغازلي/ ص253-255.