المقدمة











المقدمة



في الحقيقة أن الحديث عن منزلة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ودوره في نشر رسالة الإسلام الحنيف وإکمال الدين، وإتمام النعمة، هو حديث ذو أهمية قصوي، لأنه يتناول جوهر إيمان المؤمن، وصدقه في موالاته لرسول الله الأکرم (صلي الله عليه وآله)؛ حيث قال (صلي الله عليه وآله): «علي أقضي أمتي بکتاب الله، فمن أحبني فليحبه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحب علي» [مسند احمد بن حنبل، ص26، ج5].

الکتب التي تناولت هذا الموضوع ليست قليلة، ولعل المطالع لها يکتشف بسهولة أوجه التقارب والشبه بينها، في کثير من الموضوعات، من حيث الإتيان بأدلة الطرفين ـ شيعةً وسنةً ـ التي تتظافر وتتحالف علي التسليم بحق الإمام علي (عليه السلام) ومنزلته في الإسلام، وقربه إلي رسول الإسلام (صلي الله عليه وآله)، أو دحض بعض الأدلة المخالفة، أو تلک التي لا تنفي الحق، بل تنتقص منه و... الخ.

أما الکتاب الذي نحن بصدده في هذه العجالة، فهو کتابٌ متميزٌ حقاً، من جهة أنه اقتصر في بيان حق ومنزلة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في

القرآن الکريم، علي الأدلة الکثيرة التي يعضد بعضها بعضاً في هذا الشأن، والواردة عن طريق کتب (العامة). جاء في التقدمة التي قدمها المؤلف السيد المرجع(دام ظله): هذه مجموعة من الآيات القرآنية في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) تنزيلاً، أو تأويلاً، أو مصداقاً أکمل وفرداً أتم، أو تنظيراً ـ جمعتها من کتب (العامة) سواء ما نقلتها منها مباشرةً، أو بواسطة کتاب آخر قد نقل عنها مما ذکرته في محله وأشرت إليه. وطبعاً الکتاب يتقصي الآيات المبارکة التي تتطرق إلي شأن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ابتداءً من سورة الفاتحة وحتي سورة الکهف.

القطع: کبير

عدد الصفحات: 503

عدد الطبعات: 3

سنة الطبع: 1421 هـ / 2001 م

تحميل نسخة الکتاب کاملة

المقدمة الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة علي سيّد المرسلين، وآله الأئمة الطاهرين.

(وبعد) فيقول الرّاجي عفو ربِّه وقبول أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جعله الله تعالي قسيماً للجنة والنّار (هذه) مجموعة من الآيات القرآنية في حقِّ أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) تنزيلاً، أو تأويلاً، أو مصداقاً أکمل وفرداً أتم، أو تنظيراً، جمعتُها من کتب (العامّة) سواء ما نقلتها منها مباشرة، أم بواسطة کتاب آخر قد نقل عنها، ممّا ذکرته في محله وأشرت إليه.

واعتمدت أکثر الشيء ـ في ما نقلته ـ علي ثلاثة کتب هي: (شواهد التنزيل) للفقيه الحنفي الحاکم الحسکاني، و (غايةُ المرام) للسيّد هاشم البحراني ـ ممّا نقله عن کتب العامّة فقط، ولم أنقل عنه ما نقل عن کتب الشيعة ـ و (ينابيع الموّدة) للعالم الحنفي الحافظ سليمان القندوزي، وأنْ نقلت متفرقات کثيرة من عشرات الکتب الأخري.

ولم أتعرض لذکر آيات وردت بحقِّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) في کتب الشيعة، ممّا لم أجدْ لها مصدراً من تفاسير وکتب العامّة، ليکون کتابي هذا متمحضاً في منقولات (العامّة).

وکثيراً ما کانت أحاديث کثيرة واردة من طرق العامّة، في بيان نزول آية بحق أمير المؤمنين (عليه السلام) غير أنّي اقتصرت منها علي حديث أو حديثين أو بضع أحاديث فقط، لاختلاف الأسانيد أو المصادر أو المتن ـ علي الأغلب ـ من غير استيعاب، روماً للاختصار، وفسحاً للمجال لمن سيأتي فيکمل ذلک.

(کما) أني لم أستقص الآيات، لقلّة المصادر عندي حال التأليف فلعلّ من يأتي بعدي ويضيف إلي ما ذکرت ما لم أذکره فيکمل الآيات ألفاً أو أکثر وليس بالبعيد.

(وکل) ما أرجوه أنْ أنال رضا وقبول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهو حسبي.

کربلاء المقدسة

صادق الحسيني الشيرازي