معاني المولي
سبحان الله! ما يصنع رسول الله (صلّي الله عليه وآله) يعد هذا التفصيل والتشريح والبيان الکافي الموضح لکلامه والمبين لمقصوده؟ وهل أبقي لأحد شکا؟ وهل بقيت لأحد حجة علي الله؟ بل أتم الحجة علي الجميع، وأدي رسالة ربه علي أحسن ما يرام، وأفضل ما يمکن. ولسيدنا الحجة المغفور له عبدالحسين شرف الدين (عليه الرحمة) بحث لطيف وتحقيق ظريف حول کلمة المولي نذکره تتميما للفائدة: (فلو سألکم فلاسفة الأغيار عما کان منه يوم غدير خم فقال لماذا منع تلک الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ وعلي م حبسهم في تلک الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعا في ذلک العراء علي غير کلاء ولا ماء؟ ثم خطبهم عن الله عزوجل في ذلک المکان الذي منه يتفرقون ليبلغ الشاهد منهم الغائب، وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: (يوشک أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني مسؤول وإنکم مسؤولون) وأي أمر يسأل النبي (صلّي الله عليه وآله)، عن تبليغه؟ وتسأل الأمة عن طاعتها فيه؟ ولماذا سألهم فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلي نشهد بذلک ولماذا أخذ حينئذ علي سبيل الفور بيد علي فرفعها حتي بان بياض إبطيه؟ فقال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولي المؤمنين، ولماذا فسر کلمته وأنا مولي المؤمنين بقوله: وأنا أولي بهم من أنفسهم؟ ولماذا قال بعد هذا التفسير: فمن کنت مولاه فهذا مولاه، أو من کنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولِمَ خصّه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلا أئمة الحق وخلفاء الصدق؟؟ ولماذا أشهدهم من قبل، فقال ألست أولي بکم من أنفسکم؟ فقالوا: بلي. فقال: من کنت مولاه، فعلي مولاه، أو من کنت وليه، فعلي وليه؟ ولماذا قرن العترة بالکتاب؟ وجعلها قدوة لأولي الألباب إلي يوم الحساب؟ وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحکيم؟ وما المهمة التي احتاجت إلي هذه المقدمات کلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهور؟ وما الشي ء الذي أمره الله تعالي بتبليغه إذ قال عز من قائل: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليک من ربک وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمک من الناس)[1] وأي مهمة استوجبت من الله هذا التأکيد؟ واقتضت الحض علي تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشي النبي الفتنة بتبليغه؟ ويحتاج إلي عصمة الله من أذي المنافقين ببيانه؟ أکنتم بجدک لو سألکم عن هذا کله تجيبونه بأن الله عزوجل ورسوله (صلّي الله عليه وآله) إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين وصداقته لهم، ليس إلا؟ ما أراکم ترضون هذا الجواب، ولا أتوهم أنکم ترون مضمونه جائزا علي رب الأرباب، ولا علي سيد الحکماء، وخاتم الرسل والأنبياء وأنتم أجل من أن يصرف هممه کلها، وعزائمه بأسرها إلي تبيين شي ء بين لا يحتاج إلي بيان، وتوضيح أمر واضح بحکم الوجدان والعيان، ولا شک أنکم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء، أو ينتقدها الفلاسفة والحکماء بل لا ريب في أنکم تعرفون مکانة قوله وفعله من الحکمة والعصمة، وقد قال الله تعالي: (إنه لقول رسول کريم ذي قوة عند ذي العرش مکين مطاع ثم أمين وما صاحبکم بمجنون)[2] فيهتم بتوضيح الواضحات وتبيين ما هو بحکم البديهيات، ويقدم لتوضيح هذا الواضح مقدمات أجنبية ولا ربط له بها ولا دخل لها فيه، تعالي الله عن ذلک ورسوله علواً کبيراً وأنت نصر الله بک الحق تعلم أن الذي يناسب مقامه في ذلک الهجير ويليق بأفعاله وأقواله يوم الغدير، إنما تبليغ عهده، وتعيين القائم من بعده، والقرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت الجازم بأنه (صلّي الله عليه وآله) ما أراد يومئذ إلا تعيين علي وليا لعهده، وقائما من بعده، فالحديث مع ما قد حفّ به من القرائن نص جلي في خلافة علي لا يقبل التأويل، وليس إلي صرفه عن هذا المعني من سبيل، وهذا واضح (لمن کان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد).[3] . أما القرينة التي زعموها فجزاف وتضليل، ولباقة في التخليط والتهويل، لأن النبي (صلّي الله عليه وآله) بعث عليا إلي اليمن مرتين، والأولي کانت سنة ثمان وفيها أرجف المرجفون به وشکوه إلي النبي بعد رجوعهم إلي المدينة، فأنکر عليهم ذلک حتي أبصروا الغضب في وجهه، فلم يعودوا لمثلها، والثانية کانت سنة عشر وفيها عقد النبي له اللواء وعممه (صلّي الله عليه وآله) بيده، وقال له: امض ولا تلتفت. فمضي لوجهه راشداً مهدياً، حتي أنفذ أمر النبي، ووافاه (صلّي الله عليه وآله) في حجة الوداع، وقد أهلّ بما أهلّ به رسول الله فأشرکه (صلّي الله عليه وآله) بهديه، وفي تلک المرة لم يرجف به مرجف، ولا تحامل عليه مجحف، فکيف يمکن أن يکون الحديث مسبباً عما قاله المعترضون؟ أو مسوقاً للرد علي أحد کما يزعمون. علي أن مجرد التحامل علي علي، لا يمکن أن يکون سبباً لثناء النبي عليه، بالشکل الذي أشاد به (صلّي الله عليه وآله) علي منبر الحدائج يوم خم، إلا أن يکون والعياذ بالله مجازفاً في أقواله وأفعاله، وهممه وعزائمه، وحاشا قدسي حکمته البالغة، فإن الله سبحانه يقول: (إنه لقول رسول کريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون ولا بقول کاهن قليلا ما تذکرون تنزيل من رب العالمين)[4] ولو أراد مجرد بيان فضله، والرد علي المتحاملين عليه، لقال: هذا ابن عمي، وصهري وأبوولدي، وسيد أهل بيتي، فلا تؤذوني فيه، أو نحو ذلک من الأقوال الدالة علي مجرد الفضل وجلالة القدر. علي أن لفظ الحديث لا يتبادر إلي الأذهان منه إلا ما قلناه، فليکن سببه مهما کان، فإن الألفاظ إنما تحمل علي ما يتبادر إلي الإفهام منها، ولا يلتفت إلي أسبابها کما لا يخفي. وأما ذکر أهل بيته في حديث الغدير، فإنه من مؤيدات المعني الذي قلناه، حيث قرنهم بمحکم الکتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب، فقال: إني تارک فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلوا: کتاب الله، وعترتي أهل بيتي. وإنما فعل ذلک لتعلم الأمة أن لا مرجع بعد نبيها إلا إليهما، ولا معول لها من بعده إلا عليها وحسبک في وجوب إتباع الأئمة من العترة الطاهرة اقترانهم بکتاب الله عزوجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فکما لا يجوز الرجوع إلي کتاب يخالف في حکمه کتاب الله سبحانه وتعالي، لا يجوز الرجوع إلي إمام يخالف في حکمه أئمة العترة، وقوله (صلّي الله عليه وآله): إنهما لن ينقضيا أو لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، دليل علي أن الأرض لن تخلو بعده من إمام منهم، وهو عدل الکتاب، ومن تدبر الحديث وجده يرمي إلي حصر الخلافة في أئمة العترة الطاهرة، ويؤيد ذلک ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (صلّي الله عليه وآله): إني تارک فيکم خليفتين: کتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض الخ... وهذا نص في خلافة أئمة العترة (عليهم السلام). وأنت تعلم أن النص علي وجوب إتباع العترة نص علي وجوب إتباع علي، وهو سيد العترة لا يدافع، وإمامها لا ينازع، فحديث الغدير وأمثاله، يشتمل علي النص علي علي تارة، من حيث أنه إمام العترة، المنزلة من الله ورسوله منزلة الکتاب، وأخري من حيث شخصه العظيم وأنه ولي کل من کان رسول الله وليه، انتهي کلام السيد (ره). أقول: وقد نظم الشعراء من المسلمين وغيرهم علي اختلاف لغاتهم قصائد متينة فاخرة اشتهرت علي مر القرون، تعطر بها المحافل والنوادي، وينشدها الغادي والبادي، ويترنم بها الموالي والمغالي، وقد ألف علماؤنا موسوعات کبيرة تتضمن الکثير من أشعارهم وقصائدهم وتراجمهم، ومن تلک الموسوعات موسوعة الغدير لشيخنا المفضال الحجة المرحوم الشيخ عبدالحسين الأميني (قدس سره)، فلقد کانت موسوعته إحدي مصادر حديثنا في هذه الليالي. ومن جملة الذين نظموا واقعة الغدير هو سيدنا ومولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد قال: محمد النبي أخي وصنوي وجعفر الذي يضحي ويمسي وبنت محمد سکني وعرسي وسبطا أحمد ولداي منها سبقتکم إلي الإسلام طراً فأوجب لي ولايته عليکم (الأبيات بصورة أخري). أخرج الإمام علي بن أحمد الواحدي عن أبي هريرة قال: اجتمع عدة من أصحاب رسول الله (صلّي الله عليه وآله) منهم أبوبکر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، والفضل بن العباس، وعمار، وعبدالرحمن بن عوف، وأبوذر، والمقداد، وسلمان، وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين، فجلسوا وأخذوا في مناقبهم، فدخل عليهم علي (عليه السلام) فسألهم فيم أنتم؟ قالوا: نتذاکر مناقبنا مما سمعناه من رسول الله. فقال علي (عليه السلام) اسمعوا مني ثم أنشأ يقول: لقد علم الأناس بأن سهمي وأحمد النبي أخي وصهري وإني قائد للناس طراً وقاتل کل صنديد رئيس وفي القرآن ألزمهم ولائي کما هارون من موسي أخوه لذاک أقامني لهم إماماً فمن منکم يعادلني بسهمي فويل ثم ويل ثم ويل وويل ثم ويل ثم ويل وويل للذي يشقي سفاهاً ومنهم حسان بن ثابت شاعر النبي (صلّي الله عليه وآله). ذکر طائفة کبيرة من أعلام الإمامية والسنة أنه نصب رسول الله (صلّي الله عليه وآله) علياً يوم غدير خم بالخلافة قال حسان بن ثابت: يا رسول الله أقول في علي شعراً؟ فقال رسول الله (صلّي الله عليه وآله): افعل، فقال: يناديهم يوم الغدير نبيهم وقد جاءه جبريل عن أمر ربه وبلغهم ما أنزل الله ربهم فقام به إذ ذاک رافع کفه فقال: فمن مولاکم ووليکم؟ إلهک مولانا وأنت ولينا فقال له: قم يا علي فإنني فمن کنت مولاه فهذا وليه هناک دعا: اللهم وال وليه فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم فلما فرغ حسان مؤيداً من هذا القول قال له النبي (صلّي الله عليه وآله): لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک. کانت واقعة الغدير من أشهر الأمور الثابتة عند الصحابة والتابعين، ولهذا روي عنهم ذلک نظماً ونثراً، ويمکن لنا أن نقول: إن ثبوت الخلافة والولاية لعلي (عليه السلام) عند الصحابة کان کثبوت نبوة محمد (صلّي الله عليه وآله) عند المسلمين. ومنهم: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج، قام بين يدي أميرالمؤمنين (عليه السلام) بصفين وقال: قلت لما بغي العدو علينا حسبنا ربنا الذي فتح البص ويقول فيها: وعلي إمامنا وإمام يوم قال النبي: من کنت مولا إن ما قاله النبي علي الأمة ومنهم عمرو بن العاص العدو اللدود للإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فلقد أشار في قصيدته الجلجلية إلي واقعة الغدير، ومهما حاول العدو کتمان فضائل خصمه فإن الحق قد يطفح من لسانه، قال في خطابه لمعاوية: معاوية الحال لا تجهل نسيت احتيالي في جلّقٍ إلي أن يقول: نصرناک من جهلنا يا بن هند وحيث رفعناک فوق الرؤوس وکم قد سمعنا من المصطفي وفي يوم خم رقي منبراً وفي کفه کفه معلناً ألست بکم منکم في النفوس فأنحله إمرة المؤمنين وقال: فمن کنت مولي له فوالِ مواليه يا ذا الجلا ولا تنقضوا العهد من عترتي فبخبَخَ شيخک لما رأي فقال: وليکم فاحفظوه إلي آخر القصيدة وهي ستة وستون بيتا. ومن شعراء القرن الثاني الذين تطرقوا إلي واقعة الغدير هو أبوالمستهل الکميت بن زيد الأسدي قال في عينيته: نفي عن عينک الأرق الهجوعا إلي أن يقول: لدي الرحمن يصدع بالمثاني وأصفاه النبي علي اختيار ويوم الدوح دوح غدير خُمٍّ ولکن الرجال تبايعوها فلم أبلغ بها لعنا ولکن فصار بذاک أقربهم لعدل أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا تناسوا حقه وبغوا عليه إلي آخر القصيدة. ومنهم السيد إسماعيل بن محمد الحميري فقد ذکر قصة الغدير في کثير من قصائده فمنها قوله: يا بايع الدين بدنياه من أين أبغضت علي الوصي من الذي أحمد في بينهم أقامه من بين أصحابه هذا علي بن أبي طالب فوال من والاه يا ذا العلا ومن قصائده: هلا وقفت علي المکان المعشب ويقول فيها: وبخُم إذ قال الإله بعزمه: وانصب أباحسن لقومک إنه فدعاه ثم دعاهم فأقامه جعل الولاية بعده لمهذب وله مناقب لا ترام متي يرد إنا ندين بحب آل محمد منا المودة والولاء ومن يرد ومتي يمت يرد الجحيم ولا يرد إلي آخر القصيدة. ومن فرائده القصيدة العينية المعروفة: لأم عمرو باللوي مربع إلي أن يقول: عجبت من قوم أتوا أحمدا قالوا له: لو شئت أعلمتنا إذا توفيت وفارقتنا فقال: لو أعلمتکم مفزعاً صنيع أهل العجل إذ فارقوا وفي الذي قال بيان لمن ثم أتته بعد ذا عزمة بلّغ وإلا لم تکن مبلغاً فعندها قام النبي الذي يخطب مأموراً وفي کفه رافعها، أکرم بکف الذي يقول والأملاک من حوله من کنت مولاه فهذا له فاتهموه وحنت فيهم وضلّ قوم غاظهم فعله حتي إذا واروه في لحده ما قال بالأمس وأوصي به إلي آخر القصيدة وهي أربعة وخمسون بيتا.
ذکر اللغويون لکلمة (المولي) عشرين معني، وهذا هو سبب المناقشة في مفهوم الحديث، فيقول أصحاب القلوب المريضة: لم يظهر لنا المقصود من کلمة (مولاه)، ونجيب عن هذه المناقشة أو التشکيک بهذه الرواية المفسرة لمعني المولي، فقد روي أن عماراً سأل رسول الله (صلّي الله عليه وآله) عن معني قوله: (من کنت مولاه فعلي مولاه) قال رسول الله (صلّي الله عليه وآله): الله مولاي: أولي بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولي المؤمنين: أولي بهم من أنفسهم، ولا أمر لهم معي، ومن کنت مولاه: أولي به من نفسه لا أمر له معي، فعلي مولاه: أولي به من نفسه لا أمر له معه.
وحمزة سيد الشهداء عمي
يطير مع الملائکة ابن أمي
منوط لحمها بدمي ولحمي
فأيکم له سهم کسهمي
علي ما کان من فهمي وعلمي
رسول الله يوم غدير خم
من الإسلام يفضل کل سهم
عليه الله صلي وابن عمي
إلي الإسلام من عرب وعجم
وجبار من الکفار ضخم
وأوجب طاعتي فرضاً بعزم
کذاک أنا أخوه وذاک اسمي
وأخبرهم به بغدير خم
وإسلامي وسابقتي ورحمي
لمن يلقي الإله غداً بظلمي
لجاحد طاعتي ومريد هضمي
يريد عداوتي من غير جرم
بخمٍ وأسمع بالنبي مناديا
بأنک معصوم فلا تک وانيا
إليک ولا تخشي هناک الأعاديا
بکف علي معلن الصوت عاليا
فقالوا ولم يبدوا هناک تعاميا
ولن تجدن فينا لک اليوم عاصيا
رضيتک من بعدي إماماً وهاديا
فکونوا له أنصار صدق مواليا
وکن للذي عادي علياً معاديا
إمام هدي کالبدر يجلو الدياجيا
حسبنا ربنا ونعم الوکيل
رة بالأمس والحديث طويل
لسوانا أتي به التنزيل
ه فهذا مولاه خطب جليل
حتم ما فيه قال وقيل
وعن سبل الحق لا تعدل
علي أهلها يوم لبس الحلي
علي النبأ الأعظم الأفضل
نزلنا إلي أسفل الأسفل
وصايا مخصصة في علي
يبلغ والرکب لم يرحل
ينادي بأمر العزيز العلي
بأولي؟ فقالوا: بلي فافعل
من الله مستخلف المنحل
فهذا له اليوم نعم الولي
ل، وعاد معادي أخ المرسل
فقاطعهم بي لم يوصل
عُري عقد حيدر لم تحلل
فمدخله فيکم مدخلي
وهمٌّ يمتري منها الدموعا
وکان له أبوحسن قريعا
بما أعيي الرفوض له المذيعا
أبان له الولاية لو أطيعا
فلم أر مثلها خطراً مبيعا
أساء بذاک أولهم صنيعا
إلي جور وأحفظهم مضيعا
وأقومهم لدي الحدثان ريعا
بلا ترة وکان لهم قريعا
ليس بهذا أمر الله
وأحمد قد کان يرضاه
يوم غدير الخم ناداه
وهم حواليه فسماه:
مولي لمن قد کنت مولاه
وعاد من قد کان عاداه
بين الطويلع فاللوي من کبکب
قم يا محمد في البرية فاخطب
هاد، وما بلّغت إن لم تنصب
لهم، فبين مصدّق ومکذب
ما کان يجعلها لغير مهذب
ساع تناول بعضها يتذبذب
ديناً ومن يحببهم يستوجب
بدلاً بآل محمد لا يحبب
حوض الرسول وإن يرده يضرب
طامسة أعلامها بلقع
بخطبة ليس لها موضع
إلي من الغاية والمفزع؟
وفيهم في الملک من يطمع؟
کنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
هارون فالترک له أوسع
کان إذا يعقل أو يسمع
من ربه ليس لها مدفع:
والله منهم عاصم يمنع
کان بما يأمر به يصدع
کف علي ظاهر تلمع
يرفع والکف الذي تُرفع
والله فيهم شاهد يسمع:
مولي فلم يرضوا ولم يقنعوا
علي خلاف الصدق الأصلع
کأنما آنافهم تجدع
وانصرفوا عن دفنه ضيعوا
واشتروا الضر بما ينفع