علي يوم الغدير











علي يوم الغدير



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله کما يرضي وسلام علي النبي المصطفي وأخيه المرتضي وآله.

قال الله تبارک وتعالي: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليک من ربک وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمک من الناس).[1] .

أيها الأخوة کلامنا الليلة حول واقعة الغدير، تلک الواقعة التي أکمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، يوم تتويج الإمام المرتضي (عليه السلام) بتاج الخلافة العظمي والإمامة الکبري.

وهذا البحث من أهم البحوث الإسلامية، وهنا مفترق الطرق بين المذاهب الإسلامية، ويمکن لنا أن نقول: إن الکتب والمؤلفات التي کتبت حول هذا الموضوع بالذات وحول الإمامة والخلافة بصورة عامة قد جاوزت العد والضبط والإحصاء، من إثبات أو رد أو مناقشة وما يدور في هذا الفلک.

ولا تسألوا عن الأرواح التي زهقت في سبيل هذه الواقعة ومضاعفاتها في خلال أربعة عشر قرناً، وما هناک من مآسي وکوارث ومصائب ومجازر وفتن تتعب القارئ وتجهد السامع.

وحيث إن الإمامة عندنا تالية للنبوة من حيث کونها وظيفة إلهية ومنصب رباني ليس لأحد حق الانتخاب أو الرد فيها، کما قال تعالي (وما کان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يکون لهم الخيرة)[2] ولهذا لا بأس بذکر هذه الواقعة وما يتعلق بها من أقوال الصحابة وأهل البيت والتابعين وتابعيهم من المحدثين والمفسرين والمؤرخين والشعراء والأئمة والأعلام والحفاظ.

ومن العجب أن عدداً من النصاري ذکروا هذه الحادثة نظماً ونثراً ولعلنا نشير إلي بعض أقوال هؤلاء بصورة موجزة رعاية للاختصار.

ومن أعجب العجب أن بعض المسلمين بعد إقامة الأدلة الکافية والبراهين الشافية والحجج القاطعة علي خلافة أميرالمؤمنين (عليه السلام) وبعد المناقشة في سند الحديث ودلالة متنه ومفهومه قال: إن عليا هو الأفضل ولکن غيره أصلح!! سبحان الله هذه کلمة تضحک الثکلي! لأن معناها، إن الله ورسوله ما کانا يعرفان الأصلح؟ أو کانا يعرفانه ولکنهما قدما غير الأصلح، نعوذ بالله من الباطل.

والأفضل أن نذکر الواقعة بصورة موجزة ثم ننظر أين ينتهي بنا الکلام؟ وأقوال المفسرين والمحدثين تختلف من حيث الإيجاز والتفصيل، ولکن المفاد واحد، وهذه صورة الواقعة: لما قضي رسول الله مناسکه وانصرف راجعاً إلي المدينة ومعه من کان من الجموع الغفيرة ووصل إلي غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين وذلک يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرائيل الأمين عن الله بقوله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليک من ربک)[3] الآية.

وأمره أن يقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة علي کل أحد، وکان أوائل القوم قريباً من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلک المکان ونهي عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد، حتي إذا أخذ القوم منازلهم فقم (کنس) ما تحتهن حتي إذا نؤدي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلي بالناس تحتهن، وکان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه علي رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب علي شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف الرسول (صلّي الله عليه وآله) من صلاته قام خطيباً وسط القوم علي اقتاب الإبل وأسمع الجميع رافعاً عقيرته فقال: الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوکل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدي وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله أما بعد: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أُوشک أن أُدعي فأُجيب، وإني مسؤول وانتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنک قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاک الله خيراً.

قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلي نشهد بذلک، قال: اللهم أشهد ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا نعم قال: فإني فرط علي الحوض، وانتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصري فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا کيف تخلفوني في الثقلين.

فنادي مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأکبر کتاب الله طرف بيد الله عزوجل وطرف بأيديکم فتمسکوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فسألت ذلک لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلکوا، ولا تقصروا عنهما فتهلکوا ثم أخذ بيد علي فرفعها حتي رئي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ فمن کنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من بغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.

وقد ذکروا لرسول الله (صلّي الله عليه وآله) خطبة مفصلة جداً رواها الطبرسي في الاحتجاج، ورواها غيره في کتبهم بغير تفصيل، وکيف کان لما فرغ رسول الله (صلّي الله عليه وآله) من خطبته نزل وأمر المسلمين أن يبايعوا علياً بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين.

فتهافت عليه الناس يبايعونه، وجاء الشيخان: أبوبکر وعمر إلي رسول الله (صلّي الله عليه وآله) وقالا: هذا أمر منک أم من الله؟ فقال النبي: وهل يکون هذا عن غير أمر الله؟ نعم أمر من الله ورسوله فقاما وبايعا، فقال عمر: السلام عليک يا أميرالمؤمنين بخ بخ لک لقد أصبحت مولاي ومولي کل مؤمن ومؤمنه!! هذه الواقعة من أشهر الحوادث بين المفسرين والمحدثين والمؤرخين، وتعتبر عندهم من أصح الأحاديث لتواتر الروايات الواردة حول الحديث.

أما الصحابة الذين شهدوا بالغدير فالمشهور منهم مائة ونيف وإليک أسماؤهم حسب الحروف:

1 أبوهريرة.

2 أبوليلي الأنصاري.

3 أبوزينب بن عوف الأنصاري.

4 أبوفضالة الأنصاري.

5 أبوقدامه الأنصاري.

6 أبوعمرة بن عمر بن محضر الأنصاري.

7 أبوالهيثم بن التيهان.

8 أبورافع القبطي.

9 أبوذويب بن خويلد.

10 أبوبکر بن أبي قحافة.

11 أسامة بن زيد.

12 أسعد بن زراره الأنصاري.

13 أبي بن کعب الأنصاري.

14 أسماء بنت عميس.

15 أم کلثوم زوجة النبي (صلّي الله عليه وآله).

16 أم هاني بنت أبي طالب.

17 براء بن عازب الأنصاري.

18 أبوحمزة أنس بن مالک.

19 بريرة بن الخصيب.

20 أبوسعيد ثابت بن وديعة الأنصاري.

21 جاب بن ثمرة.

22 جابر بن عبدالله الأنصاري.

23 جبلة بن عمرو الأنصاري.

24 جبير بن مطعم.

25 جرير بن عبدالله.

26 أبوذر جندب بن جنادة.

27 أبوجنيدة جندع بن عمرو.

28 حبة بن جرير العرني.

29 حبشي بن جنادة.

30 حبيب بن بديل.

31 حذيفة بن أسيد.

32 حذيفة بن اليمان.

33 حسان بن ثابت.

34 الإمام الحسن بن علي (عليه السلام).

35 الإمام الحسين بن علي (عليه السلام).

36 أبوأيوب الأنصاري.

37 خالد بن الوليد.

38 خزيمة بن ثابت.

39 خويلد بن عمر الخزامي.

40 رفاعة بن عبدالمنذر الأنصاري.

41 زبير بن العوام.

42 زيد بن ثابت.

44 زيد بن عبدالله الأنصاري.

45 زيد بن يزيد بن شراحيل الأنصاري.

46 سعد بن أبي وقاص.

47 سعد بن جنادة.

48 سعد بن عبادة.

49 أبوسعيد الخدري.

51 سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري.

52 سلمان الفارسي.

53 سمرة بن جندب.

54 سلمة بن عمرو.

55 سهل بن ساعد الأنصاري.

57 أبوأمامة الصدي بن عجلان.

58 ضميرة الأسدي.

59 طلحة بن عبيدالله.

60 عامر بن عمير.

61 عامر بن ليلي.

62 عامر بن وائلة.

63 عامر بن ليلي العقاري.

64 عائشة بنت أبي بکر.

65 عباس بن عبدالمطلب عم النبي (صلّي الله عليه وآله).

66 عبدالرحمن بن عبد رب الأنصاري.

67 عبدالرحمن بن عوف.

68 عبدالرحمن بن يعمر.

69 عبدالله بن أبي عبدالأسد المخزومي.

70 عبدالله بن بديل.

71 عبدالله بن بشير.

72 عبدالله بن ثابت الأنصاري.

73 عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.

74 عبدالله بن حنطب.

75 عبدالله بن ربيعة.

76 عبدالله بن عباس.

77 عبدالله بن أبي أوفي.

78 عبدالله بن عمر بن الخطاب.

79 عبدالله ياميل.

80 عثمان بن عفان.

81 عدي بن حاتم.

82 عبيد بن عازب الأنصاري.

83 عطية بن يسر.

84 عقبة بن عامر.

85 علي بن أبي طالب (عليه السلام).

86 عمار بن ياسر.

87 عمارة الخزرجي.

88 عمر بن أبي سلمة.

89 عمر بن الخطاب.

90 عمران بن حصين.

91 عمرو بن الحمق الخزاعي.

92 عمرو بن شراحيل.

93 عمرو بن العاص.

94 عمرو بن مرة.

95 فاطمة الزهراء بنت النبي (عليهاالسلام).

96 فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب.

97 قيس بن ثابت.

98 قيس بن سعد بن عبادة.

99 کعب بن عجرة.

100 مالک بن الحويرث.

101 المقداد بن عمرو الکندي.

102 ناجية بن عمرو الخزاعي.

103 أبوبرزة فضلة بن عتبة.

104 نعمان بن عجلان.

105 هاشم المرقال.

106 وهب بن حمزة.

107 وهب بن عبدالله.

108 وحشي بن حرب.

109 يعلي بن مرة.







  1. سورة المائدة، الآية: 67.
  2. سورة الأحزاب، الآية: 36.
  3. سورة المائدة، الآية: 67.