علي والمواساة











علي والمواساة



عن أمالي المفيد عن أبي هريرة قال: جاء إلي النبي (صلّي الله عليه وآله) فشکي إليه الجوع، فبعث رسول الله إلي بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال رسول الله (صلّي الله عليه وآله): من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي بن أبي طالب: أنا له يا رسول الله.

وأتي علي فاطمة (عليهاالسلام) فقال لها: ما عندک يا بنت رسول الله؟ فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية نؤثر ضيفنا.

فقال علي (عليه السلام): يا بنت محمد: نومي الصبية وأطفئ المصباح فلما أصبح عدا علي رسول الله (صلّي الله عليه وآله) فأخبره الخبر فلم يبرح حتي أنزل الله عزوجل: (ويؤثرون علي أنفسهم ولو کان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئک هم المفلحون).[1] .

وفي رواية: فقال علي: يا بنت محمد: نومي الصبية وأطفئ المصباح.

وجعلا يمضغان بألسنتهما فلما فرغ من الأکل أتت فاطمة بسراج فوجدت الجفنة مملوءة من فضل الله، فلما أصبح صلي مع النبي (صلّي الله عليه وآله) فلما سلم النبي من صلاته نظر إلي أميرالمؤمنين وبکي بکاء شديداً وقال يا أميرالمؤمنين لقد عجب الرب من فعلکم البارحة وقرأ: (ويؤثرون علي أنفسهم ولو کان بهم خصاصة...)[2] الخ.

(عن محمد بن الصمة عن أبيه عن عمه): قال: رأيت في المدينة رجلاً علي ظهره قربة، وفي يده صحفة يقول: اللهم ولي المؤمنين إله المؤمنين وجار المؤمنين، اقبل قرباني الليلة، فما أمسيت أملک سوي ما في صحفتي، وغير ما يواريني، فإنک تعلم أني منعته نفسي مع شدة سغبي أطلب القربة إليک غنماً، اللهم فلا تخلق وجهي ولا ترد دعوتي، فأتيته حتي عرفته فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأتي رجلاً فأطعمه.







  1. سورة الحشر، الآية: 9.
  2. سورة الحشر، الآية: 9.