ومنها خطبتان له الأولي خالية من الألف والثانية خالية من النق











ومنها خطبتان له الأولي خالية من الألف والثانية خالية من النقط



إحداهما بلا ألف والأخري بلا نقطة (الأولي) في المناقب روي الکلبي عن أبي صالح وأبوجعفر بن بابويه قدس سره بإسناده عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أنه اجتمعت الصحابة فتذاکروا أن الألف أکثر دخولاً في الکلام فارتجل (عليه السلام) الخطبة المونقة وهي:

حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه، وتمت کلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوکل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريک في ملکه ولم يکن له ولي في صنعه، جل عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم فستر، وبطن فخبر، وملک فقهر، وعصي فغفر، وحکم فعدل، لم يزل ولن يزول ليس کمثله شي ء وهو بعد کل شي ء، رب معتزز بعزته، متمکن بقوته، متقدس بعلوه متکبر بسموه ليس يدرکه بصر، ولم يحط به نظر، قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد، وبعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله، بعثه في خير عصر، وحين فترة، وکفر، رحمة لعبيده ومنه لمزيده، ختم به نبوته، وشيد به حجته، فوعظ، ونصح وبلغ وکدح، رؤوف بکل مؤمن رحيم، رضي ولي زکي، عليه رحمة وتسليم وبرکة وتکريم، من رب غفور رحيم قريب مجيب، وصيتکم معشر من حضرني بوصية ربکم وذکرتکم بسنة نبيکم، فعليکم برهبة تسکن قلوبکم، وخشية تذري دموعکم، وتقية تنجيکم قبل يوم يبليکم ويذهلکم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن سيئته ولتکن مسألتکم وتملقکم مسألة ذل وخضوع، وشکر وخشوع، بتوبة ونزع، وندم ورجوع، وليغتنم کل مغتنم منکم صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل تکبر وتهرم وتسقم، يمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه، ويقطع عمره ويتغير عقله، ثم قيل هو موعوک، وجسمه منهوک، ثم جد في نزع شديد، وحضره کل قريب وبعيد، فشخص بصره وطمح نظره، ورشح جبينه وعطف عرينه، وسکن حنينه، وحزنته نفسه، وبکته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق منه عدده، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، ومدد وجرد وعري وغسل، ونشف وسجي، وبسط له وهيئ، ونشر عليه کفنه، وشد منه ذقنه، وقمص وعمم، وودع وسلم، وحمل فوق سرير، وصُلي عليه بتکبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجر منجدة، وجعل في ضريح ملحود وضيق مرصود، بملبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه حفره، وحثي عليه قدره وتحقق حضره، ونسي خيره، ورجع عنه وليه، وصفيه ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، يسعي بجسمه دود قبره ويسيل صديده من منخره، يسحق برمته لحمه، وينشف دمه ويرم عظمه، حتي يوم حشره.

فنشر من قبره حين ينفخ في صور، ويدعي بحشر ونشور فثم بعثرت قبور، وحصلت سريرة صدور، وجي ء بکل نبي وصديق وشهيد، وتوحد للفصل قدير، بعبده خبير بصير، فکم من زفرة تضنيه، وحسرة تنضيه، في موقف مهول، ومشهد جليل، بين يدي ملک عظيم وبکل صغير وکبير عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويحصره قلقه، عبرته غير مرحومة، وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة، زاول جريدته، ونشر صحيفته، نظر في سوء عمله، وشهدت عليه عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه، فسلسل جيده، وغلت يده، وسيق فسحب وحده، فورد جهنم بکرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقي شربة من حميم، تشوي وجهه وتسلخ جلده، وتضربه زبنيته بمقمع من حديد، ويعود جلده بعد نضجه کجلد جديد، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيلبث حقبة يندم، نعوذ برب قدير، من شر کل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من قبله، فهو ولي مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في جنته بعزته وخلد في قصور مشيدة، وملک بحور عين وحفدة، وطيف عليه بکؤوس وسکن حظيرة قدس، وتقلب في نعيم، وسقي من تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، ومزج له بزنجبيل، مختم بمسک وعبير، مستديم للملک، مستشعر للسرور، يشرب من خمور في روض مغدق ليس يصدع من شربه، وليس ينزف، هذه منزلة من خشي ربه، وحذر نفسه معصيته، وتلک عقوبة من جحد مشيئته، وسولت له نفسه معصيته، فهو قول فصل، وحکم عدل، وخبر قصص قص، ووعظ نص، تنزيل من حکيم حميد، نزل به روح قدس مبين، علي قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه رسل سفرة مکرمون بررة، عذت برب عليم رحيم کريم من شر کل عدو لعين رجيم، فليتضرع متضرعکم وليبتهل مبتهلکم ويستغفر کل مربوب منکم لي ولکم وحسبي ربي وحده.

ثم ارتجل الإمام (عليه السلام) خطبة أخري خالية من النقط وهي علي نسختين (الأولي):

الحمد لله الملک المحمود، المالک الودود مصور کل مولود، ومآل کل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدرکها، ومدمر الأملاک ومهلکها، ومکور الدهور ومکررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وکمل رکامه، وهمل، وطاوع السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده کما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحکام مسدداً للرعاع ومعطل أحکام ودٍّ وسواع، أعلم وعلم، وحکم وأحکم، وأصل الأصول، ومهد وأکد الموعود، وأوعد أوصل الله له الإکرام، وأودع روحه السلام، ورحم آله وأهله الکرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، اعملوا رعاکم الله أصلح الأعمال واسلکوا مسالک الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، وصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهرکم أطهرالأحرار مولداً وأسراهم سؤدداً، وأحلاهم مورداً، وها هو أمکم وحل حرمکم مملکاً عروسکم المکرمه وما مهر لها کما مهر رسول الله أم سلمه، وهو أکرم صهر أودع الأولاد وملک ما أراد وما سها مملکه ولا وهم ولا وکس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حکم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وألهم کلاً إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد.

(الثانية): في المناقب روي الکلبي عن أبي صالح وأبوجعفر بن بابويه بإسناده عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ارتجل خطبة أخري من غير النقط التي أولها:

الحمد لله أهل الحمد ومأواه وأوکد الحمد وأحلاه وأسرع الحمد وأسراه وأطهر الحمد وأسماه وأکرم الحمد وأولاه إلي آخرها.

ومنهم الشعراء وهو (عليه السلام) أشعرهم وذکر البلاذري في أنساب الأشراف أن علياً أشعر الصحابة وأفصحهم وأکتبهم.

في تاريخ البلاذري: کان أبوبکر يقول الشعر، وعمر يقول الشعر وعثمان يقول الشعر، وکان علي (عليه السلام) أشعر الثلاثة.

ومنهم الوعاظ وليس لأحد من الأمثال والعبر والمواعظ والزواجر ما له نحو قوله (عليه السلام): (من زرع العدوان حصد الخسران، من ذکر المنية نسي الأمنية، من قعد به العقل قام به الجهل، يا أهل الغرور ما ألهجکم بدار خيرها زهيد، وشرها عتيد، ونعيمها مسلوب، وعزيزها منکوب، ومسالمها محروب، ومالکها مملوک وتراثها متروک؟).

ومنهم الفلاسفة وهو (عليه السلام) أرجحهم، قال (عليه السلام): أنا النقطة أنا الخط، أنا الخط أنا النقطة، أنا النقطة والخط، فقال جماعة: إن القدرة هي الأصل، والجسم حجابه، والصورة حجاب الجسم، لأن النقطة هي الأصل، والخط حجابه ومقامه، والحجاب غير الجسد الناسوتي.

وسئل (عليه السلام) عن العالم العلوي فقال: صور عارية من المواد، عالية عن القوة و الاستعداد، تحلي لها فأشرقت، وطالعها فتلألأت، وألقي في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله، وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة.

إن زکاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوائل عللها، وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارک بها السبع الشداد.

قال ابن سينا: لم يکن شجاعاً فيلسوفاً قط إلا علي (عليه السلام).

قال الشريف الرضي: من سمع کلامه (عليه السلام) لا يشک أنه کلام من قبع في کسر بيت أو انقطع في سفح جبل، لا يسمع إلا حسه، ولا يري إلا نفسه، ولا يکاد يوقن بأنه کلام من ينغمس في الحرب، مصلتاً سيفه، فيقطّ الرقاب ويجدل الأبطال، ويعود به ينطف دماً ويقطر مهجاً، وهو مع ذلک زاهد الزهاد وبدل الأبدال، وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه التي جمع بها بين الأضداد.

ومنهم المنجمون وهو (عليه السلام) أکيسهم، قال سعيد بن جبير استقبل أميرالمؤمنين (عليه السلام) دهقان فقال له: يا أميرالمؤمنين تناحست النجوم الطالعات وتناحست السعود بالنحوس فإذا کان مثل هذا اليوم وجب علي الحکيم الاختفاء، ويومک هذا يوم صعب قد اقترن کوکبان، وانفکأ فيه الميزان، وانقدح من برجک النيران، وليس الحرب لک بمکان، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): أيها الدهقان، المنبئ بالآثار، المخوف من الأقدار ما کان البارحة صاحب الميزان؟ وفي أي برج کان صاحب السرطان؟ وکم الطالع من الأسد والساعات في الحرکات؟ وکم بين السراري والزراري؟ قال: سأنظر في الإسطرلاب فتبسم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقال له: ويلک يا دهقان أنت مسير الثابتات؟ أم کيف تقضي علي الجاريات؟ وأين الأسد من المطالع؟ وما الزهرة من التوابع والجوامع؟ وما دور السراري المحرکات؟ وکم قدر شعاع المنيرات؟ وکم التحصيل بالغدوات؟ فقال: لا علم لي بذلک يا أميرالمؤمنين، فقال له: يا دهقان هل نتج علمک أن انتقل بيت ملک الصين، واحترقت دور بالزنج، وخمد بيت نار فارس وانهدمت منارة الهند، وغرقت سرانديب، وانقض حصن الأندلس، ونتج بترک الروم بالرومية؟؟ فخر الدهقان ساجداً فلما أفاق قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ألم أروک من عين التوفيق؟ فقال: بلي، فقال: أنا وصاحبي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلک، أما قولک (انقدح من برجک النيران وظهر منه السرطان) فکان الواجب أن تحکم به لي لا علي، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذهب عني وهذا مسألة عقيمة احسبها إن کنت حاسباً.

فقال الدهقان: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأنک علي ولي الله.

هذا وللإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) آراء ونظريات في التوحيد حول الإلهيات، کالصفات الثبوتية والسلبية، وما يتعلق بذلک وله کلام وبحث دقيق حول العلوم الکونية والطبيعية کالفلک والنجوم والسحاب والرعد والبرق وتکوُّن الأمطار وما شابه من المواضيع المتعلقة بالعالم الأعلي.

وله تحليل جليل حول الإنسان نطفة وجنيناً ورضيعاً ووليداً وشاباً وکهلاً وما يدور في هذا الفلک من علم النفس والفلسفة البشرية، وغير ذلک.

يظهر کل هذا من مطاوي کلماته وخطبه الموجودة في نهج البلاغة وغيره من کتب الحديث.

وتتميماً لهذا البحث نذکر کلام ابن الحديد في هذا الموضوع، قال: وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف الموجودات، فکان هو أشرف العلوم، ومن کلامه (عليه السلام) اقتبس، وعنه نقل، وإليه انتهي ومنه ابتدأ.

فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل، وأرباب النظر، ومنهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته وأصحابه، لأن کبيرهم واصل بن عطا تلميذ أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، وأبوهاشم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذه (عليه السلام).

وأما الأشعرية فإنهم يضمون إلي أبي الحسن بن أبي بشير الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبوعلي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون بالآخرة إلي أستاذ المعتزلة ومعلمهم، وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وأما الإمامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر.

ومن العلوم: علم الفقه، وهو (عليه السلام) أصله وأساسه، وکل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه.

أما أصحاب أبي حنيفة کأبي يوسف ومحمد وغيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة.

وأما الشافعي فقرأ علي محمد بن الحسن فيرجع فقهه إلي أبي حنيفة، وأبوحنيفة قرأ علي جعفر بن محمد (عليه السلام)، وجعفر قرأ علي أبيه، وينتهي الأمر إلي علي (عليه السلام).

وأما مالک فقرأ علي ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة علي عکرمة، وقرأ عکرمة علي عبدالله بن عباس، وقرأ عبدالله بن عباس علي علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وإن شئت رددت إليه فقه الشافعي بقراءته علي مالک کان ذلک لک، فهؤلاء الفقهاء الأربعة.

أما فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر، وأيضاً فإن فقهاء الصحابة کانوا عمر بن الخطاب وابن عباس، وکلاهما أخذ عن علي (عليه السلام).

أما ابن عباس فظاهر، وأما عمر فقد عرف کل أحد رجوعه إليه في کثير من المسائل التي أشکلت عليه وعلي غيره من الصحابة، وقوله غير مرة: لولا علي لهلک عمر وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبوالحسن، وقوله: لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر.

فقد عرف بهذا الوجه انتهاء الفقه إليه.

وقد روت العامة والخاصة قوله (صلّي الله عليه وآله) أقضاکم علي والقضاء هو الفقه، فهو إذن أفقههم.

وروي الکل أيضاً أنه (صلّي الله عليه وآله) قال له وقد بعثه إلي اليمن قاضياً: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه.

قال: فما شککت بعدها في قضاء بين اثنين.

وهو (عليه السلام) الذي أفتي في المرأة التي وضعت لستة أشهر، وهو الذي أفتي به في الحامل الزانية، وهو الذي قال في المنبرية: صار ثمنها تسعاً.

وهذه المسألة لو فکر الفرضي فيها فکراً طويلاً لاستحسن منه بعد طول النظر هذا الجواب، فما ظنک بمن قاله بديهة واقتضبه ارتجالاً؟ ومن العلوم: علم تفسير القرآن، وعنه أخذ، ومنه فرع، وإذا راجعت إلي کتب التفسير علمت صحة ذلک، لأن أکثره عنه، وعن عبدالله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته وانقطاعه إليه، وأنه تلميذه وخريجه، وقيل له: أين علمک من علم ابن عمک؟ فقال: کنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط...

ومن العلوم: علم النحو والعربية، وقد علم الناس کافة أنه هو الذي ابتدعه وأنشأه وأملي علي أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله ومن جملتها: الکلام کله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف.

ومن جملتها تقسيم الکلمة إلي معرفة ونکرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلي الرفع والنصب والجر والجزم، وهذا يکاد يلحق بالمعجزات، لأن القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر، ولا تنهض بهذا الاستنباط.