علي والخطابة











علي والخطابة



ألا تري إلي خطبه (عليه السلام) مثل: التوحيد والشقشقية والهداية والملاحم واللؤلؤة والغراء والقاصعة والافتخار والأشباح والدرة اليتيمة والأقاليم والوسيلة والطالوتية والقصبية والسلمانية والناطقة والدامغة والفاضحة، بل إلي نهج البلاغة عن الشريف الرضي، وکتاب خطب أميرالمؤمنين عن إسماعيل بن مهران السکوني عن زيد بن وهب أيضاً، قال الرضي: کان أميرالمؤمنين (عليه السلام) مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه ظهر مکنونها، وعنه أخذت قوانينها.

الجاحظ في کتاب الغرة: کتب علي (عليه السلام) إلي معاوية: غرّک عزّک، فصار قصار ذلک ذلک، فاخش فاحش فعلک فعلک تهدا بهدا.

وقال (عليه السلام): (من آمن أمن).

قال ابن أبي الحديد في شرحه علي نهج البلاغة:وأما الفصاحة فهو (عليه السلام) إمام الفصحاء، وسيد البلغاء وعن کلامه قيل: هو (دون کلام الخالق وفوق کلام المخلوق) ومنه تعلم الناس الخطابة والکتابة.

قال عبدالحميد بن يحيي: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت.

وقال نباتة: حفظت من الخطابة کنزاً لا يزيده الإنفاق إلا سعة وکثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب.

ولما قال محفن بن أبي محفن لمعاوية: (جئتک من عند أعيي الناس) قال له: ويحک! کيف يکون أعيي الناس؟! فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره.

ويکفي هذا الکتاب الذي نحن شارحوه دلالة علي أنه لا يجاري في الفصاحة، ولا يباري في البلاغة، وحسبک أنه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العُشر ولا نصف العُشر مما دون له، وکفاک في هذا الباب ما يقوله أبوعثمان الجاحظ في مدحه في کتاب (البيان والتبيين) وفي غيره من کتبه.