حديث عبداللَّه بن مسعود











حديث عبداللَّه بن مسعود



روي القندوزي الحنفي في (ينابيع المودّة) و(ابن أبي الحديد في شرحه) عن شريک بن عبداللَّه، عن سليمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبداللَّه بن مسعود، أنّه قال: أوّل شي ء علمته من أمر رسول اللَّه أنّي قدمت مکّة مع عمومة لي وناس من قومي، وکان من أنفسنا شراء عطر، فأرشدونا إلي العبّاس بن عبدالمطّلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلي زمزم، فبينا نحن عنده؛ إذ أقبل رجل من باب الصفا، وعليه ثوبان أبيضان، وله وفرة إلي أنصاف اُذنيه جعدة أشمّ أقني، أدعج العينين، کثّ اللحية، برّاق الثنايا، أبيض تعلوه حمرة، کأنّه القمر ليلة البدر، وعلي يمينه غلام مراهق أو محتلم، حسن الوجه، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتّي قصدوا نحو الحجر، فاستلمه واستلمه الغلام، ثمّ استلمته المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، والغلام والمرأة يطوفان معه، ثمّ استقبل الحجر فقام ورفع يديه وکبّر، وقام الغلام إلي جانبه، وقامت المرأة خلفهما، فرفعت يديها، وکبّرت فأطال القنوت، ثمّ رکع ورکع الغلام والمرأة، ثمّ رفع رأسه فأطا، ورفع الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع، فلمّا رأينا شيئاً ننکره، لا نعرفه بمکّة أقبلنا علي العبّاس، فقلنا: يا أبا الفضل، إنّ هذا الدين ما کنّا نعرفه فيکم، قال: أجل واللَّه، قلنا: فمن هذا؟ قال: هذا ابن أخي، هذا محمّد بن عبداللَّه، وهذا الغلام ابن أخي أيضاً، هذا عليّ بن أبي طالب، وهذه المرأة زوجة محمّد، هذه خديجة بنت خويلد، واللَّه ما علي وجه الأرض أحد يدين بهذا الدين إلّا هؤلاء الثلاثة.[1] .

وروي المحقّق البحراني في شرحه عن ابن مسعود نحوه.[2] .







  1. ينابيع المودّة: 61، وشرح ابن أبي الحديد 225:13.
  2. شرح النهج للمحقّق البحراني 315:4.