علي أوّل من صلّي بعد رسول اللَّه











علي أوّل من صلّي بعد رسول اللَّه



ظهر ممّا ذکرنا في فصل (عليّ عليه السلام أوّل مَن أسلم وآمن برسول اللَّه صلي الله عليه و آله) أنّ عليّاً عليه السلام أوّل من أسلم من الذکور، وحيث کانت الصلاة من العبادات الّتي شرّعت منذ بداية الإسلام، فيکون عليّ عليه السلام أوّل من صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قطعاً، ولا اختلاف فيه، وهو أمر متّفق عليه بين الشيعة والسنّة، إلّا من شذّ کما مرّ إشکالهم في إسلامه عليه السلام مع جوابه، ولا نکرّره، أمّا ما دلّ علي أنّه أوّل مَن صلّي فروايات کثيرة متواترة من طرق العامّة والخاصّة، نذکر يسيراً منها هاهنا إعراضاً عن الإطالة.

1- قال عليّ عليه السلام في خطبة له: «لم يسبقني إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالصلاة».[1] .

2- و عن ابن عبّاس، قوله تعالي: «وَارْکَعُوا مَعَ الرّاکِعِينَ»[2] نزلت في رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهما أوّل من صلّي ورکع.[3] .

3- و عن عبّاد بن عبداللَّه الأسدي، قال: قال عليّ عليه السلام: «أنا عبد اللَّه، وأخو رسول اللَّه، وأنا الصدّيق الأکبر، لا يقولها بعدي إلّا کاذب، صلّيت قبل النّاس بسبع سنين».[4] .

4- و عن عليّ عليه السلام، قال: «صلّيت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کذا وکذا لا يصلّي معه غيري إلّا خديجة».[5] .

5- و عن ابن عبّاس، قال: «أوّل من صلّي عليّ».[6] .

6- و عن أبي حمزة، عن زيد قال: أوّل من صلّي مع النبيّ صلي الله عليه و آله عليّ عليه السلام.[7] .

7- و عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت أبا حمزة - رجلاً من الأنصار - يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول: أوّل رجل صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، عليّ عليه السلام.[8] .

8- و عن أبي عمر، قال: ولقد قال عليّ عليه السلام: «صلّيت مع رسول اللَّه کذا وکذا، لا يصلّي معه غيري إلّا خديجة».[9] .

9- و عن أبي رافع، قال: صلّي النبيّ صلي الله عليه و آله أوّل يوم الاثنين، وصلّت خديجة آخر يوم الاثنين، وصلّي عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء من الغد، وصلّي مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ صلي الله عليه و آله أحدٌ سبع سنين وأشهراً.[10] .

10- و عن جابر، قال: بعث النبيّ صلي الله عليه و آله يوم الاثنين، وصلّي عليّ عليه السلام يوم الثلاثاء.[11] .

11- عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ثمّ اختلف السلف فيمن اتّبع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وآمن به وصدّقه علي ما جاء به من عند اللَّه من الحقّ بعد زوجته خديجة بنت خويلد، وصلّي معه، فقال بعضهم: کان أوّل ذکر آمن برسول اللَّه صلي الله عليه و آله وصلّي معه وصدّقه بما جاءه من عند اللَّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[12] .

12- و عن أبي أيّوب الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «صلّت الملائکة عليَّ وعلي عليّ سبع سنين؛ وذلک أنّه لم يصلِّ معي أحد غيره».[13] .

13- و عن صالح المروزي، قال: سمعت أبا معمر عباد بن عبدالصمد يقول: سمعت أنس بن مالک يقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «صلّت الملائکة عليَّ وعلي عليّ سبعاً؛ وذلک أنّه لم يرفع إلي السماء شهادة لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله إلّا منّي ومنه».[14] .

14- و عن حبّة العرني، قال: رأيت عليّاً عليه السلام يوماً ضحک ضحکاً - لم أره ضحک ضحکاً أشدّ منه - حتّي أبدي ناجذه[15] ثمّ قال: «اللّهمّ لا أعرف أنّ عبداً من هذه الاُمّة عبدک قبلي غير نبيّها صلي الله عليه و آله» - الحديث.[16] .

15- و عن ابن عبّاس، قال: لعليّ عليه السلام أربع خصال ليست لأحد: هو أوّل عربي وأعجميّ صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وهو الّذي کان لواؤه معه في کلّ زحف، وهو الّذي صبر معه يوم المهراس[17] وهو الّذي غسّله وأدخله قبره.[18] .

وروي المعتزلي في شرحه، قال: قال عبداللَّه بن أبي سفيان للوليد بن عقبة بن أبي معيط في شعر:


وإنّ وليّ الأمر بعد محمّدٍ
عليٌّ وفي کلّ المواطن صاحبُه


وصيُّ رسولِ اللَّه حقّاً وصنوه
وأوّل من صلّي ومَن لانَ جانبُه[19] .







  1. نهج البلاغة، الخطبة 131.
  2. سورة البقرة: 43.
  3. شواهد التنزيل 85:1.
  4. فرائد السمطين 248:1، ح192، وتاريخ الطبري 55:2.
  5. الاستيعاب بهامش الإصابة 33:3.
  6. تاريخ الطبري 55:2.
  7. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ 66:1، ح106.
  8. تاريخ الطبري 56:2.
  9. شرح ابن أبي الحديد 120:4.
  10. فرائد السمطين 246:1، وتاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ 39:1، ح72.
  11. تاريخ الطبري 55:2، والکامل في التاريخ 483:1، و روي الترمذي في سننه.
  12. تاريخ الطبري 55:2.
  13. المناقب لابن المغازلي: 14، ح17، وينابيع المودّة: 61.
  14. المناقب لابن المغازلي: 14، ح19. و في الارشاد 30: 1 و نحوه.
  15. ناجذ: جمعه نواجد، أي الضرس.
  16. تاريخ دمشق - ترجمة الإمام عليّ 49:1، حديث 88.
  17. يوم المهراس: يوم اُحد، حيث انهزم النّاس غير عليّ عليه السلام.
  18. مستدرک الحاکم 11:3، الاستيعاب بهامش الإصابة 32:3، شرح ابن أبي الحديد 116:4، الخصال 210:1، باب الأربعة، ح 33.
  19. شرح ابن أبي الحديد 231:13.