قول الصحابة وتابعيهم: في مسابقة ايمانه











قول الصحابة وتابعيهم: في مسابقة ايمانه



فقد أعرف کثير من الصحابة و تابعيهم انّ ايمان عليّ بن أبي طالب عليه السلام في ذروة الايمان و کان ايمانه اسبق من جميع الاصحاب و هو اول من اسلم برسول اللَّه صلي الله عليه و آله و اليک بعض کلماتهم:

1- في المناقب لابن شهر آشوب عن أبي زرعة الدمشقي وأبي إسحاق الثعلبي في کتابيهما: أنّه قال أبو بکر: يا أسفي علي ساعة تقدّمني فيها عليّ بن أبي طالب، فلو سبقته لکان لي سابقة الإسلام.[1] .

2- و روي ابن عساکر الشافعي، عن عبداللَّه بن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة، فتذاکروا السابقين إلي الإسلام، فقال عمر: أمّا عليٌّ فسمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددتُ أنّ لي واحدة منهنّ أحبّ ممّا طلعت عليه الشمس، کنتُ أنا وأبو عبيدة وأبو بکر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبيّ صلي الله عليه و آله بيده علي منکب عليّ، فقال له: «يا عليّ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسي».[2] .

3- روي القندوزي الحنفي عن ابن عبّاس، في قوله تعالي: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ»، قال: سبق يوشع بن نون، وسبق مؤمن آل فرعون إلي موسي، وسبق صاحب يس إلي عيسي، وسبق عليّ إلي محمّد صلي الله عليه و آله.[3] .

4- و عنه ايضاً، عن ابن عبّاس، قال: أوّل مَن أسلم من النّاس بعد خديجة عليّ بن أبي طالب.[4] .

5- وفي (المناقب) عن مالک بن أنس، عن سُمَيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ»[5] نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام سبق النّاس کلّهم بالإيمان، وصلّي إلي القبلتين، وبايع البيعتين: بيعة بدر، وبيعة الرضوان - الحديث.[6] .

6- و عن ابن عبدالبرّ المالکي، قال: وروي عن سلمان أنّه قال: أوّل هذه الاُمّة وروداً علي نبيّها الحوض، أوّلها إسلاماً عليّ بن أبي طالب.[7] .

7- وفي (تاريخ دمشق) عن أنس بن مالک، قال: اُنزلت النبوّة علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وأسلمت خديجة يوم الاثنين، وأسلم عليّ يوم الثلاثاء ليس بينهما إلّا ليلة.[8] .

8- روي الحاکم النيشابوري بسنده عن زيد بن أرقم، قال: ان أوّل من اسلم مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ثمّ قال الحاکم: هذا حديث صحيح الاسناد و انّما الخلاف في هذا الحرف أن أبابکر الصديق کان اوّل الرجل البالغين اسلاماً و عليّ بن أبي طالب عليه السلام تقدّم اسلامه قبل البلوغ.[9] .

9- وفي (تاريخ الطبري) عن أبي حمزة مولي الأنصار، عن زيد بن أرقم، قال: أوّل مَن أسلم مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّ بن أبي طالب.[10] .

10- وفيه أيضاً: عن ابن إسحاق، قال: کان أوّل ذَکر آمن برسول اللَّه وصلّي معه وصدّقه بما جاءه من عند اللَّه عليّ بن أبي طالب، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين، وکان ممّا أنعم اللَّه به علي عليّ بن أبي طالب أنّه کان في حجر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قبل الإسلام.[11] .

11- وفي (تاريخ دمشق) لابن عساکر الشافعي، عن عروة بن الزبير: أنّ عليّاً أسلم وهو ابن ثمان سنين.[12] .

12- وفيه أيضاً: عن قتادة، عن الحسن البصري، وغيره، قالوا: کان أوّل من آمن به عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وهو ابن خمس عشرة، أو ستّ عشرة.[13] .

13- وفيه أيضاً: عن أبي مالک بن الحويرث، قال: کان عليّ أوّل من أسلم من الرجال، وخديجة أوّل من أسلم من النساء.[14] .

14- وفيه أيضاً: عن عبدالرحمن بن عوف، في قوله عزّ وجلّ: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ»، قال: هم عشرة من قريش، کان أوّلهم إسلاماً عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[15] .

15- وفيه أيضاً: عن عمرو بن عبداللَّه بن يعلي بن مرّة الثقفي الصحابي، عن أبيه، عن جدّه، قال: أوّل مَن أسلم عليّ عليه السلام.[16] .

16- و روي ابن اثير عن ابن إسحاق، قال: أوّل مَن أسلم عليّ وعمره إحدي عشرة سنة.[17] .

17- وفي (المناقب) في رواية: سمع أبو رجاء العطاردي قوماً يسبّون عليّاً عليه السلام فقال: مهلاً ويلکم، أتسبّون أخا رسول اللَّه، وابن عمّه، وأوّل مَن صدّقه وآمن به، وإنّه لمقام عليّ مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ساعة من نهار خيرٌ من أعمارکم بأجمعها.[18] .

18- و روي الکليني بسنده عن اُسيد بن صفوان صاحب رسول اللَّه، في حديث طويل، قال فيه: لمّا کان اليوم الّذي قُبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتجّ[19] الموضع بالبکاء، ودهش النّاس کيوم قُبض النبيّ صلي الله عليه و آله، وجاء رجل باکياً وهو مسرع مسترجع، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوّة، حتّي وقف علي باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: رحمک اللَّه يا أبا الحسن، کنتَ أوّل القوم إسلاماً، وأخلصهم إيماناً، وأشدّهم يقيناً، وأخوفهم للَّه، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم[20] علي رسول اللَّه، وآمنهم علي أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأکرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول اللَّه، وأشبههم به هدياً وخلقاً وسمتاً[21] وفعلاً، وأشرفهم منزلة، وأکرمهم عليه، فجزاک اللَّه عن الإسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيراً،... وسکت القوم حتّي انقضي کلامه، وبکي، وبکي أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ طلبوه، فلم يصادفوه.[22] .

19- في (أمالي الصدوق) بسنده عن عمران بن ميثم، عن أبي سخيلة، قال: أتيت أبا ذرّ رضي الله عنه فقلت: يا ابا ذرّ، قد رأيت اختلافاً فبماذا تأمرني؟ قال: عليک بهاتين الخصلتين: کتاب اللَّه، والشيخ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «هذا أوّل مَن آمن بي، وأوّل مَن يُصافحني يومَ القيامة، وهو الصدّيق أکبر، وهو الفاروق الّذي يفرق بين الحقّ والباطل».[23] .

20- وروي المحدّث القمّي في (سفينة البحار): دخل أبو اُمامة الباهلي - وهو من أصحاب عليّ - علي معاوية فقرّبه وأدناه، ثمّ دعا بالطعام، فجعل يطعم أبا اُمامة بيده، ثمّ أوسع رأسه ولحيته طيباً بيده، وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه، ثمّ قال: يا أبا اُمامة، باللَّه أنا خيرٌ أم عليّ بن أبي طالب؟ فقال أبو اُمامة: نعم ولا کذب، ولو بغير اللَّه سألتني لصدقتُ: عليّ عليه السلام واللَّهِ خيرٌ منک وأکرم، وأقدم إسلاماً، وأقرب إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قرابةً، وأشدّ في المشرکين نکايةً، وأعظم عند اللَّه عناءً، أتدري مَن عليّ يا معاوية؟ ابن عمّ رسول اللَّه، وزوج ابنته سيّدة نساء العالمين، وأبو الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، وابن أخي حمزة سيّد الشهداء، وأخو جعفر ذي الجناحين، فأين تقع أنت مِن هذا يا معاوية؟

ثمّ قال: أظننت أنّي سأختارک علي عليّ عليه السلام بألطافک وطعامک وعطائک، فأدخل إليک مؤمناً وأخرج منک کافراً؟ بئسما سوّلت لک نفسک يا معاوية، ثمّ نهض وخرج من عنده فأتبعه بالمال، فقال: لا واللَّه، لا أقبل منک ديناراً واحداً.[24] .

وقال أبو الأسود الدؤلي يهدّد طلحة والزبير:


وإنّ عليّاً لکم مَفْخَرٌ
يماثله الأسد الأسود


أما إنّه أوّل العابدين
بمکّة واللَّه لا يعبد[25] .


وقال سعيد بن قيس الهمداني يرتجز بصفّين:


هذا عليّ وابن عمّ المصطفي
أوّلُ مَن أجابه فيما روي


هو الإمام لا يبالي مَن غَوي

وأنشأ أبو الأسود الدؤلي:


وإنّ عليّاً لکم مفخر
يشبه بالأسد الأسود


أما إنّه ثاني العابدين
بمکّة واللَّهِ لم يُعبَد[26] .







  1. المناقب لابن شهرآشوب 4:2.
  2. تاريخ دمشق لابن عساکر - ترجمة الإمام عليّ 331:1، ح 401، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالکي: 126.
  3. ينابيع المودّة: 60.
  4. في المصدر السابق بعينه.
  5. سورة التوبة: 100.
  6. المناقب لابن شهرآشوب 5:2.
  7. الاستيعاب لابن عبدالبرّ المالکي بهامش الإصابة 29:3.
  8. تاريخ دمشق لابن عساکر الشافعي - ترجمة الإمام عليّ 41:1، ح 74.
  9. مستدرک الحاکم 147: 3، ح 261 / 4663.
  10. تاريخ الطبري 55:2.
  11. تاريخ الطبري 57:2، والکامل في التاريخ 484:1.
  12. تاريخ دمشق لابن عساکر الشافعي - ترجمة الإمام عليّ 32:1، ح 61.
  13. المصدر السابق: 36، ح 68، وينابيع المودّة: 60.
  14. المصدر السابق: 65، ح 104.
  15. المصدر السابق: 80، ح 129.
  16. المصدر السابق: ح 130.
  17. الکامل في التاريخ 484:1.
  18. المناقب لابن شهرآشوب 9:2.
  19. ارتجّ: أي اضطرب.
  20. أي أشدّهم حياطة وحفظاً وصيانة وتعهّداً.
  21. السمت: هيئة أهل الخير.
  22. اُصول الکافي 454:1.
  23. أمالي الصدوق - المجلس السابع والثلاثون: ح 5.
  24. سفينة البحار 669:1، مادة «سور».
  25. راجع الغدير 232:3.
  26. المناقب لابن شهرآشوب 15:2.