نبذة من الأخبار في أنّ عليّاً أوّل من آمن باللَّه وبرسوله











نبذة من الأخبار في أنّ عليّاً أوّل من آمن باللَّه وبرسوله



وفي سبقه في الإسلام والإيمان روايات کثيرة تبلغ حدّ التواتر، ويصعب استقصاؤها، لذا نکتفي بجملة منها حتّي تعرف بأنّ هذه الفضيلة الفريدة له عليه السلام کسائر فضائله الّتي لا تعدّ ولا تحصي.

قال ابن شهرآشوب في (المناقب): استفاضت الرواية أنّ أوّل من أسلم عليّ، ثمّ خديجة[1] ثمّ جعفر، ثمّ زيد، ثمّ أبو ذرّ، ثمّ عمرو بن عنبسة السلمي، ثمّ خالد بن سعيد بن العاص، ثمّ سميّة اُمّ عمّار، ثمّ عبيدة بن الحارث، ثمّ حمزة، ثمّ خباب بن الأرتّ، ثم سلمان، ثمّ المقداد، ثمّ عمّار، ثمّ عبداللَّه بن مسعود في جماعة، ثمّ أبو بکر[2] وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن زيد، وصهيب، وبلال[3] وفيما يلي نذکر بعض الأخبار في هذا المضمون:

1- وروي شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في (الإصابة)، بسنده عن ليلي الغفاريّة، قالت: کنت أغزو مع النبيّ صلي الله عليه و آله فاُداوي الجرحي، وأقوم علي المرضي، فلمّا خرج عليّ عليه السلام إلي البصرة خرجت معه، فلمّا رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل عليّ علي رسول اللَّه وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مکاناً هو أوسع لک من هذا؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاماً، وآخر النّاس بي عهداً، وأوّل النّاس لي لقياً يوم القيامة».[4] .

2- روي نور الدين الهيثمي في (مجمع الزوائد) عن أبي ذرّ وسلمان قالا: أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام فقال: «إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأکبر، وهذا فاروق الاُمّة يفرق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين».[5] .

3- وعن (تفسير ابن الحجّام) في قوله تعالي: «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم»[6] قال عليّ: «يا رسول اللَّه، هل نقدر أن نزورک في الجنّة کلّما أردنا؟»، قال: «يا عليّ، إنّ لکلّ نبيّ رفيقاً أوّل من أسلم من اُمّته، فنزلت هذه الآية: «فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِيقاً»[7] فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام فقال له: «إنّ اللَّه قد أنزل بيان ما سألت، فجعلک رفيقي، فإنّک أوّل من أسلم، وأنت الصدّيق الأکبر».[8] .

4- روي المحدّث القمّي في (سفينة البحار)، عن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: «سألت أبي عن بدء الإسلام، کيف أسلم عليّ عليه السلام، وکيف أسلمت خديجة؟ فقال لي أبي: إنّهما لمّا دعاهما رسول اللَّه فقال: يا عليّ، ويا خديجة، إنّ جبرئيل عندي يدعوکما إلي بيعة الإسلام، فأسلما تسلَمَا، وأطيعا تهديا، فقالا: فعلنا وأطعنا، يا رسول اللَّه» - الحديث.[9] .

5- روي الکليني، عن سعيد بن المسيّب، قال: سألت عليّ بن الحسين عليه السلام: ابن کم کان عليّ بن أبي طالب يوم أسلم؟ فقال: «أوَکان کافراً قطّ، إنّما کان لعليّ حيث بعث اللَّه عزّ وجلّ رسوله صلي الله عليه و آله عشر سنين، ولم يکن يومئذٍ کافراً، ولقد آمن باللَّه تبارک وتعالي وبرسوله، وسبق النّاس کلّهم إلي الإيمان باللَّه وبرسوله، وإلي الصلاة بثلاث سنين» - الحديث.[10] .

إذن فليس ثمّة يوم للشرک في حياة عليّ عليه السلام، بل إنّه ولد في أحضان النبوّة، وتربّي علي مبادئ الإسلام دفعةً واحدة، وذلک مثار إعجاب وإعجاز أبدي يشهد بفضيلة وصيّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.







  1. ويستفاد من بعض الأخبار کما في المناقب لابن شهرآشوب 4:2، عن تاريخ الطبري: «أنّ أوّل من أسلمت هي خديجة، ثمّ أسلم عليّ عليه السلام»، ومهما يکن الأمر فإنّه أوّل رجال الاُمّة إسلاماً.
  2. في المناقب لابن شهرآشوب 5:2: «أنّ عمر بن الخطّاب أسلم بعد خمسة وأربعين رجلاً وإحدي وعشرين امرأة».
  3. المناقب لابن شهرآشوب 4:2.
  4. الإصابة 389:4 - الدار المصريّة، الإحقاق 159:4.
  5. مجمع الزوائد 102:9.
  6. سورة النساء: 69.
  7. سورة النساء: 69.
  8. کشف الغمّة - باب المناقب 116:1.
  9. سفينة البحار 644:1، مادة «سلم».
  10. روضة الکافي: 279، حديث 536.