كلمة في إيمان عليّ وإسلامه











کلمة في إيمان عليّ وإسلامه



بعد ما ذکرنا من الفرق بين الاسلام و الايمان و ذکرنا ايضاً ان الولاية من شرايط الايمان نشير الي ايمان عليّ بن أبي طالب عليه السلام و اسلامه:

1- لقد کان عليّ عليه السلام سبق النّاس کلّهم إلي الإيمان باللَّه وبرسوله بعد خديجة، وأشار إلي ذلک بقوله: «فإنّي وُلِدْتُ عَلَي الفِطرةِ، وَسَبَقْتُ إلي الإيمان والهِجرة».[1] .

2- وقال في الخطبة القاصعة: «وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ وَخَدِيجَةَ وَأَ نَا ثَالِثُهُمَا».[2] .

3- وقال أيضاً: «اللّهمّ إنّي أوّلُ مَن أنابَ و سَمِعَ وأجابَ، لم يَسْبِقْني إلّا رسولُ اللَّه صلي الله عليه و آله بالصلاة».[3] .

4- وقال عليه السلام في حديث: «أنا عبد اللَّه، وأخو رسول اللَّه، وأنا الصدّيق الأکبر، لا يقولها بعدي إلّا کذّاب، ولقد صلّيت قبل النّاس سبع سنين».[4] .

5- وفي (الاستيعاب) بسنده عن حبّة العرني، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: «لقد عبدتُ اللَّه قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمّة قبلَ خمس سنين».[5] .

والأخبار بهذا المضمون الصريح في سبق إيمانه عليه السلام علي جميع من سواه من الرجال کثيرة، وسيأتي بعضها إن شاء اللَّه، وفي ذلک يقول الشاعر عن قوله عليه السلام:


سبقتُ إلي الإسلام کلّ مُوَحِّدٍ
وقد عَمَّ أصنافَ الوَري الشرک والکفر


فَکُنتُ وما في الأرضِ غير ثلاثة
يُصلُّون للرحمن إذ أزف الظهر


عليّ واُمّ المؤمنين خديجة
وأحمد لا عُمر هناک ولا بکر


ولا يخفي أنّ إيمانه عليه السلام في ذروة مراتب الإيمان، وفيه تجسّد أکمل معانيه.

والمستفاد من بعض الروايات المأثورة عن النبيّ أنّ إيمانه وعمله في يوم اُحد يرجّح علي إيمان جميع الخلائق، ففي (ينابيع المودّة) قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا أبا الحسن، لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في کفّة ميزان، ووضع عملک يوم اُحد علي کفّة، لرجح عملک علي جميع ما عمل الخلائق، وإنّ اللَّه باهي بک يوم اُحد ملائکته المقرّبين، ورفع الحجب من السموات السبع، وأشرفت إليک الجنّة وما فيها، وابتهج بفعلک ربّ العالمين، وإنّ اللَّه تعالي يعوّضک ذلک اليم ما يغبط کلّ نبيّ ورسول وصدّيق وشهيد».[6] .

ومن کان إيمانه وعمله في يوم اُحد في الثواب والأجر کذلک فإنّ الأجر والثواب علي إيمانه وعمله في جميع غزوات الإسلام في رکاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وسائر أعماله في مدّة حياته الشريفة المبارکة، لا يعدّه العادّون، اللّهمّ اجعلنا من محبّيه وشيعته في الدنيا، ومن مشفّعيه يوم القيامة.

قال العبدي في إيمانه عليه السلام:


أشهد باللَّه لقد قال لنا
محمّد والقول منه ما خفي


لو أنّ إيمان جميع الخلق ممّن
سکن الأرض ومن حلّ السما


يجعل في کفّة ميزان لکي
يوفي بإيمان عليّ ما وفي[7] .







  1. نهج البلاغة: الخطبة 57.
  2. نهج البلاغة: الخطبة 192.
  3. المصدر السابق: الخطبة 131.
  4. ينابيع المودّة: 60، وکشف الغمّة - باب المناقب 18:1. و انظر تاريخ الطبري56: 2.
  5. الاستيعاب لابن عبد البر المالکي بهامش الإصابة 31:3.
  6. ينابيع المودّة: 64.
  7. المناقب لابن شهرآشوب 9:2.