الولاية من أركان الإيمان











الولاية من أرکان الإيمان



لقد ظهر ممّا ذکرناه في الفرق بين الإيمان والإسلام، معني الإيمان بوضوح، وفي اعتقادنا - نحن الإماميّة - کما يستفاد من الأخبار المأثورة أنّ الولاية من أرکان الإيمان، وأنّ الإيمان الکامل مشروط بالولاية والإقرار بإمامة أمير المؤمنين وأولاده المعصومين (صلوات اللَّه عليهم أجمعين)، بل منکر ولايتهم کافر بمقتضي الأخبار.

قال السيّد شرف الدين: «والّذي يظهر من قوله تعالي: «قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلکِن قُولُوا أَسْلَمْنَا»[1] أنّ الإسلام عبارة عن مجرّد الدخول في الدين والتسليم لسيّد المرسلين، وأنّ الإيمان عبارة عن اليقين الثابت في قلوب المؤمنين مع الاعتراف به في اللسان، فيکون علي هذا أخصّ من الإسلام، ونحن نعتبر فيه الولاية مضافاً إلي ذلک، فافهم، انتهي کلامه رفع مقامه.[2] .

وإليک نصّ بعض الأخبار المأثورة في الباب:

1- في (الکافي) بسنده عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «إنّ عليّاً (صلوات اللَّه عليه) باب فتحه اللَّه، مَن دخله کان مؤمناً، ومَن خرج منه کان کافراً».[3] .

2- وفيه أيضاً: بسنده عن إبراهيم بن أبي بکر، قال: سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول: «إنّ عليّاً عليه السلام باب من أبواب الهدي، فَمَن دخل من باب عليّ کان مؤمناً، ومن خرج منه کان کافراً، ومَن لم يدخل فيه ولم يخرج منه کان في الطبقة الذين للَّه فيهم المشيئة».[4] .

3- وفيه أيضاً: بسنده عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ نصب عليّاً عليه السلام علماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه کان مؤمناً، ومن أنکره کان کافراً، ومن جهله کان ضالّاً، ومن نصب معه شيئاً کان مشرکاً، ومن جاء بولايته دخل الجنّة، ومن جاء بعداوته دخل النّار».[5] .

4- في (الفصول المهمّة) عن سفيان بن النمط، عن أبي عبداللَّه عليه السلام - في حديث - قال: «والإسلام هو الظاهر الّذي عليه النّاس: شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزکاة، وحجّ البيت، وصيام شهر رمضان، فهذا الإسلام، وقال: الإيمان معرفة هذا الأمر[6] مع هذا، فإن أقرّ بها ولم يعرف هذا الأمر کان مسلماً، وکان ضالّاً».

و قال الشيخ الحرّ العاملي - في ذيل الحديث -: اعتبار العمل في الإسلام يدلّ علي أنّ المراد به الإسلام الکامل في الجملة.[7] .

أقول: فقد ظهر ممّا ذکرنا من الروايات أنّ الإيمان بلا ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام و أولاده المعصومين عليهم السلام لا ثمرة له، ولو کان مقروناً بجميع أحکام الإسلام، ويظهر ذلک واضحاً فيما ورد عن نبيّ صلي الله عليه و آله من طريق المخالف، قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لو أنّ عبداً عَبَد اللَّه مثل ما قام نوح في قومه، وکان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل اللَّه، ومدّ في عمره حتّي حجّ ألف عامٍ علي قدميه، ثمّ قُتل بين الصفا والمروة مظلوماً، ولم يوال عليّاً، لم يَشُمَّ رائحةَ الجنّة ولم يدخلها».[8] .







  1. سورة الحجرات: 14.
  2. الفصول المهمّة للعلّامة السيّد شرف الدين: 8.
  3. اصول الکافي 388: 2 - باب الايمان و الکفر، ح 16.
  4. المصدر السابق بعينه، ح 18.
  5. المصدر السابق بعينه، ح 20.
  6. معرفة هذا الأمر: أي الإمامة والولاية، واللَّه العالم.
  7. الفصول المهمّة في اُصول الأئمّة للحرّ العاملي: 163، باب 109.
  8. انظر المناقب للخوارزمي: 28.