في الفرق بين الإسلام والإيمان











في الفرق بين الإسلام والإيمان



لقد اضطربت الأحاديث والروايات في معني الإسلام والإيمان، ولکن يظهر من مجموعها أنّ الإيمان أفضل من الإسلام وأخصّ منه.

1- روي السيّد شرف الدين عن الکليني بسنده عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما عليهماالسلام، قال: «الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل».[1] .

2- وفيه أيضاً: عن جميل بن صالح، قال: قلت لأبي عبداللَّه: أخبرني عن الإسلام والإيمان، أهما مختلفان؟ قال عليه السلام: «إنّ الإيمان يشارک الإسلام، والإسلام لا يشارک الإيمان»، فقلت: فصفهما لي؟ فقال: «الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللَّه والتصديق برسول اللَّه صلي الله عليه و آله، به حُقنتْ الدماء، وعليه جرت المناکح والمواريث، وعلي ظاهره جماعة النّاس، والإيمان الهدي وما ثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة» - الحديث.[2] .

3- وفي (الوسائل) عن (توحيد الصدوق) بسنده عن عبدالرحيم القصير، عن أبي عبداللَّه - في حديث - قال: «الإسلام قبل الإيمان، وهو يشارک الإيمان، فإذا أتي العبد بکبيرة من کبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي الّتي نهي اللَّه عنها، کان خارجاً من الإيمان وثابتاً عليه اسم الإسلام، فإن تاب واستغفر عاد إلي الإيمان» - الحديث.[3] .

4- و روي الکليني بسنده عن جابر الجعفي، قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: «يا أخا جعف، إنّ الإيمان أفضل من الإسلام، وإنّ اليقين أفضل من الإيمان، وما من شي ء أعزّ من اليقين».[4] .

5- و عنه أيضاً: بسنده عن يونس، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الإيمان والإسلام فقال: «قال أبو جعفر عليه السلام: إنّما هو[5] الإسلام، والإيمان فوقه بدرجة، والتقوي فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوي بدرجة، ولم يقسّم بين النّاس شي ء أقلّ من اليقين». قال: قلت: فأيّ شي ء اليقين؟ قال: «التوکّل علي اللَّه، والتسليم للَّه، والرضا بقضاء اللَّه، والتفويض إلي اللَّه»، قلت: فما تفسير ذلک؟ قال: «هکذا قال أبو جعفر».[6] .

6- وعنه أيضاً: بسنده عن حمران بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر يقول: «إنّ اللَّه فضّل الإيمان علي الإسلام بدرجة کما فضّل الکعبة علي المسجد الحرام».[7] .

7- وفي (الوسائل) عن (عيون الأخبار) بأسانيده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام في کتابه إلي المأمون قال: «الإيمان هو أداء الأمانة، واجتناب الکبائر، وهو معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأرکان»[8] الحديث.

8- وفي (الفصول المهمّة) عن عبدالسلام بن صالح، عن الرضا، عن آبائه، عن رسول اللَّه (صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين)، قال: «الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأرکان».[9] .

9- و روي البرقي بسنده عن القاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «الإسلام يحقن به الدم، وتؤدّي به الأمانة، ويستحلّ به الفرج، والثواب علي الإيمان».[10] .

10- و روي الصدوق بسنده عن الأعمش، عن الصادق عليه السلام قال: «الإسلام غير الإيمان، وکلّ مؤمن مسلم، وليس کلّ مسلم مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون ولا کافرون. قال اللَّه تعالي: لا يدخل النّار مؤمناً وقد أوعده الجنّة، ولا يخرج من النّار کافراً وقد أوعده النّار والخلود فيها، ويغفر ما دون ذلک لمن يشاء، فأصحاب الحدود فسّاق لا مؤمنون ولا کافرون ولا يخلّدون في النّار، ويخرجون منها يوماً ما، والشفاعة جائزة لهم، وللمستضعفين إذا ارتضي اللَّه عزّ وجلّ دينهم».[11] .







  1. الفصول المهمّة: 163.
  2. المصدر السابق: 165.
  3. وسائل الشيعة 25:1، باب 2 من أبواب مقدّمة العبادات، ح18.
  4. اُصول الکافي 51:2، باب فضل الإيمان علي الإسلام، ح1.
  5. الضمير راجع إلي الدين في قوله تعالي: «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ».
  6. اُصول الکافي 52:2، باب فضل الإيمان علي الإسلام، ح5.
  7. المصدر السابق بعينه: ح3.
  8. وسائل الشيعة 260:11، باب 46 من أبواب جهاد النفس، ح33.
  9. الفصول المهمّة في اُصول الأئمّة للحرّ العاملي: 167، باب109، طبع بصيرتي - قم.
  10. المحاسن: 285، حديث 423، وبحار الأنوار 243:68، وراجع الکافي 24:2، نحوه.
  11. الخصال: 608، ح9، وبحار الأنوار 270:68.