حول مفهوم الإسلام والإيمان











حول مفهوم الإسلام والإيمان



نذکر هنا شيئاً موجزاً في بيان الإسلام والإيمان اللذين بهما ينال العبد غاية الرضوان، وعليهما يکون المدار، وبوجودهما تترتّب الآثار. قال الإمام شرف الدين (رضوان اللَّه عليه) في کتابه المسمّي بالفصول المهمّة ما ملخّصه:

أجمع إخواننا أهل السنّه علي أنّ الإسلام والإيمان عبارة عن الشهادتين، والتصديق بالبعث، والصلوات الخمس إلي القبلة، وحجّ البيت، وصيام الشهر، والزکاة والخمس المفروضَين، وبهذا تعلن الصحاح الستّة وغيرها.

وفي (صحيح البخاري) بسنده عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه، واستقبل قبلتنا، وصلّي صلاتنا، وأکل ذبيحتنا، فذلک المسلم، له ما للمسلم، وعليه ما علي المسلم».[1] .

و في الفصول المهمّة عن صحيح البخاري بإسناده إلي نافع، قال: إنّ رجلاً أتي ابن عمر، فقال: يا أبا عبدالرحمن، ما حملک علي أن تحجّ عاماً وتعتمر عاماً، وتترک الجهاد في سبيل اللَّه، وقد علمت ما رغّب اللَّه فيه؟ قال: يابن أخي، بُني الإسلام علي الخمس: إيمان باللَّه ورسوله، والصلاة، والخمس، وصيام رمضان، وأداء الزکاة، وحجّ البيت.[2] .

وعنه أيضاً في عدّة مواضع من صحيحه بالإسناد إلي ابن عبّاس: أنّ النبيّ قال لوفد عبد القيس - لمّا أمرهم بالإيمان باللَّه وحده -: أتدرون ما الإيمان باللَّه وحده؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزکاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس».[3] .

وعندنا نحن الإماميّة فرق واضح بين الإسلام والإيمان، وليسا کلاهما أمراً واحداً کما سيأتيک عاجلاً توضيحه؛ إذ الإسلام أعمّ من الإيمان، والإيمان أخصّ منه، يعني کلّ من کان مؤمناً فهو مسلم، وليس کلّ من کان مسلماً کان مؤمناً، ودليل ذلک قوله تعالي: «قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُوا وَلکِن قُولُوا أَسْلَمْنَا».[4] .







  1. صحيح البخاري 175:1، حديث 58، ط. عالم الکتب - بيروت.
  2. راجع: الفصول المهمّة للسيّد شرف الدين: 9.
  3. راجع: الفصول المهمّة للسيّد شرف الدين: 10.
  4. سورة الحجرات: 14.